سلي كيف بتنا في دياجير مهمهٍ = عليه ترامينا وعاصفُه يعمي
فلا نسمة تحيي فـؤادًا مضرجا = ولا بسمة في الأفق تومضُ من نجــمِ
ولا سامر الحي الذي قد عهدته = يردُّ وجومَ النفسِ من غلس الشُّؤمِ
ثوينا بوادٍ في مجاهلِه العنــا = فلا عزمنا يجدي ولا قوسنا ترمي
ولـم يــكُ من وهنٍ أصابَ ركابَنـا = ولكنها الأحداثُ تلوي يدَ القومِ
تهبُّ علينا السَّافياتُ زعازعًـا = فتقتلعُ الآمـالَ من جنَّةِ الحلمِ !
* * *=* * *
خبرتِ إباءَ المؤمنين بربِّهم = فمـا نحن مَن نرخي الزمامَ إلى الوهـمِ
ولا إن بدتْ في الأفق سُحْبُ مخاطرٍ = نلوذُ بأفياءِ الهوان على الضَّيمِ
عشقنا صهيلَ الخيل في حومة الوغى = يثيرُ بنــا الأشواقَ للمجدِ والعزمِ
ولم تجزع الأرواحُ إن دلهم الردى = فتلك ميادين المآثرِ للقومِ
ولم يخلق الرحمنُ مثلَ قلوبنا = تحبُّ المنايا ليس تصغي إلى اللومِ
فلا تحزني إنَّ الجهادَ سبيلُنا = وإن نحن بالأغلالِ نرنو إلى يومِ !!!
* * *=* * *
مشينا طريق الحق بالحبِّ والوفا = وبين أيادينا الوثيقُ من العلمِ
وللــه أنفاسٌ لنــا في صدورنا = تسبحُ باسمِ الله من طيِّبِ الكَلْمِ
نعيش ونحيي بالهدى كلَّ ميِّتٍ = ولم نكترثْ بالظلمِ يصفعُ والذَّمِّ
فمَن يدركِ الذكرى يَقُـمْ لجلالِها = ويتركْ حياةَ الزيف للصُّمِّ والبكمِ
ولن نتوانى أو نهون لشدَّةٍ = وإنا لَصُبْرٌ في مقارعةِ الظلمِ
ففي الله ما نلقى ولله إن رمتْ = عزائمُنا الكفرَ المعربدَ بالسَّهمِ
* * *=* * *
تقولين هل ماتت عزائمُ شعبنا = وذابت قُوى الإيمانِ في وهجِ الهمِّ !
وراح الطغاةُ الظالمون بحقدهـم = يذيقونه الكأسَ الدفوقَ من السُّمِّ
يكادُ يذوبُ القلبُ من هولِ صرخة = من القدسِ جاءتْ بالمصائبِ واليُتمِ
فآهٍ : وللأهوالِ في كلِّ بقعةٍ = يريدُ بنوهـا الأخذَ بالشرعِ في الحكمِ
أجل : يابنة التاريخِ هذي جراحُنا = وقد فاض سيلُ الفاجعات بها يطمي
ولكنْ : ظلامُ الهولِ أوشك ينجلي = فَقَرِّي بآتِ الفجــرِ عينًـا وبالحلمِ .