***
هوامش :
(1) تُبْلَى : تكشف مكنوناتها .
(2) جلَّ : عًظُمَ .
(3) وَبٌلَ الداءُ : اشتد أذاه .
(4) الكواليس : أماكن خفية للتآمر .
(5) الكلاَّس : الذي يطلي الجدران بالكلس .
(6) يقول تعالى : ( سيصيبُ الذين أجرموا صَغَارٌ عندَ اللهِ وعذابٌ شديد بما كانوا يمكرون ) .
(7) جاءَ في "نهاية الأرب في فنون الأدب" للنويري قولهم : (ليس هذا بعشّك فادرجي) ويضرب هذا المثل لمن يرفع نفسه فوق قدره ،وأضاف أحدهم : ولمن وسد إليه الأمر وهو ليس من أهله .
ربَّنا مُنَّ بالخلاصِ علينا = من طغاةٍ ومن رفاقِ الطغاةِ
مارَكَنَّا لظالِمٍ رغمَ عَسْفٍ = واضطهادٍ على يدِ الشِّدَّاتِ
إنَّما هؤلاءِ جاؤوا لبطشٍ = بشعوبٍ أنَّتْ من الصَّفعاتِ
مالديهم سِوى التَّبَجُّحِ بالظُّلمِ=وقتلِ الأبرارِ في السَّاحاتِ
ربِّ زلْزِلْ أركانَهم يأتِ صبحٌ = فيه نفحٌ من سابقِ الرَّحماتِ
ربِّ جازِ الأشرارَ إنَّك أدرى = بأفاعيلِهم بهذي الحياةِ
* * *=* * *
غَمَرَتْنا ياربِّ سودُ الشَّدائدْ = فأذاها ياربِّ منه نكابدْ
وقَدِ احلَوْلَكتْ علينا ليالٍ = مثل إعصارِ قُبْحِها لم نشاهدْ
ما خَذَلْنا قلوبَنا حيثُ نحيا = رغمَ هولِ الآلامِ زَهْوَ المحامدْ
نَتَفَيَّا ظلَّ اليقينِ بفتحٍ = لم يزلْ شدوُهُ بأحلى الفرائدْ
ما جزعْنا : إنَّ الشعوبَ غِناها = عُنْفُوانٌ يصدُّ عصفَ المكائدْ
وبنوها رغمَ المذابحِ هاهم = عن هُداها : مُصَابِرٌ و مجاهدْ
* * *=* * *
التَّهاني لأُِمَّتِي عبقاتٌ = رغمَ مافي ربوعِها من دخانِ
ولأبناءِ أُمَّتِي رغمَ جرحٍ = غائرٍ فائرٍ بِعُمْقِ الجَنَانِ
ولأهلِ الإسلامِ في كلِّ أرضٍ = أحرقَتْها ضراوةُ العدوانِ
فالتَّهاني تفيضُ في القلبِ ثَمْلَى = لِيَقِيْنِي بالحولِ للرحمنِ
وكأنِّي أرى الليالي استنارَتْ = مقمراتٍ بنورِ وجهِ المثاني
فالتَّباشيرُ ناطقاتٌ بأغلى = ما أتانا في سُنَّةِ العدناني
ربِّ أنتَ القريبُ حيثُ ننادي = إنْ ألمَّتْ ذنوبُنا بالفؤادِ
وإذا أثقَلَتْهُ منَّا الخطايا = وخشينا العذابَ يومَ المعادِ
ربِّ جئناكَ إنَّ غفرانَك اليومَ ... = ... لَيُرْجَى لكلِّ قلبٍ صادِ
فاغْفِرَنْ ربِّ ذنبَنًا وانتشلْنا = من مهاوي الآثامِ قبلَ النَّفَادِ
ينقضي العمرُ مسرعًا ويُولِّي = زيغُ نفسٍ تَمَرَّغَتْ بالفسادِ
إنَّ رحماكَ ربِّ أَوْسِعُ ممَّا = قد جَنَيْنَا من سيئاتِ شِدادِ
* * *=* * *
أنزلَ اللهُ آيةً لاتراها = عَيْنُ راءٍ : رأتْهُمُ خَاضِعِينا
فَأَنَاخُوا أذِلَّةً وتلاشى = مالديهم من عُدَّةٍ حائرينا
هَدَّدونا بِِعُدَّةٍ وسلاحٍ = وأشَاحُوا بالغَيِّ مُسْتَكْبِرِيَنا
فأتَاهُم مَا لم يَكُنْ في حِجَاهُم = وَهْوَ ذِكْرَى للنَّاسِ لو يَعْقِلُونَا
آهِ يا أُمَّتي لعلك أولى = برجوعٍ للهِ في العالمينا
لاتَهَابِي طُغْيَانَهُم وأقِيْمِي = دينَك الحقَّ يَدْحَض المُبْطِلِيْنَا
* * *=* * *
يُهْلَكُ اللهُ مَن أرادَ اندثارًا = للمثاني وسُنَّةِ العدناني
وله الخِزْيُ في الحياةِ وفي الأخرى . = . عذابٌ يكونُ في النيرانِ
لايغُرَّنَك الطغاةُ اشمخروا = بالتَّجَنِّي المذمومِ والروغانِ
إنَّ ربِّي بهم محيطٌ غيورٌ = ولكلِّ الجُناةِ يومٌ دانِ
لن يفوتوا أقدارَه جلَّ ربِّي = هو حكمٌ فما له من ثانِ !
فأقيمي أحكامَه في ثباتٍ = إنَّ نصرًا يلوحُ في الأعنانِ
* * *=* * *
سبلُ الحقِّ بَيِّناتٌ لقلبٍ = قد جلاها بعقلِه والفؤادِ
و وعاها وما تريَّثَ إلا = ليُجيدَ استشرافَها بالسَّدادِ
فَتَبَيَّنْ ولا يغُرَّنَّكَ الزيفُ. = . تَثَنَّى ببهرجِ النُّقَّادِ
دينُك الحقُّ والشَّريعةُ وحيٌ = من إلهِ الوجودِ ربِّ العبادِ
فأغِثْهَا بِنُصْرَةٍ و دفاعٍ = عن مزايا سُمُوِّها و جهادِ
ودعِ المفسدينَ حيثُ استخفُّوا = بهواهم خزعبِلات العنادِ
* * *=* * *
يضحكُ الأرعنُ السَّفيهُ سقيما = ويداري أهواءَه والعيوبا
بينَ همزٍ للآخرين ولمزٍ = وَهْوَ شأنُ السَّفيهِ باتَ عجيبا
فَدَعَنْ لؤمَه عليه ترامى = لتراهُ معذَّبًا تعذيبا
لايُرِى بين قومِه غيرَ فَدْمٍ = مَن يدانيه لا يراه لبيبا
هو مَن عَرَّتْهُ الخصالُ ومنها = لم ينلْ رغمَ المغرياتِ نصيبا
صَفَعَاتٌ لوجهه كلَّ يومٍ = وعن الذَّمِّ شأنُه لن يغيبا
* * *=* * *
*أَبْصَرَتْ عَينُهُ المنازلَ ثكلى = خالياتٍ ، وبالنَّوازلِ تُبْلَى(1)
فَعَراهُ الوجومُ حيثُ صَدَاهَا = يُنْبِئُ السَّائلينَ فالخطبُ جَلاَّ (2)
المنايا ! وآلةُ الحقدِ دَكَّتْ = مابناها أهلُ المنازلِ مُثلَى ...
ماتَخَلّوا عن المغاني ، ولكنْ = هو بغيٌ عن المزايا تَخَلَّى
إنَّ ربِّي بما جَنَوهُ خبيرٌ = والليالي بما تُخَبِّئُ حُبْلَى !
فإذا ما تَبَلَّجَ الصُّبْحُ فاعْلَمْ = أن ظُلْمَ الطغاةِ بُشْراكَ وَلَّى ...
* * *=* * *
وَبُلَ الدَّاءُ ، والتآمرُ مُرٌّ = من غبيٍّ ومن عدوٍّ خسَيسِ (3)
والكواليسُ مجمعٌ للتَّناجي = بينَ أهلِ الأضغانِ والتَّدليسِ (4)
غيرَ أنَّ الكلاَّسَ أفضى بِسِرٍّ = لم تُغَيِّبْهُ غُمَّةُ التكليسِ (5)
قد أشاعوا مؤامراتٍ لظاها = ويحَ قومي كزمهريرِ الرَّسيسِ
فرَّقُوا الأمةَ الكريمةَ بغيًا = ورموها بينَ الورى للنُّحُوسِ
فجفاءٌ مافيه طيفُ وِئامٍ = بات بينَ الرئيسِ والمرؤوسِ
* * *=* * *
مكرُهم عنداللهِ مكرٌ عظيمٌ = منه هذي الجبالُ كادتْ تزولُ (6)
إنَّما مكرُ ربِّكَ الحقُّ واراهُ .= . فمكرُ الإلهِ ليس يحولُ
وهمُ المجرمون ما انقلبوا إلا .= ..على الخزيِ فالجناحُ كليلُ
وبأُخراهُمُ المآلُ شنيعٌ = فَسَرابيلُهم أذاها وبيلُ
لايَغُرَّنَّكَ الطغاةُ اشمخرُّوا = إنَّ زادَ استكبارِهم لَقليلُ
تضمحلُ الزيناتُ فَهْيَ هباءٌ = كأكاذيبِهم وتبقى الأصولُ
* * *=* * *
لاتُوَقِّرْهُ فاللئيمُ خبيثُ = عاشَ شِدْقَ التهارشِ الممقوتِ
أَمَرَ اللهُ بالمودةِ لكنْ = قلبُ هذا الشَّقيِّ غيرُ ثبوتِ
في حناياهُ لوثةٌ من فسادٍ = وانتفاشٌ له قبيحُ الصِّيتِ
أنتِ يانفسُ لاتُعيريه بالا = فَهْوَ وجهٌ لِخِسَّةٍ ونعوتِ !
فأحيلي إلى الإلهِ أذاهُ = إنْ به يومًا في الحياةِ بُليتِ
يصفعُ اللهُ كلَّ خِبٍّ توارى = حَذَرًا في عمارةِ العنكبوتِ !
* * *=* * *
اهجُروها فما عَنَتْكُم بِشَيْءٍ =أو لديكُم من شأنِها عنوانُ
هي أسمى ممَّا تظنون عهدًا = فله عُشُّ شانئيكم مكانُ
ما استدارتْ إلا على قدراتٍ = حُلَّتاها الوفاءُ والإيمانُ
فدعوها فليس في عشِّكم منها . = . نشيدٌ يحبُّه الركبانُ (7)
فَادْرُجُوا خلفَ خيبةٍ لهواكم = وتخلَّوا حتى يَحِيْنَ الأوانُ
لايروم المقامُ غيرَ تقيٍّ = فلديه الإلمامُ والتبيانُ
* * *=* * *
ذكِّريهم ياعادياتِ الزمانِ = بمكانِ الإسلامِ يومَ الطِّعانِ
ذكِّريهم فقد أماتوا قلوبًا = أبعدوها عن نفحةِ الرضوانِ
أشغلوها بالموبقاتِ فَرَقَّتْ = للأغاني وللخنا والقِيانِ
أَوَمَا حانَ أن يعيشوا كرامًا = في ظلالِ السُّمُوِّ بالقرآنِ !
فيه أغلى مثوبةٍ لو أنابوا = وسيُجْزَونَ رحمةَ الرحمنِ
نحنُ نأسَى واللهِ حينَ نراهم = في ضلالٍ و غفلةٍ وافتتانِ
* * *=* * *
تلثُمُ الأيامُ الجميلةُ كّفَّكْ = وَتُحَيِّي يدُ المآثرِ مجدَكْ
أيُّها الإسلامُ العظيمُ أتينَأ = نستقي بعدَ ذي المكارهِ فيضَكْ
شرِبوها مرارةَ الإثمِ كأسًا = حينَ جافى تَغَيُّظُ الكفرِ كأسَكْ
واسْتُذِلُّوا يومَ التَّفاخُرِ لمَّا = فقدوا في مَهَامِهِ التِّيهِ عزَّكْ
إفْكُهُم مُفْتَرى ، ولم يكُ إلا = يومَ عادى أهلُ الضَّلالةِ نَهْجَكْ
بالمثاني والسُّنَّةُ اليومَ عُدنا = لبني الأرضِ رحمةً وَهْيَ عندَكْ
* * *=* * *
يا أخا الدَّربِ : أُلفةٌ و وِئامُ = حُلَّتانا ولن يكون انفصامُ
وجهةُ القلبِ : شأنُها قد تسمى = وحباها اليقينُ والإلهامُ
أنتَ آثرْتَ فضلَها فَتَجَلَّى = لمساعيكَ في السُّمُوِّ اهتمامُ
بوركتْ هِمَّةٌ مداها خصيبٌ = لاتُجافي ربيعَها الأيامُ
وهو الإيمانُ الوثيقُ تَجَلَّى = فعطاياهُ للقلوبِ ابتسامُ
لن يُوَارَى إقدامُنا فالمثاني = هي زادٌ لركبنا و إمامُ
* * *=* * *
قال : أنتم أيتامُ عصرٍ تَلَظَّتْ = فيه نارُ الأحقادِ هبَّتْ عليكم
والملايينُ أُمَّةٌ أشغلوها = ومُصِيباتُها وقد أشغَلَتْكم
وأتوكم من كلِّ فجٍّ بعيدِ = وقريبٍ وباللهيبِ شَوَوْكُم
أَوَلَسْتُم رغم الجموعِ يتامى != ومن الإعداداتِ ماذا لديكم ؟
لاتَقُلْها ! واقرأْ وعودَ نَبِيٍّ = وإليهم أنذارُها و إليكم
أُمَّةُ المصطفى لها اللهُ . فَاعْلَمْ = وستأتي الأنباءُ عنَّا وعنكم
* * *=* * *
ما أتوا طائعينَ ، والكِبرُ يُغري =فاستحبُّوا العمى مع الأهواءِ
وتنادَوْا مستهترين ، فَتَبًّا =للطغاةِ الجناةِ والسُّفهاءِ
يجحدون الهدى أتاهم بيانًا =مثلَ وجهِ الصباحِ ثرَّ العطاءِ
لم يزلْ بغيُهم أسيرَ هواهم =في غرورٍ وخسَّةٍ وافتراءِ
ربِّ أنزلْ عليهم الموتَ في ... =... صاعقةٍ تأخذ العدا للفناءِ
وأحِنْهم عندَ الغداةِ ، وأيِّدْ =أهلَ دينِ الإسلامِ حين اللقاءِ
* * *=* * *
ربِّ ضاقت أيامُنا ، وعلينا=قد تمادى طغيانُ أهلِ الضَّلالِ
مالنا ربَّنا سِواك إلهي=فأجرْنا ربِّي من الأهوالِ
جارَ بفيُ الأشرارِ ربِّ وغُلَّت=بالمآسي القلوبُ والأغلالِ
فاكشف الغمَّةَ الثَّقيلةَ عنا= وارمِ بالخزيِ طغمةَ الأنذالِ
إنَّها الأمةُ الجريحةُ تشكو= ربِّ سوءَ الأقوالِ والأفعالِ
من جناةٍ لايرعوون ، وقومٍ = أعلنوها حربا بكلِّ مجالِ