أُحبُّ هذا الثَّرى
25كانون22014
شريف قاسم
شريف قاسم
من كُوَّةِ الألمِ السَّاجي قد وطوَّفتْ في رؤاها العينُ دامعةً وباتَ ينشدُ في ديجورِ محنتِه سإذْ تلفحُ الوطنَ المكلومَ عاصفةٌ وبارقُ الأملِ الَّلمَّـاحُ في مقلي * * * قالوا : الفراتُ . ألم تنشأْ بأربُعِه وتشربُ الماءَ صفوًا من تمايُسِه كم عانقتْ نفحاتُ الدَّيرِ في حلبٍ أما سعيتَ على شطِّ الفراتِ ، وفي ألم تجدْ مُتَعًـا روحيَّةً ، وهدىً ومن نسائِمِه كحَّلْتَها هُدُبًـا وشنَّفَ الأُذْنَ صوتُ الفجرِ مبتهجًا فقلتُ : إنِّي لديرالزورِ مرتهنٌ منها جنى أعذبَ التَّحنانِ أطيبَه لايحملُ الحقدَ إلا ظالمٌ أشِرٌ وفي الشَّآمِ التي انداحتْ فضائلُها طابتْ لأُمَّتِنا عبرَ العصورِ ، وفي وحبُّ أوطانِنا الإسلامُ حبَّبَه وليس تُنسَى ولن تبلى محامدُها قد فتَّقَ الوجعَ المسعورَ في كبدي وجئتُ طيبةَ مشغوفًا بروضتِها حتى إذا لاحت (الخضراءُ ) في مقلي وقلتُ هذي ملاذُ الروحِ فابتهجي أتيتُها وهواها بينَ أوردتي وإنَّه الحبُّ للهادي وعترتِه سِرّ الحبرِ بقلبي فاضَ قافيةً وحبُّ ساكنِها في القلبِ خلَّده قد ارتوى قلمي من غضِّ روضتِه كلُّ القصائدِ من إيحاءِ ماوهبتْ أُحبُّ هذا الثرى ، أهوى بحرَّتِه وأفتدي بحياتي سِفرَ دعوتِه هذا المدى عطَّرتْهُ بالشَّذا قَدَمٌ وأهلُه خيرةٌ من خيرةٍ ، ولهم ولن يُضاموا فهم جيرانُ مَن شهدتْ قد اصطفاهُ الذي تُرجَى مواهبُه لاتعجَبَنَّ إذا سارَ القريضُ إلى وكلُّ مدحٍ لغيرِ المصطفى عبثٌ خيرُ النَّبيِّين مَن هلَّتْ بدعوتِه مُحَمَّدٌ صفوةُ الأبرارِ ، زينتُهُم حبيبُنا ذو المزايا جلَّ خالقُه وعاشَ بَـرًّا رحيمًا بين أُمَّتِه بنورِ شِرعته عشنا مفاخرَنا والفتحُ في وجهِه شمسٌ فما تركتْ حديثُ كلِّ دواويني لدعوتِه ياربِّ فافتحْ لنا أبوابَ توبتِنا وامننْ علينا بتوحيدٍ به خلصتْ إنَّا لنرقُبُ فتحًـا منك ريِّقُه | اتَّقَدَاأرى الرجاءَ بليلِ النَّازلاتِ فبالأحبَّةِ شوقُ القلبِ مازهدَا كلَّ القصائدِ لاأبقى ولا اتأدَا بها تلظَّى الأسى بالغيِّ وانعقدَا ماغابَ عنها ولا في سوقِه كسدَا * * * وتغسل الروحَ في عليائَه أمدَا ! وحُلوِ رافدِه الخابورِ مابَعُدَا ! وجهَ المغاني ، وهزَّت بالوفا بردى ! ظلالِ أشجارِه عشْتَ الفتى الرَّغِدَا ! بها المآثرُ تُولِي أهلَها الرَّشدَا ! نامتْ على حُلُمٍ ماكان مُفتَقَدَا ! به الفؤادُ الذي قد فارقَ البلدَا ! وحبُّها في ثنايا القلبِ مارقدَا فما ونى في دروبِ الخيرِ أو حَقَدَا عن رحمةِ اللهِ أو موعودِه طُرِدَا بينَ الورى ، وسُمُوُّ الشَّامِ ماوُئِدَا صحائفِ المجدِ طابت بالهُدَى بلدَا فلا ننازعُ في هذا الهوى أحدَا رغمَ الفراقِ ، ولن يُطوَى الودادُ سُدَى تثاقُلُ الأملِ المخضلِّ مابَرَدَا ! وبالسَّنا غمرَ الأحناءَ والجسدَا بكيتُ شوقًا وأبكيتُ الذي شِهِدَا يانفسُ وانْسَيْ جراحاتٍ مضتْ نكدَا ولستُ أرخصُه طولَ المدى أبدَا وللصَّحابة لاننسى به أحدَا تشدو لطيبة مذْ قلبي وعى وشدا شوقي إليه فلن يخفَى وما هجدَا طيب المدادِ وعذْبُ الشَّدوِ مانفدَا يدُ المدينةِ إذْ في الأضلُعِ اتَّقدَا سكانَه الصِّيدَ أنصارَ الهدى الشُّهَدَا وأدفعُ الشَّرَّ عنه أينما وُجِدَا مشتْ عليه ففاحَ النَّدُّ ما فُقِدَا سبقٌ بفضلٍ جرى في سلسلٍ وندَى له السماواتُ والأرضون يومَ بدَا وليس يذهبُ مايُعطي الإلهُ سُدَى خيرِ الورى شغفًا فالشَّوقُ ما قعدَا فَهاتِ أطيبَه وانشدْ به غَرِدَا سحائبُ الخيرِ ،طابت للأنامِ يـدَا وسيِّدُ الخلقِ بالأخلاقِ قد حُمِدَا كفَّاه قد جاءَتا للعالمين ندَى يدعو لها اللهَ في الظلماءِ إذْ سجَدَا ولم نجدْ غيرَها في الكونِ ملتحدَا ليلا تلوَّى بدنياالناسِ أو كمدَا فبئسَ كلُّ نشيدٍ للهوى عُقِدَا واملأ بمصحفنا أجيالنا مددا طهرًا سرائرُنا ، وامحقْ به الزّبدَا يزيلُ عنَّا الونى والكربَ والكمدَا | بدا
هوامش :
إحدى القصائد التي أُلقيت في بيت أحد الإخوة من أبناء ديرالزور ،
وذلك يوم الثلاثاء في 30/4/1410هـ بعد الأمسية الشعرية التي أُقيمت في
النادي الأدبي في المدينة المنورة