مات الضميرُ الحيُّ في هذا الورى=وتحكَّمَ الإجرامُ والظُّلامُ
وتبدّل الإنسانُ وحشاً كاسراً=وتغيرّ المنهاجُ والأحكامُ
وافتنَّ باغي الشرِّ في تقتيلهِ=للآمنين كأنّهمْ أغنامُ
فاق الحجارةَ قلبُهُ في قسْوَةٍ=وتوطّنتْهُ شِرَّةٌ وعُرَامُ
وإذا الأريجُ سُمومُ حقدٍ مجرمٍ=كيفَ التنفُّسُ والهواءُ سَقَامُ
وتجوَّلَ الحِقدُ اللئيمُ بسُمِّهِ=في كلِّ ناحيةٍ لهُ إبرامُ
فكأنَّ هذا الروضَ قد عصفتْ بهِ=ريحُ السَّمومِ فَألْوَتِ الاكمامُ
واصفرّت الأوراقُ ثمّ تناثرتْ=فوقَ الأديمِ كأنّـهـا الأوهامُ
ومِنَ البلية أن تراهُ مُضَلِّلاً=للرأيِ حتَّى لفّهُ الإبهامُ
* * *=* * *
أيظلُّ هذا الحقدُ ينفُثُ سُمَّهُ=أيظلَّ هذا الجرحُ لا يلتامُ؟!
ما كانت البِغثانُ تُصْبِحُ أنسُراً=لو كان فينا جارحٌ مقدامُ
لكنَّ حكمَ الله فينا نافذٌ =ولكلِّ شيءٍ غايةٌ وتمامُ
لكنَّ حكمَ الله فينا نافذٌ=ولكلِّ شيءٍ غايةٌ وتمامُ