إنهم ليسوا من أمّتِك ... إنَّك لا تدري مـا أحدثوا بعدك !!!
03أيلول2020
شريف قاسم
قالتْ ليَ ( العبثيةُ ) انهزَوا . فقل = كيفَ النجـاةُ فللعدوِّ قُـواهُ ؟
ليسوا كما يُرجَى لهم من عزَّةٍ = وتجاوُبِ مع دعوةِ الدَّيَّـانِ !
أبدا ، ولا من أُمَّـةٍ لبَّتْ هُدًى = إذْ نودِيَتْ من سُنَّةٍ ومثاني !
لـم تدرِ ماذا أحدثوا بعد الهدى = والفتحِ والآلاءِ والإيمانِ !
هـاهـم يسوقُ جموعَهم إبليسُ من = إثـمٍ إلى بغيٍ وسوءِ لسانِ !
وارتدَّ منهم ، لا رأيتَ وجوهَهُم = القبحُ فيها نفثةُ الشيطانِ !
خانوا الأمانةَ مذعنين أذلَّةً = لعدوِّهـم في السِّرِّ والإعـلانِ !
* * *=* * *
قُلْتُ : اخرسي . هذا جزاءُ ضلالِكم = وفسادِكم من قبلُ أنكرناهُ
قلنا لكم : هيهاتَ تُنْصَرُ أمَّـةٌ = من غيرِ دينٍ ربُّنـا يرضاهُ
وهو التَّحدِّي لـم يزلْ ولقد أتى = في عصرِنا مـا نحنُ قـد قُلناهُ
ستعبشُ أُمَّتُنـا المذلَّةَ طالمـا = إسلامُنا يُقْصَى ولا نرعاهُ !
والحكمُ للطاغوتِ دمَّـرَ أمَّتي = وهو العدوُّ ، وكلُّكم يخشاهُ
* * *=* * *
ماضيكَ دِينٌ لـم يزل في رفعةٍ = رغـمَ الطغاةِ وهجمةِ الأعداءِ
وثمارُه المجدُ الذي لـم تنطمسْ = آلاؤُه أو ذابَ في البغضاءِ
لكنْ هواكَ أخا التَّواني والهوى = هـو سِــرُّ حالِ الوهنِ والإزراءِ
فَتَلَمَّسِ الأسبابَ واهجرْ سوءَهـا = وافتكْ بها بالضربـةِ النجلاءِ
وارفعْ لواءَكَ من جديدٍ ترتَعِدْ = مهجُ العــدا للهمَّـةِ القعساءِ
ليكونَ فخرُكَ في الحياةِ لِمـا مضى = تجديدَه بعزيمةٍ و مضــاءِ
* * *=* * *
غَرِّدْ أخي ، غَرِّدْ أخي ، للغادي = والرائحِ الملهوفِ والمتمادي
غَرِّدْ فصوتُ أذانِك العالي له = بقلوبِهم وقعٌ كقدحِ زنادِ
فيه السكينةُ للنفوسِ ، وفيه مـا = يحيي اشتياقَ الروحِ للإنشادِ
فهو النشيدُ العَذْبُ يصدحُ في المدى = فتفيض دنيا الناسِ بالإسعادِ
والمسلمون بغفلةٍ عن خيرِه = والخيرُ يؤثرُه عظيمُ الزَّادِ
الله أكبرُ من أذى طاغوتهم = ومن اعتسافِ الظلمِ والجلاَّدِ
* * *=* * *
قُلْهـا فوجهُ الخيرِ في الأقوالِ = إن أقبلتْ مخضلَّةَ الإطلالِ
تسري بأحناءِ النفوسِ رخيَّةً = بشذى الهدى وبدائعِ استهلالِ
واصدعْ: فلن ترضى القلوبُ مقالةً = تحثو من الشبهاتِ والإخلالِ
يبقى بيانُك حُجَّـةً ، وبـه لهم = من وَقْدِ شــرِّ القولِ خيرُ ظلالِ
مازلتَ داعيةً إلى سبلِ التُّقى = وإلى التحررِ من هوى الأنذالِ
فهي المثاني زادُ أمـةِ أحمدٍ = وسواهُ للإصلاحِ محضُ خيالِ
* * *=* * *
نفديهِ بالأرواحِ مهما عربدَتْ = أضغانُ أهلِ عداوةِ الإســلامِ
هـو وحيُ ربِّ العرشِ دينُ مُحَمَّدٍ = هيهاتَ تطمسُه يــدُ الأقزامِ
الخالدُ القرآنُ والسُّننُ التي = تهدي القلوبَ جليَّةَ الأحكامِ
هي للزمانِ وأهلِه ، وبفيئِهـا = يحيَونَ طيبَ العيشِ في الأيامِ
وبغيرِ دينِ اللهِ ذاقوا ضَنْكَهَا = وشقاءَهـا بالعسفِ والإرغامِ
فَلْتَرْجِعِ الدنيـا لِهَدْيِ مُحَمَّدٍ = حتى تنالَ وثيقةَ الإكرامِ
* * *=* * *
ياربِّ فَرِّجْ عن بلادي غُمَّـةً = كبرتْ فضاقت بالعبادِ رحابُ
في أفقِها نُذُرُ الشقاءِ فأهلُهـا = هـاهـم إليك تضرَّعوا وأنابوا
فالكربُ يصفعُ ، والمكارهُ تعتدي = ويــدُ العناءِ مصيبةٌ ومُصابُ
فاصرفْ إلهي بأسَها ونَكالَهـا = فإليك ربي ترجـعُ الأسبابُ
مازال جرحُ الناسِ ينزفُ والأسى = يجتاحُ مافعلتْ به الأحزابُ
أيطيقُ مغلوبٌ تَسَلُّطَ غالبٍ = فامحقْ إلهي مَن طغوا وارتابوا
* * *=* * *
تدنو البشائرُ ، حسبُها أنَّـا لهـا = للفتحِ ننتظرُ الصَّباحَ المقبلا
قـد رامَ أعداءُ العبادِ هلاكَنا = لمَّـا طووا هذا القراحَ السلسلا
فاثبتْ أخـا الإسلامِ إنك ذو يـدٍ = تُرجَى ، ولم تأتِ الأعادي أعزلا
والثَّبْتُ أنتَ فعشْ لهـا بعقيدةٍ = لن تستكينَ جموعُها أ تأفـلا
هي دينُ ربِّ العرشِ يحفظُها وإنْ = رامَ العدوُّ لهــا الزوالَ و أمَّـلا
تدنو البشارةُ من أسى قلبٍ شكا = وبنورِهـا ألفى الرضا وتهللا
* * *=* * *
ظَلَمَ الطغاةُ فَنَجِّنَـا ياباري = من سطوةِ الأشرارِ والفجَّـارِ
فلقد رُزِئْنا بالنوازلِ والأذى = من سوء حكمِ جائرٍ غدَّارِ
ياربِّ لا تجعلْ عبادَك فتنةً = للظالمين فهم كوحشٍ ضـارِ
فهُـمُ الذين الكفرُ مبدأُ حكمهم = ومن الضَّلالِ تزوَّدوا للنارِ
أهلُ العنادِ استكبروا وتجبَّروا = بئسَ المذمـمُ صاحبُ استكبارِ
بفسادِ سيرتهم وكِبرِ نفوسِهم = جَرُّوا الشعوبَ إلى لظى الأخطارِ
* * *=* * *
ياربِّ لاتجعلْ لهم أدنى يـدٍ = تؤذي كرامَ القومِ أهلَ المنزلَهْ
ماكان فخرُ المرءِ إلا بالتُّقى = ومكانةٍ عند الإلـهِ مُؤَمَّلَهْ
عاثَ الطغاةُ بأمَّـةٍ محمودةٍ = فغدتْ بهم وكأنَّهـا هي أرملَهْ
لـم تمضِ مرحلةٌ لهم مُلِئَتْ أذى = إلا وحلَّتْ بالمكارهِ مرحلَهْ
ياربِّ أنقذْ أمتي من شرِّهـم = فإليك تُرفعُ يامجيبُ المسألَهْ
ياربِّ بابك لـم يزلْ فيه الرجا = فَتَرَفَقَنْ : أبوابُ غيرِك مقفلَهْ
* * *=* * *
كسرى وقيصرُ ثم نمرودُ الذي = جعلَ الضَّلالَ له هنالك مذهبا
وعُتُوُّ فرعون الذي أغراهُ مَنْ = عبدوه خوفا من يديه فقد كبـا
ولقد رأى الأقوامُ مصرعَ مَن بغى = وهلاكَ مَن رضيَ المفاسدَ مشربا
مادامَ ملكٌ للطغاةِ فلم يزلْ = قَدَرُ العزيزِ بشأنِهم لن يغربا
لـم يَنْـجُ ذو الذنبِ الأثيمُ وإنَّـه = في قبضةِ الدَّيَّـانِ يخسأُ مذنبا
ما أطيبَ الفَرَجَ الأثيرَ إذا أتى = للناسِ بعد النازلاتِ وأعذبا
* * *=* * *
نعم الأوامر والنواهي أحكمتََ َ= لحياتنا في محكم القرآن
وهو التفاؤل للنفوس يزيل ما =َ يطغى عليها من أذى الحدثان
واليأس لا ترضاه نفس آمنت= بجميل عفو الله في الأزمان
فاصبر إذا مادلهمت سحب الأسى = وامدد يديك لرحمة الرحمن
فالله جل جلاله لم ينس ذا= حزن عرا في السر والإعلان
قلها أيا ربَّاهُ فرج كربتي = وافتح علي منافذ الإيمان
* * *=* * *
أتظُنُّهُم من بعد هذا قد يعونْ = أو للنداءِ العَذْبِ ويحك يسمعونْ
هيهاتَ يَهدي العُميَ لمَّــا أدبروا = مَن جـدَّ في بذل النصيحةِ كلَّ حينْ
أو يسمع الموتى الذين تراهُـمُ = بفسادِ أصحابِ الهوى يتمرغونْ
فاستقرئْ الأيامَ عن أحوالِهم = تُخْبِرْكَ أن القومَ عن هَدْيٍ عمونْ
الريبُ والإنكارُ والتكذيبُ من = عاداتهم وبمثلِها هـم يمكرونْ
فاحذرْ أخا الإسلامِ من تلبيسهم = واعلمْ بأنك صاحبُ الحقِّ المبينْ
* * *=* * *
قـد جـلَّ خطبٌ وانثنى عن رأبِه = شعبٌ وقد فتكتْ أسِنَّةُ رُعبِهِ
وبحـالِ أمتِنا التي قد نالهـا = طوفانُه من نبعِه لِـمصبِّهِ
قد هاجَ فيه حقدُهم فأذاهُ إذْ = وافى شعوبَ بلادِنا من صُلبِهِ
هـم هكذا منذ القديمِ ولم تَزلْ = نزعاتُ شرِّ اللؤمِ وِجهةَ دربِهِ
طغيانٌهم أعمى بصائرَهم فمـا = وُجِـدَ الحليمُ لديهُمُ في سِربِهِ
إبليسُهم عاصٍ وخفُّوا حولَه = وهو الذي خسر الرضـا من ربِّهِ
* * *=* * *
أخلاقُ دعوتِنا منارُ أخوَّةٍ = وهي الأمانُ ، وظلُّهـا ممدودُ
وهي السجايا في المثاني أشرقت = نهجًا له كلُّ القلوبِ تريدُ
فجليلُ خُلْقِ المصطفى أغرى الذي = عشقَ الهدى حُبًّـا وهْوَ بعيدُ
فأتى إلى الإسلامِ يشهدُ أنَّـه = دِينٌ له بين القلوبِ وجودُ
قـد عاشَ في وادي الضلالِ تجرُّه = للموبقاتِ تغنُّجٌ وقدودُ
وفسادُه الماضي محـا آثارَه = توبٌ وأوبةُ خافقٍ وسجودُ
* * *=* * *
لاشكَّ أنَّ الصُّبحَ آتٍ نورُه = يمحو الظلامَ ، ويصفعُ التَّضليلا
حتَّـامَ يبقى الليلُ يغشى أمَّـةً = بل باتَ في شأنِ الشعوبِ كفيلا !
سيزيلُه نورُ الهدى ، ويردُّه = عن وجـهِ أمَّـةِ أحمدٍ مركولا
فالأمَّـةُ انتبهتْ ، وهزَّ إباءَها = دِينٌ يجددُ عزمَهـا المصقولا
فلقد رأتْ أبناءَهـا في تيــهِ مَنْ = ضلُّوا السبيلَ وجانبوا التَّنزيلا
هيهاتَ أن ترضى الونى ولها دمٌ = قـد عاينتْهُ بأرضِهـا مطلولا
* * *=* * *
ياقومُ سيروا بالمآثرِ عَذْبَةً = فلكلِّ سعيٍ للعلى أسبابُ
وذروا السفاسفَ لم تزلْ تُسفَى على = وادي التبارِ تردُّهـا الألبابُ
في جنَّـةِ القيمِ الحِسانِ شريعةٌ = ولهــا بيانٌ يُجتلَى و خطابُ
تتآزرُ الأخلاقُ في ردعِ الهوى = فلقد تنادتْ للهوى ألقابُ !
إذ زيَّنوهـا بالمفاسدِ إنَّمـا = فضحَ النفوسَ الكِبرُ والإعجابُ
فاستعصِموا باللهِ يرجعْ مجدُكم = والعقمُ يطوي عهدَه الإنجابُ
* * *=* * *
لكَ يا أخـا التقوى ثمارُ غِراسِ = تلقى دوانيهـا بيومِ النَّـاسِ
يوم النشور من القبورِ ولم يَرُعْ = نفسٌ سوى ماكان من أدناسِ
ذاك الشقيُّ وفي المخازي شغلُه = قد عاشَ مقداما شديدَ الباسِ
ينأى عن الخيرِ الذي وافى بـه = دينٌ يحصِّنُه من الإفلاسِ
لن ينفعَ المختالَ زهوُ زمانِه = سيذوقُ سوءَ حسابِه ويقاسي
هيهاتَ إنْ لـم يدرك التوبَ الذي = ينجو به من ظلمة الأرماسِ
* * *=* * *
المؤمنُ الأوَّابُ آنسَ جذوةً = من نورِ ربِّ العرشِ في الآفاقِ
ورأى بها الآياتِ تشهدُ لـو وعى = قلبُ الشَّقيِّ بقدرةِ الخلاَّقِ
مـا أنكرَ الآياتِ إلا آثـمٌ = لحديثِ أهلِ الإفكِ في الأسواقِ
وهُراءُ طيشٍ مَـجَّـهُ بلسانِـه = من غيرِ مـا شرف] ولا أخلاقِ
يا أيُّهـا المذمومُ : مَن خَلَقَ الورى = وَرَعَى جموعَ الخلقِ من إملاقِ ؟
عِشْ يامغفَّلُ لستَ من أهلِ الهدى = ستموتُ في خُسرِ بلا استحقاقِ
* * *=* * *
أعلمتَ عن كَذِبِ الخبيثِ المفتَرَى = وشهدْتَ خِسَّتَه ومـا قد أضمرا
هي نفسُ قَـالٍ للشَّريعةِ مدبرٍ = ياويلَ مَن هجرَ الخِلالَ و أدبرا
خَدَعَتْهُ في الدنيا بهارجُ فتنةٍ = ولقد أضَلَّ الزيفُ أبناءَ الورى !
زَخَـمُ المفاسدِ موجُـه وافى إلى = هامِ الثُّريَّـا بعد أن طمرَ الثرى
أينَ الحكيمُ يردُّ مَن جَرَفَتْهُ في = تيَّـارِهِـا العاتي الشَّديدِ وقـد جرى
لايردعُ النَّفسَ التي غرقتْ بـه = إلا إذا آبَتْ لخلاَّقٍ يــرى !
* * *=* * *
نادى هُداهُ التائهَ الحيرانا = بيدٍ تُلَـوِّحُ ، ترفعُ القرآنـا
ياذا المعاندُ والمجاهرُ بالنَّوى = عن دينِ أحمدِنا الذي أنجانا
هيهاتَ تُدركُ رفعةً أو عزَّةً = واليومَ قلبُك ويحــهُ جافانا
وركنْتَ للأعداءِ ترجو وُدَّهم = وغدوتَ بعدُ لمكرِهـم مِعوانا
أوليس من عجبٍ صدودُكَ عن هُدىً = وتعيشُ عارَك للعدا إذعانا
وتردُّ مَن يخشى عليكَ من الأذى = وتَبٌشُّ في وجـهِ الذي عادانا !
* * *=* * *
عانت شعوبُكمُ وأنتم أمَّـةٌ = في الأرضِ إسلاميَّةٌ لم تُفْقَدِ
كانتْ سحائبَ رحمةٍ تُغْني الورى = من خيرِها ، من بِرِّها المتجددِ
أغرتْكُمُ الأهواءُ فانقلبتْ بكم = سُفُنُ الرخاءِ ببحرِ خطبٍ مجهِدِ
واللهِ : لن تروا النجاةَ ببعدِكم = عن ســرِّ فتحٍ لـم يغبْ عن مهتدِ
ولقد رجوتم مجدَكم من مفلسٍ = ومن العدوِّ المستفزِ المرعدِ
أبدًا وأُقسمُ مرَّةً أخرى لكم = لاتُنصرون بغيرِ دينِ مُحَمَّـدِ
* * *=* * *
لاتُنكروا فضلَ الشَّريعةِ أنقذتْ = أيامَكم من كلِّ بأسٍ مُغبِرِ
كانتْ عروبتُكم تعيشُ تناحُرًا = وفسادُهـا في الأمرِ مُــدَّ لأعصُرِ
فأغاثها ربُّ الورى بمُحَمَّدٍ = فأتى دياجيها بنـورٍ مُسفرِ
فانجابَ عن وجهِ العروبةِ ليلُها = مـذْ أسلمتْ واستسلمتْ لِمُـدَبِّرِ
اللهُ أكرمها فكانت أُمَّـةً = تهدي إلى الأسمى خُطى الُمتَحيِّرِ
والحالُ تبقى هكذا إن لـم تروا = أنَّ النجاةَ بأوبةِ المستبصرِ
* * *=* * *
بئسَ الهوى جـرَّ الفتى لبطالةٍ = ولشهوةٍ فيها سرابُ لَذَاذَةِ
والإثمُ جمَّلَـه الفتى بشبابِه = في متعةٍ أغوتْ هناك وكادتِ
أقْصِرْ أيا هذا الذي يعصي الذي = يعفو ويغفرُ للمساوئِ ســاءَتِ
واحذرْ إذا أغرتْكَ نفسُك مرَّةً = فبكلَّ مـا اقترفتْ فِعالُك باءَتِ
عجِّـلْ بتوبةِ صادقٍ يخشى غدا = يومَ الحسابِ من العقابِ الثابتِ
لابُـدَّ منه وذاك هـو الأليمُ على الفتى = لا قولَ صاحبِ نكتةٍ أو شامتِ
* * *=* * *
كنْ غيرَ هيَّـابٍ إذا انْتُهِكَ الحِمى = يومًـا بأيدي المجرمِ المتطاولِ
فَحِماكَ دينُ اللهِ يُفدَى فاصْفَعَنْ = بالحقِّ وجهَ المعتدي بالباطلِ
للهِ يرجوها الحغيُّ بشرعِه = رغـمَ التَّطاولِ وَابْتِدارِ الصَّائلِ
وعِشِ الشجاعَ المفتَدِي دينَ الهدى = فالدِّينُ تفديهِ دماءُ الباسلِ
كغضنْفَرٍ نُسِبَتْ إليه بطولةٌ = في كلِّ موقعةٍ ، وحُسْنُ شمائلِ
هذا زمانٌ يا أخـا الإسلامِ لـم = تثبتْ به قدمُ الفتى المتخاذلِ
* * *=* * *
الأرعنُ المأفونُ أُركِسَ خاسئًا = من بعدِ مـا أجرى اللسانَ مَسـَـاوِيَا
قد جاءَ يرمي بالتَّفاهةِ فانثنى = متعجرفا ولقد تردَّى واهيا
ماكان مثلُكَ أن ينالَ مكانةً = عندي ولم تُدركْ خطاك حِذائيا
وفشلتَ يابئس الخسيسُ تماديًا = فارجعْ إلى دنسِ الحقارةِ ثاويا
لو كنتَ ذا خُلُقٍ ونبلٍ لم يجدْ = هذا الهراءُ على لسانِك حاديا
إنا وربِّك للفضائلِ أهلُها = لكنَّ مثلَكَ لـم يعشْها واعيا
* * *=* * *
إسلامُنا استغنى به أهلُ العلى = فأغاثَ بالمجدِ ازدهى والسؤدُدِ
لكنَّهم هجروهُ جهلا فاكتوتْ = أيامُهم بفجيعةٍ لـم تُحمدِ
مـا أحرزوا يوما لنهضتِهم يـدًا = تلوي يـدَ الجاني رَمَتْْ والمفسِدِ
هي شِرعةُ الرحمنِ جاءتْ رحمةً = للقومِ بين ربوعِنا والأبعدِ
تغشى حياةَ الناسِ بالقيمِ التي = في غيرها بين الورى لـم توجدِ
يكفيهُمُ وحيٌ تنزَّلَ بالهُدى = فأنارَ وجهتَهم صباحَ مُحَمَّدِ
* * *=* * *
لمثوبةٍ تُرجَى ، وهـزَّةِ عزَّةٍ = ومكانةٍ كانت تُصانُ لأُمَّتي
ولوحشةٍ أبصرتُها في عصرِنا = تاقت نفوسُ المسلمينَ وَحَنَّتِ :
لصهيلِ خيــلٍ وامتشاقِ أسِنَّةٍ = وحُـداءِ أفئدةٍ هنالك لَبَّتِ
ولرحمةٍ بالخلقِ حاشا أن تُرَى = يوما لدى أهلِ النهوضِ الميِّتِ
أَوَتَسْعَدُ الدنيا بغيرِ شريعةٍ = بلغَتْ مآثرُهـا عُلُوَّ الذروةِ !
ياربِّ أسْعِفْهَـا فما زالتْ على = عهدِ النُّبُوَّةِ ثم طيبِ المَنْبَتِ
وسوم: العدد 892