متى تصحو الشعوبُ من الرقادِ ؟!=وتُهرعُ ــ بعد نومٍ ــ للمنادي ؟!
أراها غادياتٍ رائحاتٍ=جراحاتٍ تفورُ بلا ضمادِ
وأمرُ الناسِ في الدنيا عجيبٌ=تمادوا في الضَّلالةِ والعنادِ
نسوا دينَ الإلهِ فضيَّعوها=مآثرَ ظلَّلتهم بالوِدادِ
فمنهم لاطمٌ خدًّا بكفٍّ=ومنهم مَنْ توشَّحَ بالسوادِ
ومنهم مَنْ مضى يلهو ، ليجني=مرارَ اللهوِ في يومِ الحصادِ
وعانقَها بهارجَ موبقاتٍ=ليشبعَ نفسَه من كلِّ وادِ
وعاشَ العمرَ بئسَ العمرُ يُقضَى=بأحضانِ الرذائلِ والفسادِ
نواجذُه بفيه ضاحكاتٌ=ودنياهُ الرخيصةُ في ازديادِ !!
ولا يدري ـ لغفلتِه ـ ألَيْلٌ=عليه يمرُّ أم سودُ العوادي ؟!
أيضحكُ يعربيٌّ في زمانٍ=به قيدتْ وقُطِّعت الأيادي ؟!
وأُخرست المنابرُ ، واشمخرَّتْ=مجامعُ للفسادِ بكلِّ نادِ
وعاثَ الشرُّ ، وازدانت ملاهٍ=بأنواعِ الفجورِ بلا اتئادِ
قد انكفأت فضائلُ لم تصنْها=شعوبٌ بالإباءِ وبالجِلادِ
وجاءَ الغزوُ يصفعُها بحقدٍ=ويرميها بآفاتٍ شِدادِ
وهاهو يهتكُ الأعراضَ جهرا=ويسلبُ كلَّ خيراتِ البلادِ
ويفعلُ ما يشاءُ بغيرِ حقٍّ=ولا شرفٍ لديه ولا سدادِ
وقد قتلَ الألوفَ بغيرِ ذنبٍ=وعذَّبَ في السجونِ أُولي الجهادِ
وعينُ الحُـرِّ مانامتْ ولولا=رجالٌ مانسوا ، و ذوو رشادِ
لقد سمعَ الزمانُ بمشرقيه=نداءَ الفجرِ من شفةِ المنادي
مكارهُ يا أخا الإسلامِ تُدمي=وتبعثُ نارَ شجوٍ في الفؤادِ
وتوقظُ مَن له قلبٌ وعقلٌ=ونورُ بصيرةٍ ، وهدى اعتقادِ ؟!
أيرضى المسلمون بذي الدنايا=ويفترشون أوهامَ الأعادي ؟ّ
فشرُّ النَّاسِ ساموهم هوانا=وريحُ الظلمِ تعصفُ بالعبادِ
وذاقوا مُـرَّ ماجلبتْ أيادٍ=ولاذوا بالتَّسكُعِ والرقادِ
وقد فترتْ قُواهم ، واستكانوا=فأمرُهُمُ الجليلُ إلى بدادِ
لقد طالَ الظلامُ ونحن أولى=وقد جئنا لنقدحَ بالزِّنادِ
ونملأَ هذه الدنيا ضياءً=بدينِ اللهِ بارئِنا الجوادِ
ونطفئَ فتنةَ الأوغادِ جاؤوا=بنارِ الحقدِ تعصفُ باتِّقادِ
هو الإسلامُ فيه خلاصُ قومي=يقودُ المخلصين إلى السَّدادِ
وغيرُ شريعةِ الرحمنِ كفرٌ=و وهمٌ أو فراشٌ من قتادِ
وغيرُ كتابِه محضُ افتراءٍ=وبهرجُ كاذبٍ في فكرِ عادِ
وغيرُ السُّنَّةِ الغراءِ زورٌ=وراكبُه يهيمُ بلا قيادِ
فما من مخرجٍ إلا بدينٍ=به الفرجُ القريبُ ، وصوتُ شادِ
فدوروا حيثُ شئتُم في سرابٍ=فلن تجدوا به غيرَ الرمادِ
ولا تستكبروا فلقد فشلتم=وعودوا للصوابِ بلا عنادِ
وإنَّ اللهَ يدعوكم لخيرٍ=فخافوا اليومَ عاقبةَ التَّمادي