لا خيرَ في أُمّة تَسْلو مُعلّمَها
بِكُم لقيتُ الوفا يا صفوَ إخواني=مِن بعدِ غُربتِنا في عصرنِا الجاني
لطالما مَـرَّتِ الأيامُ مُقْـفـرةً=من الوفاء، فـيا لـَلَـهِ لِلعاني
وكم حننْتُ إلى دوحٍ يُظلّلني=من الهجيرِ، فكنتم خيرَ بُستانِ
إنّ الحياةَ بلا خِلٍّ نخالِطُهُ=مِثلُ الجحيمِ، فنصلى حرّ نيرانِ
بكم دخلتُ رياض الأُنْسِ مُنْتشياً=فأنتم الطيبُ مِن وَردٍ وريحانِ
يجزيكمُ اللهُ عنّي كُلَّ عارفةٍ=أهلَ الوفاءِ، فإحسانٌ بإحسانِ
فإن ذكرتم لنا جهداً ومكرمةً=فَطِيبُ ما في الثرى بُشرى لجنّانِ
لولا جهودُ تلاميذٍ لنا نُجُبٍ=لَما رأينا لهذا العِلْمِ من جان
أنتم رفعْتم لهذا العِلمِ رايتَهُ=أنتم أشدْتم بأستاذٍ لكم بانِ
فعلّموا الناسَ أن العلمَ حارسُهُ=جُهدُ المعلّم في سِرٍّ وإعلانِ
بل إنّه صانعُ الأجيالِ قاطبةً=وهو المنارُ لفتيانٍ وشُبّانِ
وقد أقام لدنيانا حضارتها=وحارب الجهل حرب المعتدي الجاني
فـلـيـته نال تـقـديراً وتكرمةً=عند الورى فيلاقي خيرَ عِرفانِ
لكنّه ذاق أنواعـاً منوّعـةً=من الجحودِ ومِن قيدٍ وطُغْيانِ
لا خيرَ في أمّةٍ تسلو معلّمَها=فَينْقضي العمْرُ في بؤسٍ وحِرمانِ
أُعيذكم أيّها الأبرارُ مِن سَفَهٍ=فأنتمُ قادةٌ في كلّ ميدانِ
وأنتمُ اليومَ لحنٌ راح يعزفُهُ=قلبي المحبُّ لكم، يا حُلْو ألحاني
بل أنتمُ اليومَ سِفْر مِن مفاخِرِنا=وأنتمُ اليومَ من أركانِ أوطاني
وها هو الوطن المحزون منتظرٌ=يستصرخ الصّيدَ من أبناءِ عدنانِ
أوطاننا يئستْ من كُلِّ قادتنِا=فليس معتصمٌ فيهم لعدوانِ
هيّا لننقذَ أقصانا وموطنَنا=من العُداةِ ومن أطماعِ شيطانِ
وهل نحقّقُ آمالاً تراودُنا=ونحن نلقى العِدا من غير قرآنِ؟!
إن ننصر ِاللهَ ينصرْنا فلا تهنوا=وحققوا أملاً يا جُندَ رحمانِ