أعاذلتي لقد بانت سلاف = وموعدها إذا وعدت خلاف
إذا وعدت تسوّفني وتنأى = تحاشاني ومن وصل تخاف
نجوم الليل أرعى من سهادي = وما يغني عن النوم النتاف
تضنّ إذا رجوت الوصل عمدا = وجوّالي يرنّ له هتاف
فلا ردّا تردّ ولا تبالي = ولا قبسا لهاتفها يشاف
تجرّعني المرارة كل حين = وقاسية إذا رقّ اللطاف
تواعدني بوصل ثم تجفو = وتصرمني وموعدها جزاف
وتقسم باليمين إذا شكوت = تقول متيّمي وبك الولاف
إذا آلت أصدقها وأخشى = إذا بانت فتسلوني سلاف
فرفقا يا سلاف بمن يعاني = جوى من فرط حبك يا سلاف
صليني إن رجوتك لا تبيني = فكوني فرشتي وأنا لحاف
عيونك يا مهاة تنوش قلبي = فيضنى من هواك أيا سلاف
وثغرك إن بسمت يزيل عقلي = ويكشف عن لجين يا سلاف
وخدك إن خفرت له بهاء = كبدر في تمام يا سلاف
فإن أسلو فما أسلو سلافا = ولا قدسا يضيّعها خلاف
خلاف العرب فرّقهم يهود = كأنهم وقد ذلّوا خراف
فيا لهفي على أسد تواروا = حماة القدس بأسهم يخاف
وحلّ محلهم خلف سفيه = مرامهم القطيعة والخلاف
وساقهم قريظة من نواص = إلى التطبيع من خزي ضعاف
لقد شادوا بروجا من زجاج = وأرضهم يصحّرها الجفاف
وما شادوا من الأمجاد صرحا = وما نفروا ثقال أو خفاف
إذا ما السيل أقبل في فلاة = فما يبقى غثاء أو جلاف
فكوني يا شعوب العرب سيلا = فهذا القطف قد حان القطاف
فلا التطبيع يقبله أباة = ولا قدس يسلمه سخاف
ولا سلم وفي الأقداس هود = تدنّسها بل السم الزعاف
سيغلب في رحاب القدس جند = وفي الأقصى يقام لهم زفاف
جنود الله بأسهم شديد = وفي الإسراء أبطال ظراف
وفي الفردوس مأواهم وخلد = وأكواب ومن ذهب صحاف
وأنهار وفاكهة وحور = ودانية مدلّلة قطاف
فحمدا للإله إذا تجلّى = قريبا لا يغيّبه سجاف
صلاة والسلام على نبيّ = وآل محمد وهم السلاف
وصحب من خيار الناس فازوا = وأتباع من الرحمان خافوا