ذكريات العيد
قصيدة ألقاها الأديب العلامة صالح بن علي الحامد في حفلة النادي الأدبي العربي بسنغافورة في حفلة عيد الأضحى المبارك سنة 1353هـ وكان ممن حضرها مفتي جوهور السيد العلامة بن طاهر الحداد والزعيم التونسي عبدالعزيز الثعالبي. يتذكر فيها أمجاد الأمة الإسلامية والعربية ويستنهض الهمم لإعادة الأمجاد وبناء الأوطان.
أيا عيد الهوى حيّيتَ عيدا
قَدُمتَ ولم تزل فينا جديدا
تكر على المدى بهجاً حميدا
تبثُّ الزهوَ والذكر المجيدا
فتبعث بيننا ذكرى الأوالى
فترفعنا إلى العُصُر الخوالي
وكم نلقى هنالك من معالي
يَبِيْدُ لهَا الزمان ولن تبيدا
فهل يا عيد والأعوام دوني
تريني مجد قومي من قرونٍ
فأشهد أُمةً ملء العيون
تناهت عدّةً وزكت عديدا
أرى المجد الذي هزّ الأناما
أرى الملك الذي بالعدل قاما
أرى الدين الذي بسط السلاما
أرى النور الذي عمر الوجودا
أرى الأوطان زاكية الغراس
وشعبي طامحاً صعب المراس
سعى للمجد مشبوب الحماس
فعزّ ولم يزل يبغي المزيدا
بنوا صرح الحضارة جد عالي
وشادوا المجد منقطع المثال
فعشنا بعدهم عيش الموالي
ضعافاً لا طريف، ولا تليدا
نعيش بذلِّنا عاماً فعاما
فهل فجر يبدد ذا الظلاما
فما كنا لأن نبقى سواما
ولا عشنا لكي نحيا عبيدا
عن الإسلام كن يقظاً عليما
لكي تسترجع الشرف القديما
وعش في هذه الدنيا كريما
وإلا فلتمت حراً شهيدا
وجاهد وابتغ الشرف المكينا
وأبق بمسمع الدنيا طنينا
وكن كالزهر للإخوان لينا
وللأعداء أقسى الناس عودا
وقل للغر دعني في جهادي
سأمضي ما استطعت إلى مرادي
فلن أحيا غريباً في بلادي
وأُنْبَذُ عن مواردها طريدا
طويل العمر من في العمر غالى
وخير العمر أكثره فعالا
وكم عمرٍ على الأعوام طالا
قصيراً عُدَّ وهو يرى مديدا
إلى النادي وحضَّرة السّراة
أقدم بعد هذا تهنئاتي
ولا عجب فهذي ذكرياتي
جرى لَسَنى فهَلْهَلَهَا قصيدا
وسوم: العدد 888