( قيم الإسلام في واحة الإخاء كلأتها رحمة الله بعباده ، وانبثقت عنها مدارج السلوك الإنساني الكريم ، يتفيأ ظلالها الوارفات الصالحون من أبناء أمتنا الإسلامية المجيدة . فَتُسَخَّرُ انبجاساتُها لسقي الأماكن التي نال منها التصحر ، فتراها تهتز وتنبت جذورها وتمرع أغصانها وتتدلى ثمراتُها عطاءً يفرِّج الكربات ، وحباءً يجدد في نفوس شرائح الفاقات المحبة والتقدير لمَن اختصهم الله لمنافع العباد ... وتلك حال أبناء الأمة بشكل عام ــ ولله الحمد ــ وقد وجدناها في أبناء مدينتنا المنكوبة : ( ديرالزور ) . فالكثير شمروا عن سواعد التعاون ، والكثير مُدَّتْ مروءتهم لنجدة غيرهم في العديد من الكربات وليس ذلك ببعيد عن إخوة رباهم الإسلام ، وزيَّنتهم قيمه الغالية ، ولعل الأخ الفاضل / حسان دعيجي واحد من أولئك الذين إذا نودوا للملمات ، أجابوها بقولهم : لبيك ... فإلى الأخ الودود / حسان دعيجي ... حفظه الله ... ابن ديرالزور بلد المآثر تحية وتقدير من خلال هذه الأبيات :
سَلِمَتْ يَدَاكَ ، وفازَ وَعْيُ الماهِرِ=وَ نَفَتْ رُؤَاهُ سرابَ وَهْمِ الحائِرِ
والخيرُ فطرةُ مؤمنٍ و مُوَفَّقٍ=في بذلِ أحلى صورةٍ للنَّـاظِرِ
فَاسْلَمْ أخا الدَّير الحبيبةِ إنها=دَفَعَتْ هواجِسَ عن فؤادِ الحاذِرِ
مَن جاءَ بالمعروفِ أُكرمَ شأنُه=من ربِّ خَلْقٍ للبرايا قادرِ
ما كلُّ مَنْ بيديْهِ قدرتُه على=فعلٍ يفوزُ ببذلِها بمآثِرِ
إذْ أنَّ صِيْتَ الفوزِ يبقَى للفتى=عرفَ الصَّوابَ ، و ردَّ رأيَ العاثرِ
وأزالَ أوهامَ الذين تقاعسوا=عن نيلِ حُلوِ جنى الثوابِ الوافرِ
وسعى بهمته الكريمةِ واثقًا=ورأيْتَهُ في السَّعيِ خيرَ مُبادرِ
ونأى بهذا الفضلِ عن خَطَلِ الهوى=ورنا بعينِ أخي الوفاءِ الطاهرِ
والسَّعيُ بالإيثارِ نُبلُ تَصَرُّفٍ=يُؤْتَى مُؤدِّيهِ ثوابَ الذَّاكرِ
بشراكَ ياحسانُ لم تنسَ الوفا=لَمَّـا أَتيْتَ به بوجـهٍ زاهِرِ
و رعاك ربُّ العرشِ في عليائِه=من كلِّ شـرٍّ أو طريقٍ عاثرِ
و حباكَ بالخيرِ العميمِ ، ولم تَزَلْ=في ظلِّ عافيةٍ و روضِ أزاهرِ
فالدَّيرُ من أرضِ الشآمِ مكانها =روضٌ لكلِّ فضائلٍ ومفاخرِ
بلد الأفاضلِ والرجالِ أُولي الحِجَى=من عالِمٍ ، ومُفكِّرٍ ، أو شاعرِ
بلد المحبةِ والإخاءُ رسالةٌ=لم نفتقدْهـا في الفؤادِ العامرِ
بوركْتَ في زمنٍ تنوءُ به النُّهى=إنْ أُثقِلَتْ بفسادِه المُتَقَاطرِ
لكنْ مَنِ ائتَزَرَتْ خُطاهُ برفعةٍ=وامتارَ من آفاقِها بالفاخِرِ
وَجَدَ احترامَ النَّاسِ في غدواتِه=في أوَّلِ العملِ الكريمِ و آخِرِ
و تَحِيَّةٌ ... منِّي إِليكَ جميلةٌ=فيها وثيقُ محبَّةٍ و أواصِرِ
تُنمَى لديرالزورِ كلُّ فِعــالِنــا= تلك التي هلَّتْ بطيب الخاطرِ
فيها يــدُ المعروفِ مازالت على= عهدِ العقيدةِ والحُـداءِ الباهــرِ
ماردَّها زمنُ التجافي والهوى= أو عاقهــا كيدُ الدَّعـيِّ الماكرِ
قيم بعصر الناسِ إسلاميةٌ= تُعنَى بنهج مآثرٍ وأواصرِ
والطيِّبُون بها تفوز ركابُهم= بالسَّبقِ في الدنيا بخيرِ بشائرِ