يقول الله تبارك وتعالى : ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ * وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ وَالمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَىٰ وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ ) 29..... 33/ التوبة .
زمانُنا لم يزلْ للهَدْيِ ظمآنا = ولم يدعْ شرُّه للأمنِ إنسانا
هيهاتَ يهنأُ قلبٌ ليس يدركُه = نورٌ تلألأ في الأحناءِ فرقانا
معاولُ المكرِِ قد هدَّتْ مباهجَه = وطوَّعتْ أهلَه ذلا وإذعاناإ
وأوهَنَ الشَّرُّ مايُرجَى لعالمنا = من الإخاءِ فأوهاهُ وأوهانا
وأهلُه النُّخبُ : الأسواءُ تحملُهم = على مراكبِ بغيٍ عُنْفُها بانا
وقد شهدنا لها ماباتَ يُحزنُنا = فليس من رأفةٍ تُرجَى بدنيانا
وقد علمنا بأنَّ الدينَ ينقذنا = دينُ الإله الذي بالخير وافانا
أيامُه البيضُ في الدنيا وقد حفلتْ = بما إلهُ الورى بالدِّينِ أعطانا
نِعْمَ الهدى فالربيعُ العذبْ ينشرُه = على ربوعِ الورى حبا وتحنانا
وكم تثنَّى بأيامٍ له قُشُبٍ = فعطَّرتْ بالمنى كفَّاهُ أردانا
ولم يَدعْ من أذىً إشفاقُ رحمته = أو أن يرى عائلُ الأبناءِ حرمانا
إنَّ الحضارةِ قد ماتت مباهجها = لمَّا جَفَتْ دعوة الإسلامِ نكرانا
وأبدلتْ بالهدى أفكارَ مَن كفروا = فلم يكنْ ظلُّها للخلقِ فينانا
فقلْ لهم لارعى الدَّيَّانُ وثبتَهم = إلى حضارةِ شؤمٍ حتفُها حانا
هلاَّ نبذتُم عقوقَ اللهِ بارئكم = وأُبْتُمُ للهدى شيبًا وشُبَّانا
ويومها يُبدلُ المولى خسارتَكم = بالفوزِ تبصرُه الأحداقُ ضحيانا
ويومها أمَّةُ الهادي تهنِّئُكم = على النجاةِ ويحدو العصرُ جذلانا
ويومها نحن يجري فيضُ أدمعنا = لصدقنا فَرَحًا في طيبِ لقيانا
فياهُدانا وياعنوانَ لهفتِنا = لخيرِ عالمِنا أهلا وجيرانا
* * *=* * *
فَعُد بوجهك تغشانا مباسمُه=فالشَّرُّ فجَّرَ أخطارا وبركاانا
فما غفتْ مقلٌ والليلُ يمطرُنا=همًّا يقرِّحُ بالأزراء أجفانا
وفيكِ يا نفحاتِ الخيرِ أفئدةٌ=بالتوب ترفعُ للرحمن شكوانا
لنا بهذا المدى في الأنسِ أروقةٌ =تطيبُ ساعاتُها روحا وريحانا
وتشتهي النفسُ من بعد العنا أفقا=ترفُّ في صفوِه بالذكر نجوانا
ما أجملَ العيشَ والتقوى تطرِّزُه=ويجمعُ الودُّ أحبابا وإخوانا
نرجو الإلهَ ليالي الوصلِ طيبةً=نتلو بهنَّ بظلِّ الفجرِ قرآنا
وهبَّتِ النفحاتُ اليومَ مبسمُها=يفترُّ فتحا وتأييدا وغفرانا
أريجُها عطرٌ والأرضُ عابقةٌ= وطيبُها العذبُ : يحذي القلبَ إيمانا
وفي الجِنانِ لأهل اللهِ منزلة ٌ=جلَّتْ عن الوصف فردوسا وسكانا
رحابُها الخلدُ والأمنُ الذي حُرمتْ=من فيئه الأرضُ أزمانا وأزمانا
يا حبَّذا صلواتُ الليلِ تجمعُنا=وحبَّذا نفحاتُ الغيبِ تلقانا
وحبَّذا إخوةُ الإيمانِ تكلؤُهم =عنايةُ اللهِ عبَّادًا وفرسانا
لو يعلمُ الناسُ ما في الشرع من نعم=لقدَّ موه ... وما عافوه عميانا
من المصاحفِ فاضَ النورُ فانطلقتْ=في هديه صهواتُ المجدِ ركبانا
هلَّتْ طلائعُه من أفقِنا ألقا=يهدي إلى الرُّشدِ يمحو الرشدُ أدرانا
وحشرجاتُ الدجى ولَّتْ تطاردُها=جحافلُ النورِ تبيانا وبرهانا
واليوم والعصرُ في بؤسٍ وفي نكدٍ=وفي اضطرابٍ أباحَ البغيُ عدوانا
وفي خضوعٍ لغيرِ اللهِ عبَّده=بأسُ الطغاة لغيرِ اللهِ نكرانا
ومن مزاياه أن تلقى زعامته=للعابدين مع الأوثان شيطانا
قد أرعبوا الناسَ تهديدا بما ملكوا=من آلة الفتكِ أحقادا وأضغانا
وأثخنوا بالجراحِ اليوم أمتَنا=وأشبعوها مرارَ العيشِ أشجانا
فأمرعتْ ويلها أيامُها فتنا=باتَ الحليمُ بها في الأمرِ حيرانا
سبحان ربي , وهل يجدي تفجعُنا =على المصابِ إذا ما انداحَ أحزانا
لعلَّ رحمتَه تأتي لنجدتنا=ويبدلُ العسرَ يسرا حيثما كانا
واللهُ يدفعُ بالتقوى مكائدَهم=ويبطلُ اللهُ عدوانا وطغيانا
فالحمدُ للهِ لم يُحمدْ سواه على = وخزِ المكاره إنَّ اللهَ مولانا
***= ***
وهلَّ نفحُ الهدى يا أرضُ فابتسمي=جاءَ الفلاحُ وسرُّ الفتح وافانا
مهما ادلهمتْ ليالينا أوعتكرتْ=فيها مطارفُنا عصفا وطوفانا
لا بدَّ للظلمِ من يوم تقرُّ به=عيونُ مَنْ آمنوا بالله إيقانا
لا يخدعنَّكِ بأسُ الناسِ أمتَنا=فالملكُ لله ... أقصاهم وأدنانا
ونستجيرُ به في كلِّ نازلةٍ=والكفرُ لمَّا يجدْ أمنا وقد عانى
من ينصرِ اللهَ يا أبناءَ أمتِنا=يجدْه غوثا إذا نادى ومعوانا
من هزَّه الشوقُ للجنَّاتِ داسَ على=كلِّ المخاوفِ جلاَّدا وسجَّانا
وعافَ زينةَ دنيا غيرِ باقيةٍ=وهبَّ ينفضُ عارَ الذلِّ جذلانا
بخٍ ... بخٍ ثم ألقى ما على يدِه=من النفائسِ أموالا وولدانا
واختاره اللهُ جارا حيثُ أكرمَه=بجنَّةِ الخلدِ إكراما وإحسانا
وأنزلَ النَّصرَ إعزازا لدعوتِه=وبدَّدَ الكفرَ خسرانا وعريانا
((يا بدرُ)) يا بهجةَ التأييدِ أقعدنا=عن الجهادِ هوىً والزيفُأنسانا
هذا الجنى نفحاتُ البِرِّ أربُعُه=قد فاضَ فيه الهنا حقلا وبستانا
لها المواسمُ لم تحرقْ بيادرَها=نارُ المكائد صهيونا وصلبانا
إن اليهوديةَ ...الإسلامُ أركسَها=فليس تقدرُ أن تغشى محيَّانا
هذي مصاحفُنا بالحقِّ ناطقةٌ=رغمَ الذي باعها وابتاع أو خانا
قولوا لكلِّ جبانٍ بينَ أظهُرِنا=إن الذي يعبدُ الرحمنَ ما هانا
وجولةُ البغيِ للأشرار بدَّدَها=ربُّ البريَّةِ إذلالاً وخسرانا
وحبلُها – بثباتِ الحقِّ – منصرمٌ=وثوبُها باتَ للعبدان أكفانا
شعوبُنا : الكعبةُ الغراءُ وجهتُها=ولن تبدلَ بالتوحيد أوثانا
حضارةُ الكفرِ ما أبلتْ نضارتَها=فلن تغيِّرَ بالطاغوت قرآنا
هو الجهادُ إلى يوم القيامة ماضٍ . =. ليس يمنعُه مَنْ شذَّ فتَّانا
يا أمتي :نفحاتُ الخير موردها=يحيي عزيمتَها خلقا وإيمانا
تحدو ويمنحُنا ميثاقُها همما=نعدو على خيلِها بالدين شجعانا
وللشريعة جندٌ ما رأوا بدلا=عنها ولا استوردوا للمجدِ عنوانا
فلتكتحلْ بضياءِ الذِّكرِ أعينُنا=ولتُبْصِرِ الدربَ بالأبرار ركبانا
تفنى القرونُ ويبقى سفرُ دعوتِنا=للعالمين مدى الأيام تبيانا
يا أمتي فانهضي يكفي تضرُّعَنا=للكافرين فإن الكفرَ أدمانا
تفيضُ بالخيرِ للدنيا منابعُنا=فيرتوي العمرَ مَنْ قد هامَ عطشانا
ويهدأُ القَلِقُ الحيرانَ في ظُلَمٍ=إذْ باتَ ممَّا عراه اليومَ ُريانا
قد غرَّره المبطلون : الزَّيغُ لوَّنهم=كفرُ الحداثةِ إذْ لم يلقُ غُرَّانا !!
لم يخترمْ حقدُهم إلا سفاهتَهم=حلَّتْ محلَّ الحِجى زيغًا ونكرانا
معكومةٌ بالهوى أفواهُهُم ، ولها=صاغَ الدنيءُ لذي التمتامِ أرسانا
الثَّابتُ : الفخرُ . لم يبرحْ عقيدتَنا=أمَّا التَّحوُّلُ للأدنى فما كانا
وفيك يانفحاتِ الخيرِ نأملُه=صبحا من الرحمةِ المهداةِ حيَّانا
عهدي بطالِعِكِ الميمونِ ألبسنا=ثوبَ انعتاقِ الهدى قد طابَ أردانا
فما لنا قد لبسنا ثوبَ جفوتِنا=من الهوانِ ، فنلنا اليومَ خُسرانا !!
فلا الإباءُ بوجهِ اليعربيِّ زها=ثأرًا ، ولا الدَّمُ أحيا فيه شِريانا
حتَّى العروبة أخوى سيفُ نخوتِها=فما رأينا لها قيسًا وعدنانا !!
قد حاربوا اللهَ من أجلِ الحضارةِ بل=ساموا الشعوبَ بها ذُلاًّ ونكرانا
ستون عاما وفي أحزابهم خللٌ=والشعبُ عاشَ لزورِ النَّصرِ قربانا
أين البطولاتُ تَدوي بالطبولِ ولم=نجدْ بهم بطلاً يأسى لبلوانا ؟!
وطالعتنا بهم ثوريَّةٌ عثرتْ=و ذلَّ جحجحُها الأفَّاكُ خزيانا
أين النياشينُ ؟ بل أين الغناءُ ؟ فكم=له سهرتُم ، ونجمُ الصُّبحِ قد بانا
ياخيبةً ... طفقتْ تعوي على زمنٍ=سادَ اليهودُ به كِبرًا وأضغانا
نبكي و نضحكُ لاندري بأيِّهما=يوما نرى دوحَنا المحرومَ ريَّانا
و بيننا مَنْ يراه الناسُ مكتئبًا=وبيننا مَنْ يراه الناسُ جذلانا
كأنَّنا ( بحراجٍ ) باتَ بائعُه=والمشتري أخويْ مكرٍ و ذؤبانا
ياربِّ لطفك ، فالطغيانُ ديدنُهم=أمَّا نظامُ الورى فاختلَّ ميزانا
ومنك ياربَّنا نرجو الخلاصَ : يدًا=تقودُنا ، علَّ يومَ الفتحِ يلقانا
لقد تمادتْ يدُ الأعداءِ آثمةً=و وهْجُ أحقادِها ياربِّ آذانا
وما وهنَّا ، ولكنَّا بدائرةٍ=باتتْ تدورُ لمَنْ للفتحِ ما كانا
ولم يشمَّ شذى نفْحاتِ مصحفِنا=وليس يعلمُ خيرًا فيه مسعانا
وسُنَّةُ المصطفى ماذاقَ يانعَها=ولا تذوَّقَ إيمانا و إحسانا
فكيف ترقى بلا عزمٍ إلى قِممٍ=أقدامُ مَنْ مزَّقوا للخيرِ عنوانا
ياربِّ فيك رجانا لن يُخيِّبنا=فأنتَ بارئُنا الأعلى و مولانا