أيطفئُ الشمسَ في عليائِها قزمُ = أم يحجبُ النورَ في آفاقه سَخمُ
ما بالُ أعمى على الأنوارِ نِقمَتُه = ضلَّ الطريقَ وفيه الحمقُ والسقمُ
ما بال ألعوبةَ الشيطان يملؤُها = جمرُ الضغينةِ بالأحقاد تضطرمُ
ما بال أحقرهم و الوحلُ يغمرهُ = يقول أين الذي تسمو به القممُ
يُثني العزيزُ وهذا الغِرُّ ينكرهُ = يردَّ في القول والقهار منتقمُ
قد جاءوا جرماً تعاظمَ أن نردِّدَهُ = شُلت قواهم لما قالوا وما رسموا
تنؤُ من حمله ِأرضٌ وما حملت= وفوقها السبعُ والأملاكُ والقلمُ
ليت القريضَ له نارٌ تقاذَفَها=ريحُ العذابِ فترمي شؤمَها إرم ُ
فدتهُ أرواحُنا لا شِيك من قدم ٍ= ولا يُسيئُ له من فِيهِمُ نسم ُ
فهو الحبيبُ الذي في كل ما نَفَسٍ= يزدادُ حباً له الأرواحُ تبتسمُ
فكان في عالم الأرواح يُبهجها =وبعدها عالم الأبدان يحتكمُ
فهو الذي في مرايا الكون يملأها = نوراً تُلألؤُه الآياتُ والحِكمُ
فقلبه ثبَّت الدنيا إذ اضطربت =وحضنهُ رحمةٌ يخبو لها الألمُ
كم مِنةٍ مِنهُ بعد اللهِ تغمرنا=تزيدُ في عدِّها الآلاءُ والنعمُ
فديته أبداً قد حل أُحجِيةً =ظلّت ضلالاتُها في الدهر تحتدمُ
وأرَّق الجهلَ والشيطانَ في سكنٍ=وأيأس الشركَ أن يرقى له صنمُ
وأرهب الدنسَ المغشيِّ في قذرٍ=مع الخفافيش يشقى، دهرُهُ الظلمُ
مخلَّدٌ حبُّهُ لا عاش شانئُهُ=وطيَّب الكونَ ذكرٌ كلُّهُ كرمُ
ينسى الورى بؤسَهم في قرب روضته=يستضيئ لهم من نوره الحرمُ
تزيد أعداد من لبوا لدعوته= وسابق العربَ فيه السودُ و العجمُ
تبثٌّ أرواحُهم للروح لوعتها = وتحكي الشوقَ لما يعجز الكلمُ
رويدك..العقل ينفي ما نعقت به=لكنه الحبُ يَطغَى سيلهُ العرمُ
حمرَ الخنازيرِ سلهم عن معارفهم =هل يعرفوا غير ما قد تشتهي البَهَمُ
تصدروا الناس فانقلبت سجيتهم = تمشي الرؤوسُ ويحكي الذيلُ والقدمُ
فكان في سيرهم عنتٌ يعذبُهم = وكانت أسماعهم عن سُعدهم صممُ
فمدَّ خيرُ الورى كفاً لينقذهم = فكان في ردِّهم اللؤمُ والندمُ
فليتهم سكتوا في قعرهم كمداً =حتى يجئَ إلى إخمادهم عدمُ
لاثوا الحقيقة فانبلجت فوارسُها = تهب في نصرةٍ, فيها لهم قسمُ
الحلم يأتي على الجُهالِ مكرمةً= لكنه جاء فيهم وابلٌ هَدِمُ
يروعهم أنهم في قبضةٍ غَضِبت= لله إن شاءَ يمحقهم و ينتقمُ