آهٍ وآهٍ وكَمْ في الآهِ من ألمٍ = نَكأتِ جُرْحا ًغزيرَ النَّزفِ بَوَّاحا
إنِّي لتطربني الحروفُ غضوبة ً= ترمي ببوحِكِ في الفؤاد رِماحَا
ولتطرديني إن مُلئتِ تذمُّراً = سيكون قلبي راضيا مُرتاحاَ
فالغيظُ عند العاشقين مودة ٌ= تُضفي على أهل الهيام رواحاَ
غضبُ الحبيبِ مودَّةٌ مكنونة ٌ= عِشقٌ دفينٌ يُثقلُ الأرواحاَ
فالشَّوك ُمن كفِّ الحبيبِ أزاهرٌ= تهَبُ المُحبَّ بِوَخْزِهَا أفراحاَ
إنِّي ببوحي أو هجائي أرتجي= رغم الحروفِ النَّاشزاتِ صلاحاَ
فلتعذري قلبي إذا أبدى الهوى = أو قال شعرا جارحاً ذبَّاحاَ
حَسْبي من الشعرِ الهدى يا غادة ً= جعلتْ فؤادي بالهوى صدَّاحاَ
بنتَ النَّخيلِ جمالُكم أسَرَ الأنا = فاثأر شعرا مُرْهَفاً لمَّاحاَ
خلطَ الهداية َبالغواية ِقاصداً = جعل القريضَ مَراوحاً وسِلاحاً
أَوَ تُنكرينَ عليه طَعنَ من اعتدوْا = جعلوا زفيرَ المسلمين نُوَّاحاَ ؟
عَبثوا وعاثوا واعتدوا وتطاولوا = ملئوا بلاد المسلمين جِراحاَ
وتمرَّدوا عن كلِّ حرفٍ في الهدى = سمُّوا الخيانة َوالفساد َكِفاحاَ
فلتعذريني إن رَميت ُبما رمى = ذِكرُ الحكيم ِمُنافقا سَفَّاحاَ