ويعود الربيع مرَّةً أُخرى ...
01شباط2014
شريف قاسم
شريف قاسم
عادَ الربيعُ ، وبشراهُ ازدَهَتْ ويسكبُ الأملَ الممراحَ في مُهَجٍ ماغادرتْ كفَّتاهُ البِـرَّ تسكبُه يرتدُّ كلُّ شقيٍّ عن بيادرِه وفي مشارفِ وجهِ الفجرِ طالعَنَـا يطاردُ اليأسَ في الشِّدَّاتِ ينحرُه والكرب ُمسعورةٌ أنيابُه وجعًـا والجاهليَّةُ والأحزابُ مابرحتْ ضاقتْ ببهتانِهم أيَّامُ خِسَّتهم لم يُبصروا مقلَ الأطفالِ دامعةً أو يرحموا ضعفَ شيخٍ هُدَّ ، وامرأةٍ في عالَمٍ سوَّقَ الإرهابَ ، فاختلطتْ و سادَ مَن يكرعُ الإجرامَ قهقهةً لكنَّه لم يكنْ في خبثِه بشرًا ضلَّتْ خُطاهُ ، وما أبقى الهوى رشَدًا وإنَّمـا طافَ باستكبارِه حَنِقًـا والجاهليةُ عادتْ في يَدَيْ عَبِثٍ بسوطِها جلدتْ أفكارَ رفعتِنا عمياءَ إلا من الأضغانِ أعيُنُهَا عجفاءَ منتنةً من سوءِ عولمةٍ * * * عادَ الربيعُ وفي بُرديهِ عُدَّتُنا فللظلامِ رحيلٌ عن مرابعِنا وللهوانِ نكوصٌ عن عزائمِنا لايصلحُ الأمرُ إلا بالهدى ،ولمَن جاءَ النَّبيُّ وللأعرابِ فتنتُهم وطافَ بينَ حنايا أُمَّةٍ لبستْ فاستنهضَ القومَ بالإسلام فانتهضوا وهاجهم حبُّ جنَّاتٍ بها وُعِدَتْ وصانَهم مصحفُ الرحمنِ من خللٍ وأذعنَتْ دولٌ عُظمَى لدعوتِهم ما أرهبتْها جيوشُ الفرسِ زاحفةً وأقبلتْ أممُ الدنيا لمرحمةٍ إرثُ الشياطينِ ما انفكَّتْ مساوئُه يُديرُه عَبَثًـا أبناءُ جلدتنا كم يدَّعي بالهوى إنقاذَ أُمَّتِنا لكنَّه باء بالخسرانِ ممتَهَنًـا وضيَّعَ الخطوَ أحلاهُ وأعذبَه وعاشَ عبئًـا على الأوطانِ أثقلَها كم عكَّرَ الأمسياتِ المقمراتِ وكم وكم شكتْهُ لربِّ العرشِ أفئدةٌ وربَّ ليلٍ به أنَّاتُ مَن فُجِعُوا ولم تزل لعناتُ النَّاسِ تلحقُه * * * اليومَ عميانُهم ما أنكروا دَنَسًََا نورُ النُّبُوَّةِ منهاجٌ لعزَّتِنا به النَّجاةُ ، فَقُمْ كبِّرْ وسِرْ قُدُمًا في يوم بعثتِه ، في يومِ هجرتِه قد جرَّبَ الخلقُ للعليا مبادئَهم فَنُكِّسَتْ فشَلا أعلامُهم ، وخبتْ عودوا إلى الله لامنجى لكم بهوىً وألبسَتْكم حضاراتُ الفسادِ به إسلامُكم يابني الإسلامِ عُدَّتُكُم ومَن تمرَّغَ بالإذلالِ ، وانتصرتْ دعِ العنادَ وبادرْ ـ ويكَ ـ منتصرًا واحرِصْ على جنَّةٍ ، واحذرْ مغالَطَةً أهلوك في القدسِ في بغداد قد ذُبِحُوا وفي الشآمِ وفي مصر الإباء وكم وآخرون بدنيا الناسِ مابرحوا عادَ الربيعُ وما زالتْ مرابعُهم عادَ الربيعُ وحسبي أن أرى دمَهم | أَلَقَاوفاضَ نورًا يُوَشِّي بالهُدَى بها يبيتُ السَّنا المفترُّ مختنِقَـا على الحزانى ، وتطوي السُّوءَ والقَلَقَـا فليسَ يأخذُ منها الصَّاعَ والوسَقَـا قرآنُه منقَذًا لاكيفما اتُّفِقَـا ولا يقيمُ له في النَّفسِ منطَلَقَـا للقاعدين حيارَى أو لَوَوا عُنُقَـا تُلقي الكآباتِ لاخوفًـا ولا فَرَقَـا وهمْ هُمُ الشَّرُّ قد آذى وقد فَسَقَـا فقتلُهم للبريء اليومَ قد سبقَـا بصدرِها طفلُها من بأسِهم لصقَـا به المفاهيمُ تسقي أمَّتي الرَّنَقَـا مستهزئًـا، وجناحاهُ قد اصطفقَا ولم يكنْ في خفايا لؤمِه حَذِقَـا لديه في سعيِه ، أو بالحِجَى وثقَـا فللمآثرِ باستكبارِه خَرَقَـا طوفانُها العجزُ ، لاأغنى ولا اتَّسقَـا ومزَّقتْ ظهرَنا ـ بالحقدِ ـ والورقَـا فلم نَرَ اليومَ إلاَّ البغيَ ممتشقَـا لمَّـا طغتْ حملتْ أرجاسَها مزقَـا * * * من الفخارِ الذي بالمجدِ قد خفقَـا وللشقاءِ انكفاءٌ بعدما دَفَقَـا إذْ من كنوزِ خبايا عزِّها سرَقَـا رامَ النهوضَ بغيرِ الدِّينِ قد سُحِقَـا في ظلمةٍ مارأوا في عيشِهم فَلَقَـا ثوبَ العَنَـا ، ومشتْ في زيفِه فِرَقَـا وبدَّلوا الكفرَ بالنور الذي خفقَـا بيضُ القلوبِ التي قد أسرعَتْ عَنَقَـا يشينُ وثبَتَهُم ، فالشَّرُّ قد مُحِقَـا منها وفيها جرى الإيثارُ وانبثقـَا ولا حسامُ بني رومٍ قد امتُشِقَـا تقي سعادتَها من كلِّ مَن رَشَقَـا تجنِّدُ الرَّيبَ بين النَّاسِ مُختَلَقَـا ممَّنْ له باركَ الإغواءُ واعتنقَـا وأنَّه لخروقِ العارِ قد رتقَـا وعادَ منكسرًا دونَ العلى حَنِقَـا وجانبَ الحقَّ لا والى ولا صدقَـا بالموبقاتِ ، وبالعارِ الذي لَحِقَـا للأمنِ والخيرِ والآمالِ قد خَرَقَـا أتى لها بالأذى في كأسِه وسَقَـى قد طالَ حتَّى ظنَّنا صبحَه غَسَقَـا وإن بدا بثيابِ الزَّهوِ مغتبقَـا * * * به يخوضُ الذي قد دنَّسَ الطُّرُقَـا بِوَحيِِه الحاضرُ اللهفانُ قد نطَقَـا وراءَ أحمدَ فالبُطلانُ قد زهقَـا في ظلِّ دعوتِه فاحَ المدى عَبِقَـا فجرَّهم زيفُها نحو العَنَا زَلَقَـا نيرانُهم ، وتراءى السَّعيُ مُنخَرِقَـا جاءَ الطغاةُ به مستورَدًا ذلقَا زيًّـا تثنَّى على الأجسادِ محترِقَـا يامَن تولَّهَ بالزِّيناتِ أو عشِقَـا عليه شهوتُه في رجسِها غرِقَـا للهِ ، وانهضْ بدينِ المصطفى لَبِقَـا من كلِّ مفتقرٍ بالرأيِ ما سَمَقَـا ذبحَ الخرافِ ، وما أبقوا لهم رَمَقَـا نادى المنادي إذِ الإسلامُ قد شُنِقَـا تحتَ المُدَى بدماهُم لوَّنُوا الشَّفَقَـا تشكو الجفافَ ، وتحثو الهمَّ والأرقَـا وقودَ صحوتِنا مازالَ مؤتلقَا | الأُفُقَـا