هوامش :
1- المخالي : وعاء يوضع فيه التبن والشعير وسائر أنواع العلف ...
يحبُّ اللهُ مَنْ يحيا لدينٍ = ويدركُ فقهَ أوصافِ الخِلالِ
ويصدقُ فعلُه إنْ قال : إنِّي = أنا ابنُ المجدِ والإرثِ المثالي
ولا يرضى الهوانَ إذا تمادتْ = يدُ الأشرارِ في دعمِ الضَّلالِ
زمانٌ فيه جارَ أخو المعاصي = وعاثَ أخو السَّفاهةِ بالفِعالِ
فَمَنْ ذا قد يصونُ حِمى المثاني = ويرمي شانئيها بالنِّعالِ
ليلفوا الذُّلَّ في كنفِ المخازي = طعاما للأسافلِ في المخالي (1)
* * *=* * *
يقينُكَ بالمهيمنِ ليس يبلى = وإنْ بالفتكِ جاءَ المجرمونا
وَسَلُّوها سيوفًا راعفاتٍ = بوجهِ المسلمينَ الآمنينا
وإنْ بمؤامراتٍ محكماتٍ = أباحوا ذبحَ أُمَّتِنا سنينا
سَيُفْنِي حشدَهم غليانُ شعبٍ = فأُمتُنا لهم لن تستكينا
يفورُ بصدرِ عزَّتِها إباءٌ = فآمالُ الأعادي لن تكونا
سَيُهْزَمُ حشدُهم والذُّلُّ فيهم = ويرمون الأذلةَ خائبينا
* * *=* * *
هو الإسلامُ يدعوكم فهبُّوا = لنصرتِه على لدغِ الأفاعي
فقد نالتكُمٌ الأوجاعُ منهم = نوازلَ أمعنتْ دونَ انقطاعِ
ومجدُكُمُ الموثَّقُ بالسَّجايا = يناديكم إلىخطِّ الدِّفاعِ
وأنتم أهلُ إقدامٍ وحاشا = من الوَهَنِ المميتِ والارتياعِ
أ‘عيدوا إخوة الإسلامِ عهدًا = يؤرِّخُ للنِّزالِ وللقراعِ
فأنتم جندُ ربِّ العرشِ كنتم = وما زلتُمْ ، وقد دعتِ الدَّواعي
* * *=* * *
إذا جارَ اللئيمُ عليك يومًا = فلا تحسبْ لِخِسَّتِه حسابا
فهذا ساقطٌ في قاعِ خبثٍ = ولمَّا يَرْجُ للفضلِ انتسابا
ذميمُ النَّفسِ ماعرفَ التَّسامي = ولم يألَفْ بدنياهُ الصِّحابا
فباطنُه به حقدٌ دفينٌ = ومظهرُه عن الإيناسِ غابا
فلا تحزنْ إذا آذاك ، واعلم= بأنَّ اللهَ يُصليه العذابا
وكفُّ الدهرِ يصفعُه فيلقى = جزاءَ البغيِ في الدنيا تبابا
* * *=* * *
ضياعُ النَّفسِ آخرُه الذُّهولُ = و وحشتُها وربِّكَ لاتزولُ
إذا ما النَّفسُ لجَّتْ في فسادٍ = فقد غرقتْ بلُجَّتِه الأُصولُ
ومَنْ جرَّتْه للأهواءِ نفسٌ = فليس له إلى العليا سبيلُ
ويأبى الحُرُّ أفعالَ المخازي = وليس يرومُها الرجلُ النَّبيلُ
ويجني الإثمَ مذمومٌ مهينٌ = ولا يرضاهُ إنسانٌ أصيلُ
ومَن لم تَهْدِهِ آياتُ ربِّي = فليس له بجنَّتِه مقيلُ
* * *=* * *
سفيهٌ غرَّه وهمُ الطِّماحِ = وجرَّتْهُ الشَّراسةُ للجِماحِ
فأمعنَ بالسَّفاهةِ والتَّعالي = وعربدَ بالتَّجبُّرِ والنِّطاحِ
ولم يُنْكِرْ عليه الناسُ بغيًا = ومَن ذا قد يُسَفِّهُ أو يُلاحي !
فمغداهم على ماقد يراهُ = وهذا الحالُ ينفذُ في الرَّواحِ
يهابُ الناسُ سطوتَه ، ولكنْ = رحيلُ عُتُوِّه عندَ الصَّباحِ
تلاشى عزمُه ، والكِبرُ ولَّى = وذاقَ الذُّلَّ موهونَ الجناحِ
* * *=* * *
ستُبعثُ يابنَ آدمَ بعد موتٍ = وتُحشَرُ في القيامةِ للسؤالِ
وتأتي ربَّك الدَّيَّانَ فردًا = بلا شفعاءَ من أهلِ الوصالِ
ويومئذٍ ستنظرُ عن يمينٍ = فتحزن ثم تنظرُ عن شِمالِ
فلن تلقى أخا جاهٍ معينًا = ولن يلقاكَ ويك كثيرُ مالِ
وأشقى الناسِ يومَ الحشرِ خَلْقٌ = أتوا بالموبقاتِ من الفِعالِ
وقد وجدوا الصحائفَ مترعاتٍ = هُراء كان من قيلٍ و قالِ
* * *=* * *
يُجيرُ المؤمنينَ غدًا إلهي = من الشِّدَّاتِ إذْ غابَ المجيرُ !
فما من رحمةٍ تُرجَى بيومٍ = حسابُ الكافرين به عسيرُ
لقد جاءَتْهُمُ رُسُلٌ كرامٌ = و وحيٌ فيه تَتَّضِحُ الأمورُ
فَمَنْ غرَّتْهُمُ الدنيا وعاشوا = على كفرٍ فَأُمُّهُمُ سعيرُ
فشأنُك يابنَ آدمَ واغْتَنِمْهَا = فإنَّ العمرَ مَرْتَعُه قصيرُ
وبادرْ بالإنابةِ تلقَ ربَّا = على غفرانِ ماتجني قديرُ
* * *=* * *
شريعتُكَ : الحقيقةُ فالتَزِمْها = ولا تركنْ لفلسفةِ امتهانِ
ودينٌك : دينُ حقٍّ ، لاتُحابي = به أحدًا على مرِّ الزمانِ
وإنْ خاضُوا ببطلانٍ وإثمٍ = وراموا القدحَ بالسَّبعِ المثاني
فأعرضْ عن مجالسةِ الأفاعي = فسمٌّ فاضَ من شفةِ المعاني !
وحاذرْ أن تُوقِّرَ ذا فسادٍ = وتسمعَ للسَّفيهِ على هوانِ
وعشْ في كلِّ مسألةٍ فخورًا = برَدٍّ ليس يصدرُ عن جبانِ
* * *=* * *
حَذاري من خضوعِك للمطامعْ = وأن تُدني لحاديها المسامعْ
ولا تلهَثْ وراءَ الزيفِ يُغري = ويأخذُ بالنَّواصي والمجامعْ
ولا تخشَ الفواجعَ إنَّ ربًّا = سيدفعُها ، ولا تخشَ المواجعْ
وعارٌ في مداهمةِ الأعادي = سيلحقُ ساجدًا للهِ راكعْ
أتخشاهم وربُّك ذو اقتدارٍ= وما الروغانُ ياهذا بنافعْ
فعشْ دنياكَ حُرًّا ذا ثباتٍ = على الإسلامِ منهاجِ الروائعْ
* * *=* * *
ألا قولوا لأهلِ النأيِ ثوبوا = إلى الرحمنِ : تائبة وتائبْ
تنالوا من رضا الباري ثوابًا = يؤهلُكم إلى أسمى المراتبْ
فَصَفْوُ الفطرةِ المثلى رعاها = إلهُ الناسِ من سوءِ المثالبْ
أتنأى عن مغاني عفوِ ربِّي = لعَمركَ إنَّها إحدى العجائبْ
فأين العقلُ ، عقلُك ماتروَّى = ولم يُدركْ هُداهُ مدى العواقبْ
ألا أضرِمْ بصدرِك نارَ شوقٍ = لتلقى اللهَ معْ أهلِ المناقبْ
* * *=* * *
أخا الأوزارِ هل لك من متابٍ = تنالُ به الشَّفاعةَ والسَّدادا ؟
وتسألُ ربَّك الرحمنَ عفوًا = فقد أسرفتَ ياهذا عنادا
نَصَحْتُكَ والنصيحةُ بابَ خيرٍ = لِمَنْ جعلَ الضلالَ له اعتقادا
وآيُ الله تُتلى والمثاني = وفيها النورُ يمنحُك الرَّشادا
فإن آثرْتَهَا تلْقَ المزايا = يدا تُزجي المحبةَ والودادا
وإنْ أدبرْتَ عن دينٍ ، فَعُمْرٌ = من الخيرِ المُيَسَّرِ ما استفادا
* * *=* * *
غرورُك قادَ خطوَك للتَّجني = على قيمِ التواضعِ في الرجالِ
وحبُّك للدراهمِ حبَّ طيشٍ = وقد أنساك أسبابَ الكمالِ
فمالُ الصَّالحين له زكاةٌ = وبالصَّدقاتِ يكثرُ أيُّ مالِ
جلبْتَ لك الشقاءَ فعشْتَ نفسًا = يناجزُها الأسى طولَ الليالي
فَمَن أعماهُ حبُّ المالِ يحيا = أسيرا للوساوسِ والخبالِ
ألا هل صحوةٌ لضميرِ عبدٍ = سيمضي قبلَ ساعاتِ المآلِ !
* * *=* * *
حياتُك ياشقيُّ بها اضطرابٌ = لأنَّك لم تعشْ قيمَ السَّماءِ
ملاذُك في هواكَ وأنتَ تدري = بأنَّ الهمَّ عاقبةُ الهُراءِ
وفي عصيانِك الأعمى دليلٌ = على فَقْدِ البصيرةِ والولاءِ
ويمضي ما أرادَ اللهُ فيها = وليس كما تريدُ رؤى العماءِ
بمنهجِه المقدسِ ظلُّ أمنٍ = تقر به عيونُ الأصفياءِ
ولن يجدَ ابنُ آدمَ إن تمنًَّى = سوى ماجاءَ في صحفِ القضاءِ
* * *=* * *
أَثِمْتَ ، وتلك من وشْمِ المخازي = ومن سمتِ المكابرِ والأثيمِ
فأنتَ بها السَّفيهُ وليس يُرجَى = لمثلِكَ بذلُ نصحٍ للذَّميمِ
هو الحسدُ الذي يشويك نارا = تؤُزُّ جواكَ من وَقْدِ الجحيمِ
وأمَّا الحقدُ ياهذا فَلُؤْمٌ = شرارتُه لهيبٌ بالهشيمِ
ولسنا للتنابذِ قد خُلِقنا = ولا نرضى مسافهةَ اللئيمِ
لنا الحلمُ الذي يُنبيك أنَّا = على نهجِ به صفةُ الحليمِ
* * *=* * *
ألا يا أيُّها العاصي تَنَبَّهْ =فعمرُك مالَ في الدنيا أُفولا
مضَتْ أيَّامُك اخْتُرِمَتْ بسوءٍ = ولم يكُ وعيُك الأعمى دليلا
فعُمرُ المرءِ مهما عاشَ يفنى = سُدى ولربَّما يفنى عليلا
وللنقصانِ يأتي كلُّ يومٍ = وكانَ النقصُ في إثمٍ وبيلا
فدع عنك الحماقةَ والمعاصي = وألبِسْ عمرَك الباقي نبيلا
تَنَلْ فوزًا يضاهي أيَّ فوزٍ = بدنيا ليس تبقيه جليلا
* * *=* * *
ومثلُك يا مُغَفَّلُ ما تَرَوَّى = ولم يعلمْ هُدَى اللهِ القديرِ
تجارتُك : الخسارةُ مُجْتَنَاها = بسوقِ الغيِّ أو دورِ الفجورِ
ولم تألَفْ خشونةَ مَن تَرَبَّوا = على الإيمانِ والذكرِ الأثيرِ
فكيفَ ترومُ للعليا سبيلا = وقد أنهكْتَ خطوَك بالنُّفورِ
فأينَ ضميرُ نفسٍ تَدَّعيهِ = وأنتَ تعيشُ ويك بلا ضميرِ !
فَعُدْ للهِ إنْ رُمتَ المزايا = فهاهي ناطقاتٌ بالحُبورِ
* * *=* * *
يقيني ليس يعروهُ التباسُ = بربِّ الخلقِ أو فيه ارتكاسُ
ولم أجزعْ إذا نزلتْ رزايا = ولم يلحقْ بإيماني انتكاسُ
وليس لأيِّ شيطانٍ مريدٍ = له بمدارِ رفعتِنا اندساسُ
هو الإسلامُ أنبتَنا بروضٍ = يطيبُ على منابتِه الغِراسُ
فلا نرجو سِوى الرحمنِ لَمَّا = يَضِقْ بأُمورِنا الأخرى احتباسُ
وإنَّ اللهَ ذو لطفٍ خَفِيٍّ = ورحمتُه لنا فيها التماسُ
* * *=* * *
وزادُك يا أخي تقوىً وخيرٌ = به تلجُ الصراطَ إلى رِضاهُ
فَمَن لله عاشَ وقد توخَّى = سبيلَ الرُّشدِ فالمولى هَداهُ
وأنقذَ نفسَه من شرِّ غَيٍّ = وَحَصَّنَهَا بما أوصى الإلهُ
فصاحبُ هذه النفسِ استحقَّتْ = منازلَ عالياتٍ في حِماهُ
وأوردَها مواردَ حالياتٍ = غدا وله بيومِ الحشرِ جاهُ
فلم يركنْ لأهواءٍ كعبدٍ = بكلِّ الموبقاتِ لقد عصاهُ
* * *=* * *
يحاربُ ظالمُ النَّفسِ المساجدْ = ويركنُ للأعادي والأباعدْ
ويركبُ موجةَ الأشرارِ حُمقًا = ويؤثرُهم على القومِ الأماجدْ
أُصولُك لم تصُنْها بل رمتْها = يداكَ لكلِّ حاقدةٍ وحاقدْ
وعشتَ كما البهائمِ لستَ تدري = جوابًا يومَ توزيعِ القلائدْ !
وقالوا أين مجدُك في زمانٍ = وأين الفخرُ تَبًّا والفرائدْ !
رجعتَ بخيبةٍ ، وخسرتَ إرثًا = لك ازدانتْ بروعتِه المحامدْ
* * *=* * *
مسيرُك للإلهِ فَعِشْ دؤوبًا = وإنْ فاتَتْكَ مَن ترجو بهاها
فشرطُ الفوزِ أن تبقى وفيًّا = ولو لم تُدْرِكَنْ منها مناها
وَمَن هجرَ المثالبَ والمعاصي = وسارتْ نفسُ مَن وافى خطاها
فلن يخشى الطريقَ وإن تناءى = فبالنيَّاتِ أدركَهَا فتاها
فحالُكَ حالُ مشتاقٍ : هواهُ = تماهى ياوفيًّا في هواها
* * *=* * *
تقدَّمْ يا أخا الإسلامِ شهمًا = ملاحمَ أمعنتْ فينا اختلالا
ونالت من شريعتنا وألقتْ = على أبنائنا اليومَ النَّكالا
وأضرمتِ المرابعَ نارُ كفرٍ = يزيدُ أُوارَها الحقدُ اشتعالا
فإنْ تجفلْ يزدْكَ الجُبْنُ ذلا = ويمطرٌ في مغانيك الوبالا
عدوُّك ليس يُردعُ بالأماني = إذا أمضيتها قيلا و قالا
وإنَّ الشَّجبَ عنوانُ المخازي = ويعني أن تذلَّ وأن تُنالا