أتى بالأمرِ بارئُنا الحميدُ=فأبشرْ سوفَ تنكسرُ القيودُ
وتُدبرُ غُمَّــةُ الطغيانِ ، باءتْ=بعارٍ ما لخسَّتِه حدودُ
ويخسأُ مَنْ رمانا مشمخرًّا=بِكِبرٍ : عقلُ صاحِبِه بليدُ
تعالى كالدُّخانِ ، وفي يديهِ=تبارٌ صارخٌ ، وأذىً شديدُ
لقد جفَّتْ بأيديهم مغـانٍ=زمانُ ربيعِها الغالي فريدُ
وأخفى صوتَ شاديها اعتسافٌ=فغامَ الزَّهوُ ، وانحسرَ القصيدُ
بضائعُ غيِّهم مستورداتٌ=وبائعُها : لئيمٌ أو حقودُ
وأنظمةٌ مزيَّفةٌ تعاني=من الفشلِ الذَّريعِ ، ولا تفيدُ
شــوتْ بالضَّنكِ أمَّتَنا ، وكادتْ=تبدِّدُ إرثَها الأسمى حشودُ
فبئستْ كلُّ أنظمةِ المخازي=فقد جافى مثالبَها الصُّعُودُ
ولم تبرحْ تراوحُ في هوانٍ=وما زالتْ يكفِّنُها الجمودُ
فآبوا للشعوبِ بســوءِ حكمٍ=به الجلاَّدُ منتفشٌ عنيدُ
وجاؤوا بالقوانين ابتزازًا=فما سادوا بهنَّ ، ولن يسودوا
ولم يُرَ للشُّعوبِ سرورَ حالٍ=ولا يومٌ بدنياها ســعيدُ
أرادوا عزَّةً من غيرِ دينٍ=ونصرًا ــ عن تخاذُلِهم ــ بعيدُ
بغيرِ شريعةِ الإسلامِ خابتْ=خُطى السَّـــاعين ، وانفرطَ النَّضيدُ
أينتصرون والأهواءُ أعمتْ=محاجرَهم ، وقُوِّضت العهودُ ؟!
وبأسُهُمُ على الإسلامِ بادٍ=بهم ، وكأنَّه الخصمُ اللدودُ !!
وما حفلوا برأيِ الشَّعبِ لمَّـا=أفادَ الشيخُ والطفلُ الوليدُ
يريدُ الشَّعبُ فرسانَ المثاني=ومَنْ يخشى لقاءَهُمُ اليهودُ
يريدُ الحكمَ بالإسلامِ فخرًا=فقيه الحقُّ والقولُ السَّديدُ
فقد أمضى عقودًا حالكاتٍ=وليسَ بأُفقِه نورٌ جديدُ
وفي عينيْهِ أظلمت الأماني=وضاقَ بشجوِه المسجورِ جيـدُ
يُساقُ إلى انتخاباتٍ ، فتشكو=مرارةَ زيفِها الأعمى الكُبُودُ
يحوقلُ في الصباحِ وفي الأماسي=وحين دعائِه شهدَ السُّجودُ
لك الدَّيَّانُ ياشعبي ، فصبرًا=على أفعالِهم ، وهو الشَّهيدُ
قدِ اشتدَّتْ ، وربِّكَ ، وادلهَمتْ=فركنُ الأرضِ من سفهٍ يميدُ
وهزَّتْ أضلُعِي نفحاتُ غيبٍ=وللإيمانِ ــ واطربي ــ رعودُ
بشائرُ : لم تزلْ متحفِّزاتٍ=بصدرِ الأُفقِ مشرقُها أكيدُ
بشائرُ : والقلوبُ بها اشتياقٌ=ليومِ الفتحِ تحملُه الوعودُ
ستختبئُ العقاربُ والأفاعي=وتنهزمُ الثعالبُ والقرودُ