هـو ماجاءَ في الكتابِ المبينِ = وبهَدْيِ النَّبيِّ الحبيبِ الأمينِ
آخـرُ العهدِ فيه غيرُ الذي قـد = كان من قبلُ في بطونِ السنينِ
إنَّما شاهدُ العجائبِ آتٍ = ليس تخفي الأيامُ علمِ اليقينِ
ليس تجدي كُفَّارَهم زمجراتٌ = لحديدٍ شُواظُـه في العيونِ
سألوني : أيُغلبُون ؟ فألفوَا = ثقــةً في يَدَيْ جوابٍ مكينِ
أخبِروهم : سيُغلبون ، فَتُلْفَى = هذه الدنيـا في ظلالِ الدِّيـنِ
* * *=* * *
غربـةُ الإسلامِ الحنيفِ تجلَّتْ = يومَ جافى أهـلُ الحنيفِ المثاني
واستهانوا بسُّنَّة رفعتْهم = في قديمِ الأيامِ أعلى مكانِ
هـانَ أمـرُ الدَّيَّـانِ جـلَّ إلهي = عند قـومٍ فعوقبُوا بالهوانِ
والأماني بعودةِ الفتحِ تأتي = إنْ أقاموا شريعةَ الرحمنِ
فبغيرِ الإسلامِ هاهم حيارى = في تبارٍ و ذلَّـةٍ وامتهانِ
كَنَفُ اللهِ غيمـةٌ ظللتهُم = وستأتي بالوَدقِ عندَ الأوانِ
* * *=* * *
قد تناهى الإيذاءُ في كلِّ أمرٍ = وأتى اليأسُ مفعمًـا بالشَّدائدْ
ومع العسرِ يُسرُه قـد تناءى = هكذا ينفثُ الرجيمُ المعانـدْ !
فاذكروا اللهَ إنَّـه لَقَريبٌ = ومجيبٌ إذا دعاهُ الأماجـدْ
أمَّتي اليـومَ في أتـونِ خطوبٍ = جــدَّ فيهـا أقاربٌ وأباعـدْ
والرزايـا تأزَّمتْ فانتظرْهـا = سيزولُ اعتكارُهـا والمفاسدْ
(إنَّ) للتأكيدِ الوثيقِ أتانا = من عظيمٍ لـه كريمُ المحامدْ
* * *=* * *
ربِّيَ اللهُ لاسِواه وإني = لوثيقُ الإيمانِ بالغفَّـارِ
ورسولي مُحًمَّــدٌ فافتخاري = باتِّباعي للمصطفى المختارِ
ولدينِ الإسلامِ عشتُ حَفِيًّـا = حيثُ نهــجُ الهُـداةِ والأبرارِ
وله العهدُ لن نراوغَ يومـا = إنْ دهتْنا مكائدُ الكفارِ
لـلمثاني حياتُنـا قد نذرنا = والصحاحِ الصحاح منها البخاري
فَدَعْ المرجفين بينَ هوانٍ = وضياعٍ وخسَّةٍ وتبــارِ
* * *=* * *
إنَّهـا جنَّـةُ الخلودِ فطـوبى = لوجــوهٍ لربِّهـا ناظراتِ
في نعيمٍ قصورُه قـد أُعدَّت = قبلُ للصَّـالحينَ والصَّالحاتِ
درجاتٌ فردوسُهـا ومقامٌ = أبـديٌّ في تلكم الدرجاتِ
لـم تـــرَ العينُ مثلها فَجَنَـاهـا = من لذيذِ المشاربِ الطيباتِ
تشتهيها نفوسُ مَن قـد حباهم = ربُّهم بالرضوانِ والنفحاتِ
هي دارُ السلامِ فاسْــعَ إليهـا = لجنــانٍ ـ ظلالُها ـ وارفاتِ
* * *=* * *
حين تبيضُ في الحسابِ وجوهٌ = و وجوهٌ تَسْوَدُّ بئسَ المصيرُ
ذاك يومُ التَّغابنِ المرءُ فيه = لجحيــمٍ أو جنَّــةٍ سيصيرُ
فَذَرِ الأشرارَ البغاةَ يخوضوا = بعدَ أن جاءَ المجرمينَ النَّذيرُ
لِيُوَفِّيهُمُ الإلــهُ جــزاءً = وثَّقتْهُ صحائفُ وسطورُ
فتعاموا عن الحقيقةِ غُفْلا = وأشاحوا أيَّامَ وافى البشيرُ
إنمـا الدنيا تنقضي ويولي = عن بنيهـا المحذورُ والمأثورُ
* * *=* * *
الخساراتُ لاتُعَدُّ لمَـنْ لــم = يأتِ ظلَّ التوحيدِ قبلَ المماتِ
هـو عَوْدٌ وقد يكون حميدًا = أو لنيلِ استحقاقِه من عذابِ
ضـلَّ هذا الأثيمُ فانقادَ طـوعًـا = للضَّلالاتِ والهوى الغلاَّبِ
وتناءى عن الخلودِ شقيًّا = يوم كانَ اللقـا لسوءِ المآبِ
هو يومُ الجزاءِ ميقاتُ حشرٍ = دونَ مــا للإنسانِ من أحسابِ
ليس فيه من خُلَّـةٍ أو شفيعٍ = أو ملاذٍ لكافرٍ مرتابِ
* * *=* * *
إنَّ للظالمِ المعربدِ يومــا = تتجلَّى عواقبُ الظلمِ فيــهِ
يمهلُ اللهُ مَن تَنَمَّرَ ظلمًا = لأُناسٍ ... فَلِلْعَنَا يرميهِ
أخْـذُ مولاكَ للسفيهِ أليمٌ = ومن الأخذِ مَن لــه يُنجيهِ !
ظلماتٌ : دنيا وأخرى من اللهِ . = . أُعِدَّتْ بغمرِهـا تطويـهِ
تعسَ الظالمُ الفخورُ بِكِبرٍ = مشمخرًّا من حتفِه يُدنيهِ
ربِّ عجِّـلْ هلاكَه في صباحٍ = أو مساءٍ بصفعةٍ تأتيهِ
* * *=* * *
إنْ تولاكَ ربُّـك فـاعلمْ = أنَّ لطفَ الكريمِ منك قريبُ
فإذا مـا ادلهمَ خطبٌ فأيقنْ = بانفراجٍ فربُّـك المستجيبُ
أوَّبَتْ هذه الجبالُ ولبَّتْ = أمــرَ ربِّـي وذاك شأنٌ عجيبُ !
وكذا الطيرُ والحديدُ بأيــدٍ = لنبيٍّ وما لهـا تكذيبُ
قـدرةُ اللهِ لـم تصفْهـا لغاتٌ = أو وعاهـا بيانُهـا المكتوبُ
إنَّـه اللهُ لـم يخيِّبْ فؤادًا = مستغيثـا ، فَمَن دعاه يُجيبُ
* * *=* * *
لاتظنَنَّ أنَّ ربَّـك ينسى = مَن تمادى في غيِّـه من جزاءِ
يمهلُ اللهُ مَن تعاطى ذنوبًا = وأتى بالسبابِ للأنبياءِ
ومشاهـا بكِبرِه ذا عنادٍ = وتعالى بالقوةِ الرعناءِ
سوف يلقى مصيرَه دون ريبٍ = مـعْ مصيرِ الطغاةِ والسُّفهاءِ
وعْدُ ربي والوعدُ حقٌّ مكينٌ = مـاله من شفاعـةٍ وامِّحــاءِ
فَتَبَتَّلْ إليه كلَّ صباحٍ = بالضَّراعاتِ خاشعًـا ومساءِ
* * *=* * *
للنَّبِيِّ الحبيبِ حبٌّ تسامى = في حديثِ القلوبِ والألبابِ
نحن قد آمنَّـا به وأطعنا = ونهلنا من المثاني العِذابِ
واهتدينا بدينه ونَبَذْنا = ماسِواه من موجباتِ التَّبابِ
طاعةُ المصطفى دليلُ امتثالٍ = وهْيَ بابٌ من طاعـةِ الوهابِ
مَنْ يُطِعْْـهُ فقد أطاعَ إلهي = ويُجـازَى غـدًا بطيبِ المآبِ
فانصروا المصطفى بحبٍ تماهى = باتِّباعٍ لشرعِه المستطابِ
* * *=* * *
ليس لليأسِ في القلوبِ مكانٌ = رغـمَ ما في زماننا من بلاءِ
فَلَيَسْتَخْلِفَنَّ ربِّـي رجـالا = آمنوا بالشريعةِ الغرَّاءِ
ويمــنَُ القديرُ جــلَّ إلهي = بالفتوحاتِ بعدُ في الغبراءِ
قـد زوى الأرضَ ربي فكانت = دون ريبٍ ملكًا لأهــلِ اللواءِ
لـم يزدهُـم هولُ الشدائدِ إلا = من بشاراتِ سيِّدِ الأنبياءِ
للبخاري ومسلمٍ ولأهـلِ البحثِ . = . علـمٌ بالسُّنَّةِ الغراءِ
* * *=* * *
أكملَ الدِّينُ ربُّنـا و وُعِدْنا = بانتشارِ الإسلامِ في الأمصارِ
وعلى العهدِ لـم نزلْ وسنبقى = هكــذا مؤمنين بالقهــارِ
والأعادي قد يمكرون بليلٍ = ليزيلوا إسلامَنا أو نهــارِ
إنَّمـا مكرُهـم هبـاءٌ ويُطوَى = مجتناهُ في قبضةِ الأقدارِ
وقُـواهم تفنى بقدرةِ ربِّي = وستمسي من جملة الأخبارِ
فَثِقَنْ باللهِ العظيمِ وأيقنْ = بانتصارِ الإسلامِ أيَّ انتصــارِ
* * *=* * *
شرَّعَ المفلسون للناسِ نهجًـا = في دعاوى تعدد الزوجاتِ
أهُـمُ الخالقون للناسِ حتَّى = يتولَّوا أسبابَ طيبِ الحياةِ
هـاهم اليومَ في التبابِ حيارى = غشيتْهم عجاجةُ الخيباتِ
تعسَ الكافرون ليسوا بأهلٍ = لضمانِ الأعمارِ والأقواتِ
أم يريدونها انحرافَ شبابٍ = عن مزايا إسلامهم وبناتِ
فأكاذيبُهم صريخُ ضياعٍ = في متاهاتِ صنعةِ التُّرهاتِ
* * *=* * *
منهجُ العيشِ في عمارةِ أرضٍ = قد حباهـا الرحمنُ بالآلاءِ
إذ دعــا الناسَ في الحياةِ لسعيٍ = قُدُمًـا في مناكبِ الغبراءِ
ولقد أنزلَ العليمُ المثاني = ليعيشوا في نعمــةٍ وهنــاءِ
وأتاهـم نبيُّنـا ببيانٍ = في أحاديثِ السُّنَّةِ الغرَّاءِ
يسعدُ الخلقُ لو رعـوا وأقاموا = ما بنهجِ المحجــةِ البيضاءِ
وإذا ما جفوا نظاما تسامى = أُرهِقوا بالضَّرَّاءِ والبأساءِ