آهات والد أسير
محكوم تسعة مؤبّدات
أنا ما ولدُتك، يا بُنَيَّ، لكي تُعَذَّبَ في السّجونْ
أنا ما ولدتك، يا بُنَيَّ، لكي تزيدَ ليَ الشجون
***
أنا ما غرستُ الوردَ في الأحشاءِ كي أجنيهِ شوكا
أنا ما حَبَبْت العيشَ في البستانِ كي أحياه ضَنكا
***
كيف الطّيور تَطير، يا ولدي، ولم تُؤتَ الجناحا؟
أنت الجناحُ، بُنَيَّ، للشيخ الّذي لقيَ الجراحا
***
مَنْ لي لِمُرّ العيشِ، يا إسلامُ؟ هل ألقاكَ شهْدا؟!
مَن لي إذا هوجُ الرياحِ تَهُبُّ؟ هل ألقاكَ سَدّا؟!
***
إني انتظرتُ شبابكَ الريّانَ، يا إسلامُ، دَهْرا
كيما أرى في روضِك الأطيارَ تغريداً وذِكرا
***
لكنّ ذا الحلمَ الجميلَ، معَ الشروقِ، تَبَخّرا
يا أيها الحلمُ الجميلُ، ألا تعودُ مُبشّرا؟!
***
أنا في انتظارِك، فَلْتَعُدْ بدراً يُنيرُ ليَ الطّريقْ
أنا في انتظارِك، فلْتَكُن حَبْل النَّجاةِ لِذا الغَريق
***
وإذا أرادَ اللهُ أَمراً لا مَرَدَّ ولا هُروبْ
نَحْنُ العبادُ، ورحمة الدّيان ترجوها القلوب
***
يا ربّ فرّجْ كربَنَا وارحم إلهي، ضعفنا
أَحْسِنْ خَلاصَ أَحِبَةٍ فهمُ منائرُ دربنا
وسوم: العدد 895