عودة الشهداء الجزائريين إلى وطنهم
ما عدتم أمواتا ،
عدتم أحياء ،
يا أغلى الشهداء .
ينتفض الشعب لعودتكم
في عرس وفاء .
تخضر الأرض لأنسام
من مسك دماء .
تتهادى الأشجار بعودتكم
أحلى الأنباء ،
والطير ترتلها فرحا
في عيد غناء .
كنتم فرسان جزائركم
في عصف الشداء .
ما خفتم بأس وحوش
من جيش الأعداء .
أنوار عقيدتكم كانت
تهديكم في غاب الظلماء .
كنتم أرواحا ظمأى
يلفحها حر الصحراء ،
تشتاق لجنة خلدٍ
فاضت فيها تسنيم بماء .
فرسانا عدتم ،
ما عدتم بعضا من أشلاء .
عدتم هاماتٍ عليا
زانتها تيجان بهاء .
الشعب يكبر معتزا
بشموس الشهداء الأحياء ،
والأرض تمد ذراعيها
تحضن أغلى الأبناء .
الخزي لقاتلكم أبدًا ،
ملعون في كل سماء .
هو ابن الغابة ، لا ابن العلم ،
ولا ابن الأضواء .
قبح التاريخ على وجه فرنسا
مبثوث بالألوان السوداء .
" متحف إنسان " تُودِع فيه
رؤوسا حزتها ؟!
أي فجور هذا ؟! أي جنون هراء ؟!
من غزةَ أهديكم حبي ،
هل يكفي حبي للإهداء ؟!
ها نحن على درب خطاكم
نمضي في أعتى بلاء .
أنتم قدوتنا المثلى
في تحرير تراب الآباء .
حياكم ربي بسلام
يا جندَ جزائرِنا المفداءِ ،
مدرسةِ العالم في عِلم الحرية ،
علم الشهداء .
وسوم: العدد 884