شكوتُ همِّي إلى ذي الجودِ والكَرمِ = شكوتُ ضرِّي وما ألقاه من ألمِ
فالله يعلم أسراري وقد ملأتْ = صدري بطفْحٍ من الأحزان والسَّقمِ
شكوتُ ودًّا سرابا لا وجود له = إلا حروفا تبثُّ الرُّوحَ في قلَمِي
حسبتُ أنِّي وجدتُ الحظَّ مُبتسماً = يُدني فؤادي إلى الأنوار والقيمِ
لكنَّ صُبْحِي وقد عاثَ الهُيامُ به ِ= غدَا سواداً من الآهاتِ والظُّلمِ
حسبتُ أنِّي وجدتُ الحُسْنَ يغمُرُهُ = نورُ البصيرةِ والأخلاقِ والحِكَمِ
فهامَ قلبي بحبٍ غيرِ مُتَّزِن ٍ= هو السّرابُ لفرْطِ الطيشِ والوَهَمِ
بنتُ النَّخيلِ التي أحببتها ظَهرتْ = للقلبِ داءً من الأخلاطِ والصَّمَمِ
فالصّدرُ أضيقُ من سَمِّ الخياطِ وما = لها فؤادٌ يخوضُ العيشَ بالهِمَمِ
تأبى الإباءَ وترضى الدُّونَ في طَمَعٍ = ترجو النَّجابة في رهْطٍ من البُهَمِ
إذا صرخنا بأنَّ القومَ قد هلَكوا = صاروا يدكُّونَ شعبَ الله كالوَرَمِ
ثارتْ تُعاندنا ظلما وتجرحنا = حرصًا على الوهْمِ في رهْطٍ من العَدَمِ
بنتَ النَّخيلِ أيا بنت الرِّجال قفي = لا تُهدري الحقَّ في الإخبات للصَّنمِ
أولئك القومُ لا دينٌ ولا خلقٌ = هم يتبعون بني صهيون كالغنمِ
قد دمَّروا الدينَ والأوطان وانتحروا = بالكفر بالله والتَّبذيرِ للنِّعَمِ
رهْطُ الخيانات أحلافٌ مُدنَّسة ٌ= مصيرهم كمصيرِ الرَّهْطِ في إرَمِ
الله يدحرهم ، لا لن يخلِّصهمْ = حِلفُ اليهود وما في الأرض من زَخَمِ
إذا سألتِ بيانا في الأُلى غدروا= هو الجواب على الأطلال والرِّمَمِ
مصير كلِّ كفور القلب سطَّره ُ= بطشُ الإله بأهل الكفرِ من قِدَمِ
هبِّي الى قلمٍ يدعوك مُحتسباً = إلى المكارمِ والإكرام والقِمَمِ