لا . لا تقلْ : إنَّ الأعادي أكثرُ = لا يا أخي : فاللهُ منهم أكبرُ
لا يا أخي من عاشَ في ظلمِ الورى = فهو الشَّقيُّ وعينُه لا تُبصرُ
واصبِرْ : فعاقبةُ الكفورِ خسارةٌ = وصويحبُ الإيذاءِ ويحك يُقهَرُ
مهما تعالى بالضَّلالِ فإنَّه = بمرادِه ــ في أمَّتي ــ لايظفَرُ
قومٌ يعيشون العداوةَ للهدى = بئستْ رؤاهُم ــ يا أخي ــ والمعشرُ
تغييرُ منهجِ أمَّــةٍ مختارةٍ = لهو التَّبارُ لِمَنْ بغوا أو غيَّروا
أرأيْتَ في (السودانِ ) كيف تلاعبوا = فلهم من الإفرنجِ مـا هـو أحقرُ
يقصون دينَ اللهِ عمـدًا إنَّهم = قـومٌ بأيديهم علانا يُنحَرُ
لكنَّه الشَّعبُ الأبيُّ استُنْفِرَتْ = أفواجُـه ولذي المصيبةِ أنكروا
هاهم تخلَّوا عن عقيدةِ شعبِهم = فالقلب من هذا الأذى يتفطرُ
أين الرجالُ المصطَفَون لرفعةٍ = أين الذي هو بالقيادة أجــدرُ ؟!
أقرأتَ أسفارَ الرجالِ يصونُها = تاريخُ أمَّتِنا الجميلُ المقمرُ
أعلمتَ مَن سادوا البريةَ بالهدى = إنَّ الذي عرف الحقيقةَ يُخبرُ
فأولئك الأبرارُ بالإسلامِ ذا = بستانُهم بِجَنَى المآثرِ مثمرُ
ومشوا كأنَّهُـمُ المصاحفُ في المدى = خُلُقًـا يطيبُ وسيرةً هي عنبرُ
هذا هو الإسلامُ جاءَ لخيرِهم = لا كالذين بكلِّ زيفٍ ثرثروا
قـد قالَ قائلُهم ، فأصغى عالَمٌ = والمنصفُ المفضالُ عنه يبشِّرُ
ورسولُه خيرُ الأنامِ مُحَمَّـــدٌ = فالوحيُ حــقٌّ والفضائلُ أوفرُ
قـد قالَ قبلَ اليومِ قائلُنا ولم = ينكرْ مقالتَه المطارَدُ قيصرُ
( يُبكَى علينا ) إذ نغيبُ ، وغيرُنا = يُجْفَى ولا يُبكَى إذا هو يُقبرُ
ولنـا الفخارُ بديننا ونبيِّنا = ولغيرنا يأبى الفخارُ وينكرُ
كم مــرَّ قرنٌ والمحامدُ شأنُهـا = يعلو بنـا ويــدُ الأعادي تقصرُ
فاسأل عن الأبرارِ تاريخَ الألى = تشهدْ لـك الدنيا لهم والأعصرُ
قيمُ الشريعةِ وحيُ ربٍّ قادرٍ = والمصطفى هـو حرزُهـا والمصدرُ
فخرٌ لهم بالمالِ لايبقى ولا = يبقى نعيمُ ثرائهم والجوهـرُ
أو بالفجورِ وبالسفور وبالخنا = والموبقاتِ ومن بغوا واستهتروا :
في نارِ خُلدٍ لايُطاقُ لهيبُها = فهي الجزاءُ لمَن بربك يكفرُ
مَلَكَ العتاةُ سلاحَ فتكٍ مرعبٍ = وبـه طغواوتجبَّروا واستكبروا
قد فاتهم أنَّ الأُمورَ جميعَها = بيدِ المهيمنِ ، والمكابرُ يخسرُ
إذ غرَّهـم أن الميادين التي = كانت تدينُ لِمَنْ هُـمُ قـد كبَّروا
لـم يبق إلا طيفُهم يخشاه مَن = جافى الحقائقَ فاستطاب المنظرُ
لكنَّـه لـم يـدرِ أنَّ اللهَ في = عليائـه هـو للأمورِ مُدَبِّرُ
فرعونُهم أقوى ، وكسرى بعده = والرومُ والقومُ اليهودُ تنمَّروا
آتٍ عليهم رجسُ ربِّك يا أخي = هيهات يفلتُ يا أخي مَن يُدبرُ
لولا تقاعسُ أمة الهادي لَمـا = أبصرتَ في ظلم الورى مَن يبصرُ
هـم عُميُ أبصارٍ وعُميُ بصيرةٍ = وهـمُ الأثيمُ المفتري والأحقرُ
لـم يرضَ عن أهل البريَّةِ ربُّنا = من هؤلاءِ ومَن له قـد أنكروا
أخـزاهُمُ الدَّيَّـانُ في الدنيا ولن = يجدوا الذي يوم القيامةِ ينصرُ
قـد يعجبون من العواقبِ يا أخي = وجحودُهم إنَّ الجحودَ لَمُنكرُ
يستصغرون مصيرَهم بعد الفنا = وكأن ذا الإنسانَ ليس سينشرُ
كلا فإن اللهَ أعلى شأن مَن = قد شُدَّ لليومِ العصيبِ المئـــزرُ
إن ابن آدم في الحياة مُكَرَّمٌ = ولـه الطريقُ الأحمديُّ النَّيِّـرُ
هو منهج الهادي البشيرِ ودينُه = فمَن ارتضى فهو الغنيُّ الموسرُ
الأنبياءُ ومَن مشوا في إثرِهـم = فلهم هنا بأبيهمُ أن يفخروا
وبهديِهم فاز الذين تعلقوا = والدِّينُ يُنشَدُ والعقيدةُ تُؤثَرُ
فدعِ الذين تنكروا لشريعةٍ = هي ملءُ وعيِ الصَّالحين وأكثرُ
ماعافهـا إلاالسَّفيهُ ومَن سعى = في الأرضِ مابين الورى يتبخترُ