إلى لبنان الجريح
- مقاطع من قصيدة طويلة وقديمة ( ملحمة شعرية ) كنت قد كتبتها للبنان الحبيب وتنطبق على الأوضاع اليوم -
إيهِ لبنانُ أنتَ وَحْيُ نشيدي نبعُ إلياذتي وسرُّ خُلودي
أنتَ تُذكي في عُمقِ ذاتي إلهًا يتحدَّى اللظى وَهَولَ القيُودِ
وَيراعي ما زالَ ينطقُ بالأمْ جادِ والشِّعرِ فوقَ كلِّ صعيدِ
وأغانيَّ لم تزلْ تُلهبُ السَّاحاتِ نارًا تدوي دويَّ الرُّعودِ
عَلَّ شعبي يصحو منَ النومِ والإرهاقِ يخطو لنيلِ حقٍّ شريدِ
علَّ شعبي يصحُو منَ النومِ والإرهاقِ يصبو لأجلِ عيش رغيدِ
كم نثرنا على ثرى الوطنِ الغا لي نفوسًا كانتْ منارَ الوجودِ
إيهِ لبنان أيُّهَا الوطنُ المعطاءُ لا تنحني جباهُ الصِّيدِ
أنتَ تشكُو من نكبةٍ وجراحٍ في المآسي أهلوكَ مثلُ الأسُودِ
في لظى الحربِ يكبرونَ شُموخًا لم يبالوا الرَّدى وكلَّ السُّدُودِ
يا تُرابَ الجنوبْ أنتَ أغلى وَطنْ
ألهبتكَ الحُروبْ وَطوتكَ المِحَنْ
سأغنِّي هَوَاكْ قبلَ ضَمِّي الكفَنْ
ما أحَيلى سَمَاكْ في ليالي الشَّجَنْ
ففؤادي فِدَاكْ للعُلا مُرتهَنْ
لبناننا يبقى مدى الأزمانِ نبعَ الوفاءِ ونزهةَ البلدانِ
لبنانُ في القلبِ الجريحِ مُقدَّسٌ وَحيُ الخيالِ وَقبلةُ الاوطانِ
قد فاحَ عطرًا في دمي وَلواعِجي ذكراهُ في قلبي وفي وجداني
لبنانُ جنّةُ خُلدِنا فسَماؤُهُ مثل اللجينِ بنورِها الفتَّانِ
جاؤُوا يُعيثونَ الفسادَ بأرضِهِ كم يقصفونَ روائعَ البنيانِ
لكنَّ لبنانَ الأشمَّ على المدى يبقى قويًّا شامخَ العنوانِ
هزَّتْ شُعوبَ الأرضِ همَّةُ شعيِهِ فيرونهُ صلدًا على الحدثانِ
لبنانُ أرضُ المجدِ فخرُ عروبتي بصمودِهِ برجالهِ الشُّجعانِ
ليلٌ على بيروتْ والحزنُ لن يهدَا
الموتُ في بيرُوتْ قد جاوزَ الحَدَّا
الدرُّ والياقوتْ قد زيَّنَ العقدا
الدُّرُّ والياقوتْ لشهيدِهَا يهدى
لم يحتضنْ تابوتْ فاستخلدَ المَجدا
لن نتركَ الطغيانْ حتى يطلَّ الفجرِ
فهواكَ يا لبنانْ يكوي ضلوعَ الصَّدرْ
قُلْ لي وكمْ سجَّانْ من نزفنِنا يَجْتَرْ
يمضي إلى النيرانْ يُسقى اللظى والجمرْ
نارٌ على الأطوادْ ... في السَّهلِ والوادي
إنَّا على ميعادْ كم طالَ ميعادي
فليرحل الأوغادْ يا تُربَ أجدادي
دربي أيا لبنانْ مُعَبَّدٌ بالشَّوكْ
وَصَعبُهُ قد هانْ عيني على عينَيْكْ
وأنتَ في الوجدانْ يا شعبنا لبَّيْكْ
غاضَ المُغيرُونَ عن لبنانَ وانحسَرُوا فالحقُّ أقوى على الطغيانِ ينتصرُ
حُيِّيتِ بيروتُ أنهارُ الدماءِ زَكتْ عبيرُهَا فوقَ أرضَ المجدِ تنتشرُ
حُيِّيتِ بيروتُ طول الدهرِ شامخة كم تهزئينَ ونارُ البغِيِ تستعرُ
ناداكِ شعبٌ أبيُّ الخلقِ مُصطخبٌ لبَّيكِ .. لبَّيكِ أنتِ الحلمُ والوطرُ
وَإنَّهُ قسمٌ بالدم نمهرهُ سنجعلُ الأرضَ تحتَ الظلمِ تنفجرُ
حُيِّتِ بيروتُ أرض المجِدِ من بلدٍ ما لانَ عودُكِ ، ماتَ الخوفُ والذعرُ
على جبينِكِ تاجُ الغارِ مُؤتلِقٌ قد تاهَتِ العُربُ من أشبالِكِ انبَهرُوا
وسوم: العدد 889