بمناسبة عودة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من رحلته العلاجية في ألمانيا سالما معافى، أقدم له هذه الأبيات ، متمنيا له وللجزائر دوام العافية والسّلامة من كل مكروه
هوامش :
الاوصاب : الامراض
الاحزاب : الاحلاف
عالم الاعقاب : الجيل القادم
الاوشاب : الاوباش الفوضويون
الاغراب : التغريبيون
الاجناب : الاجانب
النّهّاب: ينهب الاراضي الصالحة للزراعة
المِكباب : الذي يمشي ووجهه الى اسفل
قال تعالى :( افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى امن يمشي سويا على صراط مستقيم) الملك 22
السّيّاب : الذي سيّب البلاد لعصابات المال والسياسة.
هَمُّ الجزائرِ طاشَ بالألبابِ = لِتتابُعِ الأضرارِ والأوصابِ
فتعكَّرتْ أيَّامُها بمواجعٍ = ثَقُلتْ على الأنفاسِ والأعصابِ
مَرَضُ الرئيسِ وبُعدُه وغيابُه = وتكالُبُ الأعداءِ والأحزابِ
وتَضَعْضُعٌ في الاقتصادِ يجرُّها =نحو الرَّدى بتجاذُبِ الأقطابِ
فإذا تفاقمَ بُؤسها قد تَنثنِي = أركانُها في عالَمِ الأعقابِ
يا أيُّها الشّعبُ الذي يَخشى على = آمالِه من فتنة الأوشابِ
رجَعَ الرئيسُ وفي الرُّجوعِ بشائرٌ = تمحو مخاوفَ قلبكَ المُرْتابِ
فلعلَّه عَقَلَ الدُّروسَ ليهتدي = في حُكْمه بشريعة الوَهَّابِ
لا ربَّ في هذا الوجود يُخيفُنا = إلا المُهيمنُ خالقُ الأربابِ
لا الأمركان ولا اليهود ولا الأُلى = صاروا لدى الصُّهيون كالألعابِ
* * *=* * *
عبدَ المجيد لك البشائرُ فلْتقم ْ= لطموحِكَ المُتحفِّزِ الوثاَّبِ
أشفقْ على شعبٍ يُريدكَ واثِقاً = مُتعلِّقًا بِمسبِّبِ الأسبابِ
أصلحْ فقد عمَّ الفسادُ وخُرِّبتْ = أرضُ الشّهيد بِعِلَّة الأغرابِ
مَنْ عَرقلوا عِزَّ البلادِ لأنّهمْ = لا يَخدمونَ سوى هوى الأجنابِ
فأنِرْ بلادَك بالفضيلةِ والهُدى = وافتحْ بِرفقٍ مُغلَقَ الأبوابِ
واحكمْ جموعَ الشَّعبِ بالعدلِ الذي = يسمو على النَّعراتِ والأقرابِ
خيرُ الجزائرِ للجزائرِ كُلِّها = لا للأنا والأهل والأصحابِ
أظهرْ مَحَجَّة َديننا وكِتابنا = بالعلمِ والإعلام والكُتَّابِ
إنَّ الكرامةَ بالعقيدة والتُّقى = لا بالهوى والجاهِ والألقابِ
يَسِّرْ تكاليفَ الزَّواجِ على الذي = يبغي العفافَ ونعمةَ الإنجابِ
الشّعبُ شاخَ فللخصوبةِ قِصَّةٌ = تُدمي علينا أعينَ الأحبابِ
والعُهْرُ يفشو في المدائنِ كالوبا = عاثَ الخنا بالعِرْضِ والأنسابِ
أعداؤُنا وصلوا إلى ما أضمروا = فلقد أبادوا الجيلَ في الأصلابِ
جَنِّبْ مجالَ المال في أرض الفدى =أضحوكة الحدَّادِ والرَّبرابِ
السَّهلُ للزَّرْعِ الذي يُحْيِ المُهَجْ = لا للبناءِ الفارهِ النَّهَّابِ
* * *=* * *
عبدَ المجيد عرفتَ من يُفشي الرَّدى = أنقذْ بلادَكَ من وحوشِ الغابِ
أعطاك ربُّك فطنة ًونباهة ً= فاحذرْ هُديتَ مكائدَ الأعرابِ
الكونُ يشكو من دناياهمْ فقدْ = أحيوْا جهالةَ غابرِ الأحقابِ
هُمْ دنَّسوا الإسلامَ جَهْرًا بالخنا = هم دمَّروا الأوطان بالإرهابِ
هُم يطعنونَ بني الهدى كي يركعوا = لمطبِّعٍ مُتصهينٍ نصَّابِ
قد حارب الإسلام في كلِّ الدُّنا = وأباح أرضَ الذِّكرِ للأنصابِ
احذرْ ولا تأمنْ إماراتِ الخنا = هِيَ مَصدرُ النَّكساتِ والأعطابِ
أموالُها مَوبوءةٌ تُفضي إلى = داءِ الرَّدى وتكاثرِ الأذنابِ
شيطانُها يسعى إلى إخضاعنا = بالحربِ أو بالعُهْرِ والمِحْرابِ
آهٍ على رَهْطٍ هُنا يَرْنو إلى = أبراجها بالشَّوقِ والإعجابِ
لمْ يدْرِ كمْ في جوفها من مُومِسٍ = تنزو على الأخلاق والأحسابِ
حتّى الصّهاينة العُتاة تبرَّؤوا = من عُهرها القاضي على الألبابِ
* * *=* * *
عبدَ المجيدِ وفي الوقائعِ حُجَّةٌ = تُغني عن الإطنابِ والإسهابِ
الغَرْبُ دوماً خَصمُنا وعدوُّنا = لا تخدعنَّكَ بسمةُ الأنيابِ
مَنْ يأمنِ الغربَ الحقودَ تُحِطْ بِهِ = في الدَّهرِ كلُّ مساوئ الأثلابِ
* * *=* * *
تلكمْ نصائحُ واثقٍ من نُصحِهِ = ليستْ قلاقلَ مادحٍ كذَّابِ
فإذا أجبتَ فإنَّ شانك في العُلا = أعلى عنِ المُتصهينِ المِكبابِ
وإذا احتقرتَ نصيحةً من صادقٍ = لمْ يقتربْ يومًا من الأعتابِ
فَلتعتبرْ بالسَّابقينَ فإنَّهمْ = عِبَرُ الورى للغافلِ السَّيَّابِ
كلُّ ابنِ آدم نازلٌ مهما علا = في القبرِ بين جَنادلٍ وتُرابِ