ما رضيتُ لأمّتي أن تُعاني = من عميلٍ يصدُّ طيفَ الأمانِ
ضقتُ ذَرْعاً من خائنٍ ذي فتونٍ = هبَّ يسعى بفتنةٍ وافتتانِ
غرس الحقدَ والشِّقاقَ ليبقى = صفوةُ الشَّعب عالقاً ويُعاني
رغم حِلمي وعفَّتي واصطباري = قد شحذت بعد الوعيد لساني
هزَّني الوَجْدُ من أُخَيٍّ ذليلٍ = يقتفي غاصبَ الحمى بتفانِي
هزَّني الغدرُ والأذى فأثيرتْ = جذوةُ الهَجْوِ في جِمارِ بياني
حين بادرتُ حاميا لبلادي = هزَّني البَغيُ حانقا ونهاني
حين كَظَّ الفؤادَ جورٌ وبطشٌ = عضَّني البغيُ كي يزيد احتقانِي
حين أشفقتُ أن أُهينَ طريحا = نبحَ الجروُ يَستحِثُّ هواني
حين مِلتُ الى التَّغاضي لصبرٍ =عزم الظُّلمُ أن يهدَّ أماني
حين أغمدتُ ضاربي رغم بطشي = أقبل الغدرُ يَسترقُّ سَناني
أيُّها الحارسُ احترسْ لستُ وغدا = أو سفيها مُذلَّلا للغواني
احرسِ العُهر إن أردت ولكن = احذر الدَّهرَ أن تدوس جِناني
سوف أرميك بالدَّواهي بعزمٍ = ثمَّ تبقى مُعفَّرًا في الهوانِ
سوف أرميك بالقوافي عنيدا = فتردَّى كمثل تلك المباني
عارُك المستمرُّ سوف يُجلَّى = لبنات الرُّؤى بكلِّ زمانِ
سوف تبقى أضحوكة ً بشريَّهْ = تتجلَّى للنَّاسِ في كلِّ آنِ
ربُّك الأمركيُّ هَدَّتْ عُراهُ = صفعات الفُرات والطَّالبانِ
هو وهْمٌ وأنت خوَّانُ شعب ٍ= مُنعتْ نفسه من الجريانِ
إنَّكَ الآن عكس أحداث دهرٍ = بفعالٍ تدعو الى الغثيانِ
سوف يروي التَّاريخ عنك فسادَك = أكثر العارَ والهوى والأماني
إنَّهُ الحقُّ يا عبيد الصَّهاين = فاقرءوا الذِّكرَ أو هدى الطَّبراني
سوف تُخزى بحبِّهمْ ثم تمضي = لعذابِ الجحيم لا للجنانِ
فلْتتُبْ للرَّحيم إن رُمْتَ فوزا = قم تطهَّرْ وقبل مرِّ الأوانِ
امتلئْ بالهدى وبالحبِّ دينا = وانطلق للنَّقا وطبع الحنانِ
وافتحِ القلبَ للإخاء سريعا = وازرعِ البِشرَ في الورى والمكانِ
حرِّرِ الجارَ من قيود الصَّهاينْ = وتحرَّرْ وكن طليق العنانِ
يا اسيراً لِردَّة ٍوتغرُّبْ = أهلكَ الأهلَ بالرَّدى والتَّوانِي