في الحقولِ الحِسانِ جــَدَّ المُبـادرْ=حيثُ أحيا النَّدى ، وشــدَّ الأواصـرْ
واستحثَّ الخطى لنيلِ المزايا=في المقامِ المشهودِ حينَ التَّبادُرْ
أنفعُ الخَلْقِ للخلائقِ تُرجَى=بينَ كفَّيهِ دانياتُ المآثرْ
فازّ مَن أحسنَ الرُّقيَّ بنفسٍ=فوقَ مافي حياتِنا من صغائرْ
وتسامى بالباقياتِ اصطفاءً=لخصالٍ أثيرةٍ ومشاعرْ
حيثُ أصغى للوحيِ يُتلَى ، فألفى=بينَ أحنائِه عبيرَ البشائرْ
وعلى مدرجِ التكافُلِ لبَّى =صُعُدًا صوتَ إخوةٍ في الهواجرْ
أمِنَ المحسنُ الكريمُ ، فظلٌّ=لايجافيه يومَ تُبلى السرائرْ
حاربَ الفقرَ عن شرائحَ عانتْ=لذعَ أنيابِه ووخزَ الأظافرْ
ورعى الأيتامَ الذين عرتْهم=نائباتٌ ولن تموتَ الضمائرْ
نحن من أمَّةِ النبيِّ فليست=لتنالَ المحتاجَ سودُ المخاطرْ
إنَّ قرآنَه ليُحيي قلوبا=وأحاديثَه تنيرُ البصائرْ
وبدنيا الإسلامِ أشرقَ نورٌ=وحباها ربُّ الورى بالشَّعائرْ
فرجالٌ للشَّرعِ أرسوه صرحًـا=في مجاليْ : مودَّةٍ وتآزرْ
إنَّهـا ذي المودةُ : الخير تهديه ...=... فطوبى ، وليس تُحصَى المفاخرْ
فمحيَّاهـا بالتَّفاؤُلِ حُلْوٌ=لـم تغادرْهُ مشرقاتُ البشائرْ
وتآختْ على يديها قلوبٌ=ليس ترضى هذي القلوبُ التَّدابرْ
رفع اللهُ شأنَها فحِباهـا= بأيادي محتاجهـا للتآزرْ
بارك اللهُ بالإخـاءِ، وأغنى=أُمَّــةً فضلُها بشتَّى المحاورْ
فمغاني الإحسان بِـرٌّ وجـودٌ=وهدايا الحقولِ من كلِّ باهرْ
فاستنارتْ آفاقُها مغدقاتٍ= واشرأبَّتْ إلى الثمارِ المحاجرْ
وظلالُ الإسلامِ تبقى إخاءً=قد تجلَّتْ ثمارُه في البيادرْ
هـو تشريعُ وحيِِ ربٍّ كريمٍ=لا قوانين أبرمتْها المصادرْ
ومعاييرُ الوُدِّ ألقتْ ، فألفتْ=لُحمةً في المسلمين تأبى التَّنافرْ
في صلاتٍ تعيدُ للناسِ أبهى=ما لوجـهِ ابتهاجِهم من مظاهرْ
وستبقى النفوسُ بالبِـرِّ تُؤتي=من أزاهيرِ سعيِها وتُثابرْ
فبخيرِ الإسلامِ يرتحلُ العُسرُ ...=... وتُمحَى بالبيِّناتِ الدياجرْ
قـمْ إلى الجودِ ياأخي وتبرَّعْ=تجدِ الأجرَ عندَ ربِّك حاضرْ