إلى الذين تجرّدوا من إنسانيتهم وفطرتهم فدمّروا حتّى اقرب الناس إليهم ، وشوهوا الإسلام بما يبثون في الأرض من خنا وآلام
دَنَسُ الملوكِ غدا سوادًا قاتماَ = كَسَفَ الهُدَى ، أوْهَى الخِلالَ وَهَدَّمَ
ملؤوا الوجودَ قذارة ًومرارة ً= الكونُ ضاق بِشرِّهِمْ فتَبَرَّمَ
حتّى القريب وفي الحُجُورِ وَشَى بهم = أنَّ الوَلِيَّ غدا خبيثاً مُجْرِماَ
فَسَلُوا لطيفة َعن مرارةِ عَيْشِهاَ = عَلِمَ الوجودُ بِبُؤسِهَا فتألَّمَ
أينَ المشاعرُ في أبٍ يقسُو على = فَلِذاتِهِ ويُذيقهنَّ العَلْقَمَا ؟
وَأَدَ البناتَ بعالَمٍ مُتحضِّرٍ = رَكَبَ الجهالةَ في الحياةِ وحَكَّمَ
أتُراهُ يعلمُ أنَّ دِينَ مُحمَّدٍ = نَشَلَ النِّساءَ من الهوانِ وكَرَّمَ ؟
أمْ انّه مُتجاهلٌ ؟ بل جاهلٌ = طَمسَ الشَّريعةَ بالعماءِ وسمَّمَ
أمْ انَّه يا للهوان منافقٌ = قصد الإساءة للهدى وتكتَّمَ ؟
عَفَنُ الملوكِ مُدنِّسٌ لشريعة ٍ= تَحْمِي الخَليقة َكي تعيشَ مُكرَّمَه
انظرْ إلى أحوالهمْ وسلوكهمْ = نَشَرُوا المخازيَ والمجازرَ والعَمَى
مَنْ كانَ لا يحنو على فلِذاتِهِ = أبدا فلنْ يرعى العبادَ ويَرحَمَ
هربتْ لطيفة ُمن توَحُّشِ طَبْعِهِ = فأعادَها والى العذابِ مُكمَّمَه
لهفي عليها إذْ تُعذَّب ُفي الخفا = فحياتُها تُدمي الجوانح َمُظلِمَه
أينَ الحماةُ ؟ فقد تفاقمَ في الورى = بَغْيُ الملوكِ فكم بريءٍ أعْدِمَ
لهْفي على أهل المدائنِ والقرى = في كلِّ قُطْرٍ في العروبة هُدِّمَ
لهْفي على يَمَنٍ يُكابِدُ ظلمهمْ = لهفي على الأقصى الذي قد سُلِّمَ
لهْفي على شامِ الكرامة دَكَّهُ = كيدُ الملوكِ فصارَ يسبحُ في الدِّمَا
لهْفي على ليبيا التي أوْدَى بها = غَدْرُ الملوكِ فَكُبْكِبَتْ مُتأزِّمَه
أُسْدٌ عَلَيَّ لدى اليهود ذوائبٌ= خِطَطُ اليهودِ تجرُّهمْ مثل الدُّمَى