لِأ يَاصُوفْيا جميلُ الثَّنـاءِ = في الظلالِ النَّديَّةِ الأشذاءِ
وَنَجَاوى على رحابِك تُملَى = من ضميرِ التاريخِ للأبناءِ
مسجد الفتحِ والليالي تباهتْ = مقمراتٍ بالعودةِ العصمـاءِ
وفتـاهُ محمد يومَ بَشَّتْ = لِمُحيَّـاهُ أوجُـهُ الأوفياءِ
هـو ذا الفاتحُ العظيمُ اشرأبَّتْ = يومَ وافى أعناقُ أهلِ الفداءِ
وتثنَّى المحرابُ حبًّـا وشوقًـا = لصلاةِ الأفاضلِ الأوفياءِ
وعلى المنبرِ الأشمِّ تعالى = صوتُ دينِ التوحيدِ في الأنحاءِ
والمثاني تُتْلى ، وللذكرِ قومٌ = أطربَتْهُـم عذوبـةُ الأصداءِ
وعلى الكون فرحةٌ ليس تخفى = رفعتْ حَمدَهـا لربِّ السماءِ
وقلوبُ الأبرارِ تخفقُ ثملى = باركتْهـا ضحىً يـدُ الأتقياءِ
وتعالى التكبيرُ لـم يُبقِ شِرْكًا = أو هَوًى من صياغةِ السُّفهاءِ
إنَّـه الإسلامُ الحنيفُ فبُشرى = للنَّصارى إنْ أقبلوا في ولاءِ
هـو دينُ الإلـهِ حقًّا و صدقا = ضـمَّ في نهجِـه هُدَى الأنبياءِ
إنَّ موسى وإنَّ عيسى قديمًـا = بشَّرَا باسمِ سيِّدِ البطحاءِ
فأتى هاديًـا لكلِّ البرايـا = وجفتْـهُ نفوسُ أهـلِ الشَّقاءِ
قد دعـا الخلقَ للإخاءِ وأوفى = فاستجابوا للدعوةِ الغراءِ
وتولَّى عنها الذين رمتْهم = بالمخازي عفونةُ الكبرياءِ
بئسَ قومًـا عن الضياءِ تعاموا = وتراهـم باللؤمِ في هؤلاءِ
من طغاةٍ أو حاقدين شَوَتْهُـم = نارُ فتحِ الأمصارِ بالسَّمحاءِ !
أو بقايا معاندين سفتْهُم = ريحُ أيامِ الدعوةِ الزَّهـراءِ
آنَ يومُ الخلاصِ من عبثِ الشَّرِّ . = . وحانتْ نهايةُ الأعداءِ
أزعجَتْهُـم بعد الجفا بسماتٌ = لأَيَاصُوفيا الجميل الرداءِ
مسجدٌ للعبادة كان دارا = للتُقاةِ الأطهارِ والنُّجباءِ
وأتى الآثمُ الزنيمُ بفتوى =من ضلالاتِ نخبةِ الجبناءِ
فأحالوهُ متحفًـا لهُراءٍ = واحتقانِ النفوسِ بالبغضاءِ
هـم بنو الكفرِ والضلالةُ تعمي = أعينَ الحمقى غُلِّفتْ بالغطاءِ
أين كانوا يومَ المساجدِ باتت = للخنازيرِ موئلا والبغاءِ !
أين أصواتُهم وقد هدمتْهـا = آلةُ الحقدِ في الربا الفيحـاءِ !
فمئاتُ المساجدِ الحقدُ ألقى = فوقَهـا من ضراوةِ الإيذاءِ
تلك أكوامُهـا إلى الله تشكو = مـا أصابَ العبادَ من هؤلاءِ !
هي في الغربِ غارةٌ ذاتُ لؤمٍ = ومن الشرقِ هُدَّدتْ بالبلاءِ !
أشعلوهـا على المساجدِ حربًـا = وعلى المسلمين بالبغضاءِ
وتعاووا مثل الكلابِ مساءً = وصباحا بدون أدنى حياءِ !
غير أن الإسلامَ باقٍ ضياءً = يتجلَّى في الليلةِ الظلماءِ
لـو أنابوا جميعهم لاجتباهـم = ربُّهم بالقبولِ دونَ عَنـاءِ
هـم عبادٌ لـه ولكنْ عراهـم = داءُ كِبرٍ وخسَّةٍ وافتراءِ
فنسوا اللهَ ربَّهم ، وتناسوا = ما مـآلُ السَّفاهةِ الشنعاءِ !
بَلِّغِ المرجفينَ أنَّ خُطاهـم = في دروبِ الأذى لأهلِ الإباءِ
سوف تكبو ولن تردَّ قضاءً = شاءَه اللهُ في كتابِ القضاءِ
أيُّهـا المسلمون بشرى تهادتْ = في ضميرِ السَّحابةِ الوطفاءِ
سيولِّي تَصَحُّرُ الأرضِ هذا = ويزولُ اللظى من الأرجـاءِ
ويعودُ الربيعُ وجهًـا بشوشًا =ويناغي أطيارَه في الفضاءِ
إنَّ ربِّي ذو رحمـةٍ ليس يشقى = مَن يناجيـه آهِ في الضَّرَّاءِ
فاعمروهـا مساجدَ اللهِ تَلقوا = رَحَمَاتٍ من وافـرِ الآلاءِ
أنا أبكي والله خوفًـا عليهم = من عذاب وفتنةٍ وشقاءِ
هـم بنو آدمَ الذين اصطفاهم = ربُّنـا الأعلى للهدى والولاءِ
أنرى أمسياتِنا في أمانٍ = أبهجَتْهـا تلاوةُ القُـرَّاءِ !
فالمصلون في المساجدِ ضجُّوا = بالتلاواتِ عذبةً والدعاءِ
يا إلهي أنتَ الرجاءُ ، فللكربِ . = . انجلاءٌ وماله من بقاءِ
فتداركْ أحوالَنـا أنت أدرى = بخفايا مكائد السُّفهـاءِ