ومن غالى وسبَّ الله جهراً =وأسرف صار خنزيراً وقردا
- ومن سبَّ النبي وقال نُكْراً=وأسرف صار خنزيراً وقردا
- ومن سبَّ النبي وقال جَهْراً=مصراً صار خنزيراً وقردا
القضية الآن شتم النبي صلى الله عليه وسلم
مضى عمري وما أحصيه عدا=يروح ويغتدي غياً ورشدا
سراعاً سافرت فيه الليالي=تعاقب مَرُّها شوكاً ووردا
فلم أخدع بها والسعد فيها=يشد الناس للنعماء شدا
ولم أجزع وقد عصفت وآذت=وهل للمرء عمَّا ساء معدى
وما الدنيا وإن طالت وطابت=سوى سِنَةٍ مضت برقاً ورعدا
وكانت مثل آل في قفار=تلألأ ظنه المغرور وِرْدا
إذا جاء الضحى كفاً وهوباً=أتى الإمساء في عجل فأكدى
وقد تعطيك سعداً في سراها=يجيء صفاؤه جزلاً مندَّى
ولكن السعود الحق نعمى=حباها الله للأبرار ودا
فجئه فتىً نقيّاً أخلصته=عزيمة فارس قد صان عهداً
وجئه بالصنائع لا التمني=يجئك بأنعم أهدى وأجدى
ولذ بالله في يسر وعسر=ستقضي العمر محبوراً وجلدا
* * *=* * *
وإني بعد أن جُبْتُ الليالي=تجيء مرارةً وتجيء شهدا
وجربت الدنا شرقاً وغرباً =وجربت الورى شِيباً ومردا
وبُلِّغْتُ الثمانين اللواتي=حبتني من مواعظها الأسدا
أقول ويشهد الرحمن أني=جعلت الصدق لي قلباً وبُرْدا
هي الدنيا محببة ولكن=رأيت بيسرها تِرَةً وإدّا
ولم أر مثل لطف الله لطفاً=ولم أر مثل رفد الله رفدا
ولم أر مثل غوث الله غوثاً =ولم أر مثل جند الله جندا
ولم أر قط كالإصرار مُهراً =ولم أر قط كالإحجام قيدا
ولا مثل التفاؤل سعي حر =يجوب الأرض أغواراً ونجدا
ولا مثل التشاؤم من أذاة =تكون بسُمِّها للمرء وأدا
* * *=* * *
ألا يا مؤمناً يرجو ويخشى =هو الإيمان وعد جلَّ وعدا
به تلقى الحياة على أذاها =وفيك الصبر عزم قد تحدى
فكن صقراً وسيفاً تَعْلُ قدراً =وترفع في ذرا الجوزاء بندا
ويأبى الصقر إلا النجم داراً =ويأبى السيف إلا السلَّ غمدا
* * *=* * *
وإن أبصرت طاغوتاً تمادى=وأسرف في المظالم واستبدا
تذكر قدرة الرحمن واعلم=بأن الله أمهله رويدا
ستطويه المقادير اللواتي =طوت من قبله باغين لُدّا
تأملهم تجدهم بعد كبر =وقد حصدتهم الأيام حصدا
فهذا غارق في البحر يطغى=وهذا قصره قد صار لحدا
وهذا صحبه اغتالوه غدرا =وهذا مثل قارون تردى
ومن كان المحال لديه صيداً =غدا للفسل والأنذال صيدا
سل التاريخ عنهم سوف تلقى =إجابته مفصَّلة وحشدا
لقد هلكوا وظل الحق نضراً =ونصرا عادلا وشذا ورأدا
وجل الله يرصد كل شيء =فيحبو تارة ويكيد كيدا
* * *=* * *
تذكر هذه الدنيا ارتحال =وكل سوف يأتي الله فردا
وكل يبتغي فوزاً مبيناً =يَسُرُّ أصادقاً ويغيظ ضدا
وأبقى الفوز في الفردوس دار=ورؤية ربنا بدراً تبدى