في حمص وقد كانت تدعى من قبل الإجرام عديّة
في بلد تدعى سورية = تُغتال حروف الحريّة
الناس بلا أمن تحيا = والموت فلا يُبقي حيّا
مذ صار الأمرُ لطاغيةٍ = وعصابته الإجرامية
عاثوا ظلماً فيها ومضوا = قتلاً نهباً ولصوصية
في مجزرة لم تشهدها = كل الحِقَبِ التاريخية
ميدانَ تجارب قد صرنا = لفنونِ القتلِ الروسية
وشراذم من كل الدنيا = وعصابات إرهابية
جاءت تطلب فينا ثأراً = ديناصورات بشرية
أطراف أناس كم بترت = بِقَنَابِلِه العُنقودية
كم أطفالٌ ماتوا خَنقاً ؟!= بالأسلحةِ الكيميائية
وبرغم جميع جرائمه = يعطى لا زال الشرعية
ويدوس على مرأى الدنيا = كل الأعراف الدولية
دهرا لا زال يشرفنا = بقيادته التاريخية
ومقاومة وممانعة = وبطولات كرتونية
وشعارات ما أكذبها = ما أبيخها تمثيلية
لم يبقَ لنا عيدٌ إلاّ = عيدُ "الحركةْ التصحيحيةْ"
والأمة سائرها اختصرت = في طلعته الغير بهيّة
من درعا أطفالٌ ثاروا = هتفوا طلباً للحريّة
للسجنِ اقتيدوا واُذِيقُوا = من كلِّ صُنُوفِ الوَحشيّة
بِحَمَاةَ نَواعيرٌ تبكي = أُسَرَاً مُحِيَتْ بِالكُليّة
أُسَرَا كانوا فغدوا أثَرا = ببراميلٍ شيطانية
في إِدْلِبَ حِمْصَ وفي حَلَب = كم من منكوبٍ وضحيّة ؟!
بالطرفة والظرف اشتهرت = في كل الكرة الأرضية
ماتت فيها مع من ماتوا = كل النهفات الحمصية
قد كانت ادلب خضراء = بثيابِ السندس مكسية
شجر الزيتون بها يضفي = حللا للحسن إضافية
حمراء الثوب اليوم غدت = تنعي موت الإنسانية
أما الشهباء فقصتها = مع هولاكو بالحرفية
قد جاء اليوم يجددها = هولاكو اليوم بعصرية
سلِّم يارب لنا حلباً = والدير وسائر سوريا
وارفع عنا محنا طالت = واصرف عنا كل بليّة
ما أروعها كانت وطناً = للخير وارضاً سِحْرِيّة
قد كان الحُبُّ بها خُبْزاً = والزادُ بِهَا حُسْنُ النِيّة
للمجد بها قصصٌ تُرْوى = وأحاديثٌ اُسطوريّة
وسواها من أهدى الدنيا = ما تمحو فيه الأمية
من أبجدها كان العلم =وكانت إقرأ خير هديّة
واليوم غدونا أشتاتاً = نَتَسَولُ أرضاً وهُوِيّة
لكن البغي نهايته = مَهما تتأخر حتمية
لا بُدَّ سَيَأْتينا يومٌ = نَتَنَسمُ فيه الحريّة
ويشاء الله بخْاتمةٍ = لحكايتنا المأساوية
وتعود كما كانت أحلى = وطن في الدنيا سوريا