فدعيها، واذكري دوماً بلاط الشهداء
أي نور يغمر الأرض بإشعاع السماء=من ربى مكة ينساب ومن غار حراء !!
مشعل يخترق الظلمة قدسي السناء=رائع الومض، غزير النبع، علوي البهاء..
قد كسا المشرق بعد العري ثوباً من ضياء= وحبا المغرب-بعد الليل-فجراً ذو رواء !
إنه مشعلنا الخالد ينبوع الهناء= قد حملناه بإيمان، وسرنا في مضاء !
ما رفعناه لحرق، ما زحفنا لإعتداء= بل لإرشاد الحيارى ، ولهدي الجهلاء !
والتقينا يا فرنسا في بلاط الشهداء !=قد حملنا لدجانتك بالأمس الصباحا
فأبى ليلك أن يترك للنور البطاحا= وأردت الحرب بغياً،فأردناها كفاحا
وجهاداً يهب العمي رشاداً وصلاحا= فقلاع الليل تندك إذا ما الفجر لاحا !
* * *=* * *
يا فرنسا مرغي في الوحل ثوب الخيلاء= قد وعى التاريخ أصداء بلاط الشهداء
اسمعي وقع خطانا وأهازيج اللقاء= وانظري ذا جيشنا الظافر خفاق اللواء !
واذكري السين وقد فاض بسيل من دماء= مزبداً قد ضاق بأشلاء بنيه الجبناء
ساقهم مثل بغاث الطير سوقاً للفناء= نسرنا الجبار، وانقض عليهم كالقضاء..
غافقي المجد وفي وثبة عز واباء= راعت الموت طويلاً، ثم زفت للفداء !
* * *=* * *
في بلادي، مهبط الوحي، ومهد الأنبياء= موئل العز ومغنى الرحماء الأقوياء !
إن يكن ران على جبهتها صمت السماء= فانبلاج الفجر عن مقلتها ليس بنائي !
بين صخر الضيم، والظلم، وأشواك الشقاء=لاح درب النصر بسام الذرى عذب النداء !
وشدا المجد " هلموا فهنا ري الظماء= "فأجاب الصيد " ويل للغزاة الدخلاء !"
يا فرنسا إن آمالك وهم لانقضاء= إنها أحلام مهووس، طعين الكبرياء