الشَّاهدُ القرآنُ لا الدهماءُ = والحقُّ يُعلي شأنَه الفضلاءُ
والسُّنَّةُ الغرَّاءُ ما ألوى بهـا = حقدٌ طغى ، أو غُمَّةٌ دكناءُ
أو هؤلاء المرجفون فما وَهَتْ = شامٌ برغم الكربِ أو زوراءُ
مازالَ للإسلامِ مايُرجى إلى = بذل النفوسِ وهزَّها استهزاءُ
مَن قالَ إن عُتُوَّهم أودى به = وطوتْـهُ مابين الورى الضَّرَّاءُ !
فمقولةُ الأعمى تفاهةُ حاقدٍ = لـم يَدْرِ ما الإسلامُ ما النُّجباءُ !
هو زادُ ــ أمتِنا التي هبَّتْ إلى = صوتِ المنادي حثَّهـا ــ والماءُ
هيهاتَ أن تحيا بغيرِ شريعةٍ = فهي المنى ، والفطرةُ البيضاءُ
للفتنة الكبرى اليهودُ استعذبوا = أفعالَ سوءٍ مالهُنَّ غطاءُ
هـم حرَّضوا ذاك اللئيمَ إذِ انبرى = يهذي لهم ويصفقُ السُّفهاءُ
وهم الذين استثمروا بنسائهم = نُخَبًـا لهم قادتْهُمُ الأهواءُ
بالمالِ قد ملكوا قلوبَ أسافلٍ = لا الدينُ يردهـم ولا العلياءُ
جُرُّوا إلى فتنٍ بماسونيَّةٍ = ملعونةٍ فيهـا الأذى والدَّاءُ
قد نفَّذوا أمرَ السَّفاهةِ والهوى = وتلاقت الأفعالُ والآراءُ
هي عصبةٌ مأفونةٌ مـا أعقبتْ = إلا التبابَ ، فَخِسَّةٌ و عَداءُ
راموا لأهلِ الأرضِ شرًّا ما جرى = لولاهُـمُ ، فَلِذِا الفسادِ وعـاءُ
قد حاربوا قيمَ النُّبُوَّةِ إنه = مرضٌ وليس لحامليه دواءُ
وقفوا بوجـهِ الأنبياءِ ولم يكن = للكافرين إلى الهدى إصغاءُ
وترفقتْ بهم النُّبُوَّاتُ التي = فيها النَّبِيُّون الأُلى شفعاءُ
لكنَّهم صدُّوا وأمعنَ غيُّهم = ولهم لهديِ مُحَمَّدٍ إيذاءُ
قد حاولوا قتلا ، ودافوا سمَّهم = للمصطفى وتآمروا وأساؤوا
فأذاقهم ربُّ الأنامِ عقوبةً = تبقى ليومِ الفصلِ وَهْـوَ جزاءُ
غضبَ الإلهُ عليهِمُ إذ أنهم = غرَّتْهم الأموالُ والخيلاءُ
والناسُ أجناسٌ وشرُّهُمُ الذي = أفعالُه يوم الحسابِ هباءُ
هيهاتَ أن يثقَ الورى بوعودِهم = فالنقضُ فيهم صفحة سوداءُ
لكنَّها الأقدارُ لا تُبقي لهم = أثرًا ويطوي وجهَهم إدجاءُ
ستزولُ إسرائيلُ مهما عربدت = كبرى القُوى واستأسدَ الجبناءُ
فزوالُهـا آتٍ وليس بمنقضٍ = وحيٌ أتى ، وستخبرُ الأنباءُ
إذ يومَ يختبئُ اليهودُ أذلَّةً = خلف الحجارة مالهم نصراءُ
أو خلف غرقدِهم قد اخضرَّت به = جملٌ لهــا سِرٌّ بــدا و رُواءُ
وكلاهما دَلاَّ جنودَ مُحَمَّدٍ = أنَّ اليهودَ وراءَنا قد جاؤوا
والويل يومئذٍ لهم لن يفلتوا = من صفعةٍ : ريــحٌ بها عجفاءُ
هذا مصيرُ الآثمين ومَنْ طغوا = في الأرضِ كِبرًا إنَّهم خبثاءُ
إنَّ اليهودَ حثالةُ الأممِ التي = كفرتْ فعينُ دليلهم عمياءُ