جبروتٌ وسطوةٌ واعتداءُ=وعُلُوٌّ في الأرضِ واستهزاءُ
يومَ نُودوا إلى الهدى ، فتصدَّتْ=للمنادين فيهُمُ الكبرياءُ
وتمادوا، ما للشقيِّ سوى الصَّدِّ ...=... عن الحقِّ غرَّه استعلاءُ
هكذا ينشأُ الطغاةُ ، وهذا=ملعبُ الإثمِ أهلُه الأشقياءُ
في سفين الغرورِ أبحرتِ الأنفُسُ ...=... نشوى ، لكنَّها بلهاءُ
ماتعدَّتْ أحداقُهم غبشَ الوهمِ ...=... فتاهتْ في الظلمةِ الخُيَلاءُ
ربَّ طاغٍ أغوتْهُ شهوةُ نفسٍ=فجَّرتْها لضعفِها الأهواءُ
وخسيسٍ لم يدرِ ما قيمُ الرِّفعةِ ...=... يُحيي سلوكَها الأكفاءُ
بُلِيَ العصرُ بالجُناةِ ، فبئسُ العيشُ ...=... في العصرِ كلُّه إيذاءُ !!
في وجوهٍ قبيحةٍ ، وقلوبٍ=في المبرَّاتِ عينُها عمياءُ
لاترى الخيرَ للأنامِ فلا يُرجَى ...=... ببستانِ عصرِها نعماءُ
والعناوينُ للحضارةِ فيه=لوعةٌ ـ ويكَ ـ مُرَّةٌ و بكاءُ
وشقاءٌ يلفُّ هذي البرايا=وبلاءٌ مؤجَّجٌ و دماءُ
وصواريخُ من يَدَيْ أمريكا=وحصارٌ من أمِّها وازدراءُ
بئسَ ديمقراطيةُ الغربِ أذكتْ=جمرَ أحقادِهم فماتَ الهناءُ
لهفَ نفسي ! والمسلمون حيارى=أو سكارى أذلًَّةٌ ضعفاءُ !!
غرَّهم مرجفٌ ، وآخرُ يهذي=بالسَّخافاتِ ، والسَّخافةُ داءُ
يتبنَّاها المفلسون ، فتمشي=بالرزيَّاتِ ... رِجلُها عرجاءُ
لن يفرُّوا من القضاءِ وهاقد=جاء للفصلِ في الحياةِ القضاءُ
لن يظلَّ الطغيانُ وهْوَ مَهينٌ=تتعالى طبولُه الجوفاءُ
تلك أوداجُه اعتراها ذبولٌ=وحواليه مَنْ له قد أساؤوا
صفَّقوا مَرَّةً ، وصاحوا وغنُّوا=وتلاشى تصفيرُهم والعواءُ
وتدورُ الأيامُ في العصرِ حُبلى=وسيأتي بعدَ الظلامِ الضياءُ
يلدُ العصرُ شأنُه ما تخلَّى=عنه مولودُه الجليلُ الهـناءُ
ربِّ أدركْ بسابقِ الفضلِ قومي=وأجرْهم ، فقد تمادى العناءُ
واشمخرَّ الأعداءُ ظلما وجورا=واستُبيحتْ ياربَّنا الغراءُ
وذوو الحقِّ ــ ربَّنا ــ في ثباتٍ=لم تُخفْهم مكيدةٌ خرساءُ
وتطيبُ الجراحُ في ظلِّ دينٍ=بشَّرتْ في الورى به الأنبياءُ
وسنبقى جنودَه لانبالي=بالعذاباتِ ، والقلوبُ فداءُ