اتفاقية "السلام" الهزيل بين الأعراب ودويلة "إسرائيل"
رائعة العلامة القرضاوي العصماء
عن
اتفاقية "السلام"الهزيل بين الأعراب ودويلة"إسرائيل"
اختيار وشرح وترتيب: سيد أحمد بن محمد السيد
وعنوانها: "سراب السلام أو سلام السراب" وقد قالها عقب توقيع معاهدة "السلام" المذلة؛ "اتفاقية أوسلو" وكانت بين اليهود الصهاينة برئاسة رئيس وزراء الصهاينة "إسحاق رابين" والسلطة الفلسطينية برئاسة رئيسها "ياسر عرفات" في 13/9/1993م في أوسلو, والتي تلتها معاهدة "السلام" بين الأردن والكيان الصهيوني : في وادي عربة وهي: "اتفاقية وادي عربة" بين الصهاينة برئاسة إسحاق رابين ومملكة الأردن برئاسة ملكها "حسين بن طلال" في 26/10/1994م.
وقد قال العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حينها قصيدة عصماء اشتهرت وانتشرت في الصحف وفي ديوانه "المسلمون قادمون" وألقاها الشيخ في الشارقة وغيرها, وقد سمعتها من شيخنا القرضاوي ثَمَّةَ, وقد ألقاها في أكثر من مناسبة أخرى.
وهي موجودة في ديوانه ط 2 لكن فيها نقصا لنحو 8 أبيات وخطأ في ترتيب بعض الأبيات؛ فقمت بنسخها ورتبتها اعتمادا على ط1 وشرحتها.
وأنا أنشرها الآن بمناسبة اتفاقيتي العار والذل الجديدتين بين الإمارات والبحرين مع الصهاينة اللئام الأرجاس, ومن ينضم إليهما من دويلات الطوائف والأعراب الخُنَّع المهزومين المأزومين المنبطحين.
وما أشبه الليلة بالبارحة؟! بل إن القصيدة لتنطبق على واقعنا الآن أكثر من انطباقها يوم قالها الشيخ لله دره, فكأنه كان ينظر بنور الله؛ وقد بينت كل شيء من هذا الاتفاق المهين الخائن المستسلم والمستخذي المخالف لكتاب الله وسنة رسوله وسبيل المؤمنين؛ بل لفطرة كل إنسان حر شريف عاقل متجرد للحق والعدل والإنصاف والفضيلة.
وإليكم الآن أيها الأعزة نص القصيدة كاملا:
سَرَابُ السَّلَامِ أوْ سَلَامُ السَّرَابِ(*)
لِلْعَلَّامَةِ الشَّيخِ الدكتور يُوسُفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ القَرَضَاوِيِّ حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى
*شرح القصيدة:
وقد أسميتُ شرحي للقصيدة: "نَيْل المَرام في شرح سراب السلام":
(*) ديوان "المسلمون قادمون". للشيخ د. يوسف القرضاوي 93- 97.
(1) الطرس: الصحيفة, والكتاب الذي مُحِيَ ثم كُتِب. *ر: المعجم الوسيط 554. (2) نشهد: نرى, نحضُر. *البؤس: الشدة والفقر والتعاسة والشقاء.
(3) زغاريد: ج زَغْرُوْدَة؛ ما ترفع به النساء أصواتهن في الأعراس والأفراح. *الأنس: الأمن والسرور والارتياح؛ ضد الوحشة.
(4) أنات: ج أنة؛ صوت المريض والجريح والمصاب بمصيبة. *ثكالى: ج ثكلى؛ من فقدت ولدها الحبيب. *العِرْسُ: الزوجة.
(5) الزمجرة: الصوت القوي للرعد والأسد. *احتجاج: استنكار؛ عدم الرضى عن الظلم وأي منكر. *الشم: ج أشم, وهو العزيز الأبي.
(6) الصفقة: المَرَّة من عقد البيع بين شخصين أو شركتين. *البخس: الثمن الزهيد القليل والرخيص جدا. (7) المقايضة: مبادلة شيء بشيء وسلعة بسلعة متقاربين في الثمن. *الغبن: الغدر في السلعة أو ثمنها؛ بأن تكون سيئة رديئة, أو بأكثر من حقها وثمنها بكثير. *المكس: الضريبة, الإتاوة.
(8) السنت: جزء من 100 جزء من الدولار الأمريكي. *البنس: جزء من 100 جزء من الجنيه الإيرلندي. *ر: "المعرفة" على الشابكة, بتصرف.
(9) غاصبها: مغتصبها؛ آخذها غصبا ومحتلها. *التعس: الشقاء والبؤس.
(10) الدَّرُّ: الحليب, اللبَن. *التيْس: ذكَر المعز.
(11) الدخَن: أن يتفق أحدهم على شيء وفي نيته نقض الاتفاق والغدر به.
*البيبسي: مشروب غازي أمريكي شهير ضار يسبب هشاشة العظام.
(12) تجوز الأرض: تعبرها؛ تَمُرُّ منها. *التيلكس والفاكس: جهازان تقنيان معروفان لإرسال الرسائل. (13) الوفد: الجماعة الذاهبة إلى شخص أو دولة أو مؤتمر. *مدريد: عاصمة إسبانية, اسمها العربي: "مجريط". *جرسي: نيو جرسي ولاية أمريكية معروفة عاصمتها ترنتون.
(14) تنازل: ترك بعضا من حقه. *وفدنا: الوفد العربي؛ المقصود به وفد فلسطين: برئاسة الرئيس "ياسر عرفات ت 2004م"؛ الذاهب إلى أمريكا - آنذاك- سنة 1993م لتوقيع اتفاقية "السلام" مع اليهود الصهاينة بإشراف رئيس أمريكا"بيل كلينتون"حينها. *بدا: ظهر. *الجس: اللمس باليد.
(15) الخصم: وفد العدو اليهودي الصهيوني. *الجلمود: الصَّخْر.
*اليبس: الخشونة والصلابة وعدم التنازل.
(16) الجدوى: الفائدة والمنفعة. *الصُّم: ج أصم؛ من لا يسمع. *الخُرْس: ج أخرس؛ من لا يستطيع الكلام لعاهة.
(17) امرؤ القيس: أشهر شعراء الجاهلية, اسمه: حجر بن الحارث الكندي (497؟- 540 م؟) ولد بنجد ونشأ فيها برعاية أبيه ملك بني أسد, في ميعة شبابه انصرف إلى اللهو والصيد. بعد أن قتل بنو أسد أباه طلب من بعض قبائل العرب مساعدته للثأر من قتلة أبيه فلم يستجب له أحد؛ فيمَّم شطر القسطنطينية قاصدا قيصرها "يوستنيانس الأول" فأكرم وفادته, وفي طريق رجوعه أصيب بالجُدَرِيِّ فمات في الطريق قرب مدينة "أنقرة" التركية, وله معلقة مشهورة مطلعها:
قِفا نَبْكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ ومنزلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَينَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
اشتُهِر شعره ببراعة الغزل, ودِقَّةِ الوصف. *ر: معجم أعلام المورد, لمنير البعلبكي 65, بتصرف. (18) الورس: نبت أصفر يكون باليمن. *ر: مختار الصحاح, للرازي 480.
(19) تولى: ذهب وانقضى. *عهد: زمان.
*شامير: اسحاق شامير: (1915- 2012م) سياسي وحاكم صهيوني؛ رئيس وزراء دويلة الصهاينة"إسرائيل". ولد في "بولندا", وهاجر إلى "فلسطين" سنة 1935م. انتسب إلى "الجامعة العبرية" ثم هجرها عام 1937 لينضم في العام نفسه إلى عصابة "إيرغون زفاي ليومي" الإرهابية الصهيونية المنشقة عن "هاكانا", ثم "عصابة شتيرن" المتطرفة. اعتقلته سلطة الاحتلال الإنجليزي لفلسطين عام 1946 ونفته إلى "الحبشة؛ إثيوبيا", فهرب منها إلى باريس ليعود إلى فلسطين عام نكبتها واغتصابها من قبل الصهاينة. عمل في جهاز المخابرات"الموساد" الصهيوني من: 1955- 1965م. رأس حكومة الصهاينة أول مرة عام 1983- 1984م, ثم ما بين (1986- 1992م) شارك في بعض المجازر الصهيونية في فلسطين, ودعم المستوطنات الصهيونية, كما قمع الانتفاضة الفلسطينية, ورفض خطط السلام اليهودية الفلسطينية. أصيب في السنوات الأخيرة من عمره بالخرف ؛ فعاش في دار للمسنين حتى نَفَاقِه في 30/6/2012م. *ر: معجم أعلام المورد, للبعلبكي ص: 257, و: "المعرفة" على الشابكة, منهما بتصرف.
(20) رابين: اسحاق رابين (1922م - 1995م): زعيم عسكري وسياسي صهيوني. ولد في مدينة "القدس" زمن الاحتلال البريطاني لفلسطين, ودرس في المدرسة الزراعية اليهودية "كادوري" في "الجليل" وتخرج فيها بامتياز سنة 1940م. *في عام 1941م انتسب إلى منظمة"الهاجاناه" الإرهابية اليهودية.
*عين رئيسا لأركان الجيش الصهيوني سنة 1963م حتى 1968م؛ إذ تقاعد من السلك العسكري ليعمل في السلك السياسي سفيرا للصهاينة في أمريكا. *أصبح رئيس وزراء الكيان الصهيوني الخامس خلفا لـ "غولدا مائير" ما بين (1974- 1977م), سقط سياسيا في الشهور الأخيرة من حكومته؛ بسبب اتهام زوجه باحتفاظها بمبلغ من المال في مصرف أمريكي. *بعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى على الصهاينة "انتفاضة الحجارة"عام 1987أعطى رابين تعليماته لجنوده الصهاينة بكسر عظام المتظاهرين الفلسطينيين؟!!
*كما أنه كان أحد مهندسي ومخططي ومنفذي قرار الحركة الصهيونية بترحيل الفلسطينيين من أراضيهم.
*ثم تولى رئاسة الحكومة الصهيونية من سنة (1992- 1995م) أي: إلى يوم اغتياله.
*كان رئيس الوفد اليهودي الصهيوني لتوقيع "اتفاقية السلام العربية الصهونية" عام 1993م في أمريكا. *حصل رابين مع وزير خارجيته شمعون بيريز على "جائزة نوبل للسلام" عام 1994م ومقاسمة مع ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك.
*في 4/11/1995م اغتاله يهودي يميني متطرف يدعى "إيجال آمير" في مهرجان خطابي مؤيد للسلام في "ميدان ملوك إسرائي؛ ميدان رابين اليوم" من "تل أبيب". *ر: "المعرفة" على الشابكة, معجم أعلام المورد 201, منهما بتصرف.
*عَنْترَةُ بن شَدَّادٍ العبسي: (525- 615م): من أشهر شعراء العصر الجاهلي؛ اشتُهر بشجاعته وفُروسيته وعِزَّته وحبه لمكارم الأخلاق ودعوته إليها في شعره, كما عُرف بحبه لابنة عمه"عبلة". وكان عبدا أسود وله معلقة مشهورة أولها:
هلْ غادَرَ الشُّعراءُ مِن مُتَرَدِّمِ؟ أمْ هلْ عَرفْتَ الدارَ بعدَ تَوَهُّمِ؟
*ومن أقواله الرائعة في غض بصره عن جارته لدى مرورها من أمامه:
وأغُضُّ طَرْفي ما بَدَتْ لي جارَتي حتى يُوَارِي جارتي مأواها
ما بدت: أي: إن بدت.
*ومن أقواله الرائعة في مدح العفة وافتخاره بها وعدم اكتراثه لِعَيبِ الناس له بسواد بشَرَتِه:
لئن أكُ أسْوَدًا فالمِسْكُ لَوْنِي و ما لِسَوَاد جِلدي مِن دَوَاءِ
و لكنْ تَبْعدُ الفَحْشاءُ عنِّي كبُعْدِ الأرضِ عن جَوِّ السَّماءِ
*ر: معجم أعلام المورد للبعلبكي 290 بتصرف, ديوان عنترة العبسي تح أ. محمد سعيد مولوي ص 308, شرح ديوان عنترة للخطيب التبريزي دراسة وفهرسة أ. مجيد طراد ص: 22.
(21) النحس: الشر, طالع السوء؛ الشؤم. (22) أفاع: ج أفعى: الحَيَّة.
(23) ريا: ارتواء واكتفاء من العطش.
(24) يفرط: يقصر ويهمل ويتنازل. *العار: الفضيحة والعيب الكبير.
(25) بحكم: بدولة منقوصة السيادة. *حمى: ظل وسيطرة الصهاينة.
(26) فلا دولته قامت ... : أي: لم تقم له دولة حقيقية كاملة السيادة والتصرف والسلاح, ولم تبق نفسه حرة طليقة تستطيع مقاومة العدو الصهيوني ومجاهدته ومدافعته. (27) أجيال: ج جيل؛ ثلث قرن يتعايش فيه الناس. *ر: الوسيط 150. *الرمس: القبر.
(28) (... فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس ...) بعض آية كريمة من سورة يونس برقم 24, ومعنى: كأن لم تغن بالأمس: بعد أن حُصدت وذهبت اندثرت فكأنها لم توجد ولم تكن قائمة من قبل؟!
(29) أرض النبوات: فلسطين المباركة المقدسة التي بعث فيها كثير من الأنبياء والمرسلين, وكانت مهدا لكثير من الرسالات السماوية. *الكيد والدس: المكر والتدبير الخفي.
(30) اذهبوا وانطلقوا في جهادكم ولا تأبهوا للمتآمرين والخائنين والمتخاذلين ممَّن يزعمون أنهم "إخوانكم المسلمين". *حداد: أشداء أقوياء؛ ج حديد. *البأس: الشدة والقوة.
(31) "حماس": حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية بجناحيها السياسي والعسكري, وهي الحركة المباركة التي أسسها الرجل المجاهد الرباني المبارك الشيخ أحمد ياسين سنة 1982م. *هذه الحركة هي أمل ورجاء الأمة الإسلامية في تحرير فلسطين من غاصبيها؛ فهي طليعة ومقدمة الأيدي المتوضئة التي ستحرر وتطهر القدس وفلسطين والأقصى المبارك
من دنس ورجس هذه الفئة الصهيونية المارقة ومن حالفها ووالاها من خِسَاس ولِئامِ الشرق والغرب. *بارِيَ القوس: كناية عن الاستعداد والجهاد.
(32) الجُلَّى: الأمر العظيم, وهو: الاستعداد للمعركة الكبرى التي سيحرر بها المؤمنون الصادقون فلسطين والقدس والأقصى؛ فهيِّئوا أبناءكم لذلك اليوم الشهيرِ الذي لا يُنسَى؛ لأن الحديثَ الصحيح جاء به كما سيأتي.
(33) البهتان: الكذب والإفك العظيمان؛ الافتراء الكبير: وهو إقامة هذا الكيان دويلته بالقوة واغتصاب الأرض الفلسطينية وإهانة أهلها وكل المسلمين في أنحاء العالم شتى. *الرجس: النَّجَس, وهم الصهاينة ومؤيدوهم من مُتَصَهْيِنَة الأعراب والمسلمين.
(34) تنطق باسمنا الأحجار: أي تنطق أحجار فلسطين وأشجارها بوجود اليهودي الجبان الخانع المختبئ وراءها ليأتي المقاتل المؤمن المسلم فيقتله كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح؛ فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود؛ حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم, هذا يهودي ورائي فاقتله". *صحيح البخاري 594, برقم 2926.
*وفيه أيضا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "تقاتلكم اليهود, فتسلطون عليهم, ثم يقول الحجر: يا مسلم, هذا يهودي ورائي فاقتله". صحيح البخاري 729 برقم 3593, ورواه مسلم باللفظ نفسه ص 1335 برقم 81/ 2921.
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لتقاتلن اليهود, فلتقتلنهم حتى يقول الحجر: يا مسلم, هذا يهودي ورائي, فتعال فاقتله". صحيح مسلم 1334 ورقم 2921. *وفيه أيضا: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود, فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر, فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا
يهودي خلفي, فتعال فاقتله, إلا الغرقد, فإنه من اليهود". صحيح مسلم 1335 ورقم 82/2922. (35) الريب: الشك. (36) الأس: الأساس.
(37) الجنس: شهوة الفرج المحرمة؛ الزنا. (38) منهج الإسلام: طريقه الواضح. *إذ يضحي ... : في كل وقت.
(39) يفكر كابن خلدون: يدرس علم الاجتماع الذي أسسه ذلك العالم والمؤرخ الفذ.
وابن خلدون هو: عبد الرحمن بن محمد (732- 808هـ): مؤرخ وفيلسوف مسلم عربي. ولد ونشأ في تونس. ارتحل إلى مصر وتولى بها قضاء المالكية. يعد واحدا من أهم المفكرين والفلاسفة العالميين في كل العصور, كما يعد واضع ومؤسس "علم الاجتماع" من خلال كتابه "المقدمة" الذي جعله مقدمة لتاريخه الكبيرالذي أسماه: "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر". وقد سمى عِلمَ الاجتماع "عِلمَ العُمْرانِ". *بتصرف من: معجم أعلام المورد ص: 23.
*وفي اليد سيف بيبرس: أي يكون قويا, ويُصَنِّع الصناعات المدنية والعسكرية. وقد سمعت من شيخنا صاحب القصيدة أبي عبد الله القرضاوي وهو يفسر قول الله تعالى من سورة الحديد: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس)- سمعته يقول - لله دره- مذ زهاء ثلث قرن في شريط عنوانه: "الصحوة الإسلامية آمالنا فيها ومخاوفنا عليها" يقول في تفسيرها ما معناه: "البأس الشديد هو الصناعات العسكرية, والمنافع للناس: الصناعات المدنية؛ فيجب على المسلمين كي يكونوا مسلمين حقا ويتقدموا أن يقوموا بكلتا الصناعتين".
*بيبرس: هو القائد والحاكم المسلم البطل المغوار الملك الظاهر ركن الدين بيبرس (620- 676هـ): أعظم سلاطين المماليك في مصر, والمؤسس الحقيقي لدولتهم, ومن أبرز أبطال الإسلام في تاريخه كله.
*قاتل الصليبيين, وأنزل بالمغول هزيمة ساحقة في "موقعة عين جالوت" الشهيرة عام 658هـ التي صدتهم وأوقفت تمددهم وتوسعهم. *ر: معجم أعلام المورد للبعلبكي 278 بتصرف.
(40) الرشاش: السلاح المعروف بندقية "الكلاشينكوف" وما يشبهها للدفاع عن الأرض والعرض والدين. *خدني: صاحبي؛ فالخدن هو الصاحب والرفيق. دربه القدسي: طريقه الطاهر, وجهاده المشروع الواجب. (41) حمما: ج حُمَمَةٍ: الفحم والرماد وكل ما احترق من النار. *ر: المعجم الوسيط 200. والمعنى العام المقصود هو: أن المسلم الحق يجاهد في سبيل الله فيستعمل السلاح ويطلقه ويتحصن بآية الكرسي وغيرها من الأذكار؛ فلا يكتفي بالمعوذات والأذكار لدفع أعدائه وتحرير أوطانه ومقدساته؛ بل يفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بدر خرج بسلاحه وعتاده وجيشه ودعا الله تعالى وتضرع إليه ليلة كاملة لينصره وصحبه.
(42) يرتاع ويوجل: يخاف ويفزع. (43) تدنيه: تقربه. *الفردوس: أعلى درجة في الجنة؛ قال سيدنا وحبيبنا وقائدنا إلى الأبد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة, وفوقه عرش الرحمن, ومنه تفجر أنهار الجنة". رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة. صحيح البخاري 1497, برقم 7423.
(44) مضطرب النفس: مشوشها وقلقها؛ مريضا نفسيا, خاويا فارغا تافها.
(45) الجبس: الجص؛ من مواد البناء, وهو خام من كبريتات الكالسيوم المهدرتة. *المعجم الوسيط 105.
(46) مصروع الشيطان: الذي صرعه مَسُّ الشيطان. *تخبطه من المسِّ:
أصابه الشيطان بشيء من الجُنون, والمس: الجنون. *المعجم الوسيط 216. (47) تُرسي: ترسو؛ تستقر وتقف.
(48) معلية الجرس: مرفوعة الصوت والنغمة والإيقاع.
(49) الصحف الخمس للتوراة: هي أسفارها الخمسة المعروفة, وهي:
1- سِفْر التكوين. 2- سفر الخُروج. 3- سفر اللاويين, أو: الأحبار.
4- سفر تثنية الاشتِراع. 5- سفر العدد. *ر: موسوعة الأديان الميسرة لنخبة مؤلفين 301- 302, كاتب المقالة: د. أسعد السحمراني.
(50) التلمود: هو كتاب اليهود الثاني بعد التوراة؛ ويتضمن مجموعة الشرائع اليهودية الشفوية مع تفاسير أحبارهم وحاخاماتهم.
والتلمود قسمان: 1- "المشنة" ويعني: النص. 2- "الجمارة": ومعناه: التفسير مع تكملة النص. ومن الجدير بالذكر: أن التلمود كتب في فلسطين وبابل في القرنين 5 و 6 م, لكن تلمود بابل هو المعتمد. وكلمة "تلمود": آرامية من العبرية وهي تعني: "تعلم". *عن: الموسوعة العربية الميسرة, لنخبة مؤلفين مصريين, 1/543 بتصرف.
*تزكية الجنس: إعلاء شأن اليهود ومدحهم وعنصريتهم لجنسهم ونازيتهم؛ بزعمهم أنهم "شعب الله المختار؟!".
(51) التحريف: التغيير. *الطمس: التشويه والاندثار؛ قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون*). الحجر 9. (52) الحدس: التخمين والظن.
(53) موئلنا: ملجؤنا وملاذنا الوحيد. *البرهان: الدليل الواضح.
(54) الوسطى: العروة الوسطى القوية؛ التي من استمسك بها يفلح. *الشطط: مجاوزة الحد والاعتدال؛ الإفراط. *الوكس: النقص, التفريط والتقصير في الحقوق والواجبات.
(55) ننتمي: ننتسب. *نلوذ: نلجأ ونحتمي. *تميم وقيس: قبيلتان عربيتان.
(56) عزل: ج أعزل؛ الشخص غير المُسَلَّح. أي: نحن العرب والترك والفرس والأمازيغ والكرد ... بغير الإسلام ضعاف ولا قيمة لنا, وكما قال: شيخنا صاحب القصيدة الشيخ يوسف القرضاوي: "العرب بالإسلام كل شيء, وبغير الإسلام لا شيء", وكما قال الشيخ الجليل العلامة أبو الحسن الندوي: "العرب بغير الإسلام كبحر العَرُوضِ؛ بحر بلا ماء؟!"؛ أي هم بغير الإسلام وهم وخيال ولا شيء. "سمعتها منه بدبي في كلمته بحفل تكريمه شخصية العام الإسلامية عام 1419هـ - 1998م".
مراجع القصيدة وشرحها
1- الموسوعة القرآنية الميسرة ومعها التفسير الوجيز, د. وهبة الزحيلي وآخرون. ط10, دار الفكر- دمشق, 1432هـ - 2011م.
2- ديوان "المسلمون قادمون" للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي, ط 1 دار الوفاء المنصورة 1414هـ - 1994م.
3- صحيح البخاري. لمحمد بن إسماعيل البخاري ت 256هـ. تحقيق و تخريج أحمد زهوة وأحمد عناية. ط 1 ؟ دار الكتاب العربي - بيروت, 1432هـ - 2011م.
4- صحيح مسلم. للإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ت 261هـ. تحقيق أبي قتيبة نظر محمد الفريابي, ط1 دار طيبة الرياض, 1427هـ - 2006م.
5- معجم أعلام المورد. منير البعلبكي ت 1992م. ط 1, دار العلم للملايين- بيروت, 1992م.
6- الأعلام, لخير الدين بن محمود الزركلي ت 1396هـ. ط 15, دار العلم للملايين - بيروت, 2002م.
7- الموسوعة العربية الميسرة. لنخبة مؤلفين مصريين بإشراف د. محمد شفيق غربال ط 2, دار نهضة لبنان - بيروت, 1407هـ - 1987م.
8- موسوعة الأديان الميسرة, لنخبة مؤلفين. ط1, دار النفائس - بيروت, 1422هـ - 2001م.
9- المعجم الوسيط. لنخبة من أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة, ط 2, القاهرة, 1392هـ - 1972م.
10- مختار الصحاح, لأبي بكر محمد بن شمس الدين الرازي. اعتناء د. أيمن عبد الرزاق الشوا ط 1, دار الفيحاء - دمشق , دار المنهل ناشرون -دمشق, 1431هـ - 2010م.
11- ديوان عنترة تحقيق ودراسة أ. محمد سعيد مولوي؛ رسالة ماجستير, نال بها الباحث "درجة الماجستير" من "كلية الآداب - جامعة القاهرة" في اللغة العربية وآدابها بتقدير "ممتاز" في آب/1964م, وهي دراسة علمية محققة على ست نسخ مخطوطة. ط ؟ المكتب الإسلامي بيروت دون تاريخ طبع لكن المقدمة كتبت في 15/6/1390هـ - 17/8/1970م.
12- شرح ديوان عنترة, للخطيب التبريزي تع وفهرسة أ. مجيد طراد سلسلة "شعراؤنا", ط1دار الكتاب العربي - بيروت, 1412هـ - 1992م.
13- موقع "المعرفة" على الشابكة.
وسوم: العدد 895