عش كالبلابل

قالوا كفاك تألما و نواحا

عش كالبلابل شاديا صداحا

عش في الحياة كوردة لا تنتشي 

إلا لتنشر عطرها الفواحا 

إن القوافي كالطيور بطبعها

لا تعرف الأحزان و الأتراحا

و انثر حروفك في الورى متبسما

فالشعر عذب ينعش الأرواحا 

يكفيك ما أنشدت من شعر النوى 

أو ما سئمت أيا أخيّ كفاحا 

العمر يمضي و السنون قليلة

عش ما تبقى هانئا مرتاحا

أسعد فؤادك بالتغزل و الهوى

إني عرفتك بارعا لماحا

اقطف من الأزهار كل جميلة

ملأ العبير جوارها و انداحا

إن تبق في سجن المآسي و الأسى

سيولد الجرح القديم جراحا

ودع قوافيك الحزينة و انطلق

نحو الحياة و عانق الإصباحا

يا قوم إني بالحياة متيم

أهوى الورود و أعشق الأدواحا

و يهزني شدو العنادل أنتشي 

بغنائها استرجع الأفراحا

أنا شاعر و الصبر زان طبائعي

أني كتوم أكره الإفصاحا

لكن لي وطنا ينام على اللظى

تعبا يواجه قاتلا سفاحا

أنا لست محترفا و لا متصنعا 

ما عشت كذابا و لا مداحا

وطن يئن و جرح قلبي نازف

فحتام أخفي دمعي السحساحا 

أنا شاعر من أمة مكلومة

تاهت ببحر أعجز الملاحا

أطفالنا تبكي و ليس بحالنا 

لبس يروم الشرح و الإيضاحا

إني أحاول أن أواري دمعتي

لأكون في وجه الردى وحواحا

يا قوم مهلا لا تلوموا عاشقا

فقد الحبيب فحطم الأقداحا

وسوم: العدد 888