سَمُّوا النوازلَ ــ أحدفتْ ــ بالمعضلَهْ = وهـمُ الذين تبادروا للمسألَهْ
هزَّتْ بصيحةِ بأسِها أرجاءَهم = فهي العذابُ ــ عقوبةً ــ والزلزلَهْ
أَنْسَتْهُمُ الدنيا وقد نزلَ الأذى = أن يلجؤوا للهِ قبلَ الحوقلَهْ
أنْسَتْهُمُ الدنيا العقيدةَ أكرمتْ = أجدادَهم بالفتحِ نالوا أجملَهْ
وَحَبوا رحابَ الأرضِ بالظلِّ الذي = فيه الأمانُ وخيرُه لن يهملَهْ
مَن عاشَ لايُعنَى بدينِ نبيِّه = ويريدُ من مولاه ألاَّ يخذلَهْ
هو جاهلٌ ولربما علمَ الذي = ماكانَ أن ينساهُ أو أنْ يجهلَهْ
الدين مفتاحُ السعادةِ للورى = فَلْيَأْخُذِ الأوَّابُ منه أكملَهْ
أرأيتَ كيف هُمُ اسْتُذِلُّوا للعدا = وحثوا نتائجَ قد جنوهـا مذهلَهْ !
وأناختِ الهاماتُ عند مذلَّـةٍ = وهم ارتضوا من ذا التهاوي أسفَلَهْ
ياويلهم : عمي القلوبِ وقد مشوا = في التيهِ مادرتِ القواقلُ أوَّلًهْ
هذا جزاءُ ضلالِهم وفسادِهم = بئسَ الذي بالبغيِ ضَيَّعَ موئلَهْ !
هاهم كما قد أخبرَ الهادي وما = لنجاتِهم إنْ هـم أرادوا أفضلَهْ
إلا الرجوعُ بأوبةٍ رجعيَّةٍ = ميمونةٍ والركبُ يحملُ فيصلَهْ
ويعودُ نبضُ قلوبِهم لايرتضي = بعدَ الهوانِ سوى بعزَّ المنزلَهْ
والله ينصرُ جندَه لمَّـا اتَّقوا = واللهُ جلَّ جلالُه مـا أعدلَهْ
لـم يُؤتِ نصرًا للعصاةِ قد ارتموا = في حضنِ أهلِ الكفرِ بئسَ البلبلَهْ
مَن كانَ مولاهُ الهوى ألوى إلى = قاعِ التبارِ وربما للمقصلَهْ !
ومَن انتخَى باللهِ وهْو وليُّه = ألفى وربي النصرَ أحرزَ مجملَهْ
لاتُلقِ بالاً للذين تنكروا = للدِّينِ في زمنِ التآمرِ واركُلَهْ
واعلمْ بأنَّ اللهَ ليس بغافلٍ = عمَّـا قدِ اقترفوا بطيِّ الجدولَهْ
سيروْن في غدِنا القريبِ بإذنِه = أمرًا يغيضُ نفوسَهم فالأمرُ لــَهْ
وهو القديرُ فلن نهابَ عُتُوَّهم = وهو الذي بيديهِ تُقضَى المسألَهْ
إنَّ النجاةَ من العدوِّ حكايةٌ = يومَ استوى نوحٌ على ذي البوصلَهْ
سيفورُ تنُّورُ الزمانِ ولم يجدْ = مَنْ ذاقَ مـرَّ الكربِ مَن قد كبَّلَهْ
غرقوا جميعا لافكاك وربُّنا = لمخططِ الأعداءِ هذا أفشلَهْ
أخذتْهُمُ الأقدارُ إذْ نُذُرٌ أتتْ = للظالمين فما ارعووا للجلجلَهْ
آياتُ ربِّك يا أخا الإسلامِ لـم = يُصرَمْ مُحَيَّـاها فها هي مقبلَهْ
وسيحكمُ القرآنُ أرضَ اللهِ لا = يُطوَى فسبحان الذي قد أنزلَهْ
لاتأسَ إن أشجاكَ ظلمُ زنيمِهم = وستعلمُ الدنيا غدا مستقبلَهْ !
فالظلمُ أشهرَ سيفَه كالوحشِ لـم = يهدأْ فبينَ يديه يشحذُ منجلَهْ
هـم في خضمِ البغيِ قد ثملوا فهم = قومٌ سكارى فالمآثرُ مهملَهْ
دنيا مآسيهم تصحَّرَ وجهها = ولقد غدتْ مثل البسابسِ ممحلَهْ
يترنحُ الأوباشُ في رمضائِها = وترى بها نشوانَهم في عرقلَهْ
واللهُ جـلَّ يمدُّهم في غيِّهم = حتى إذا آن الأوانُ فأكملَهْ
جَرَتِ الرياحُ العاصفاتُ وإذْ يهم = فوقَ المسيلِ غثاؤُه قد جَلَّلَهْ