سل الأمير....الأمير عبد القادر الجزائري
وسل أيام فاطمة....فاطمة نسومر
يا شاعر اللهب الموزون ما الخبر =البحر دونك والبيداء والقتر
هيهات ما كنت من ليلاك تأمله=الهم طوّف في دنياك والضجر
ما كان من لهب ترجو قصائده=جنت عليه يد في كفّها غير
نفمبر ودم الأحرار ملحمة=جرت إليك بها الأنباء والصور
تجري حقائقها في كل منزلة=فيضا من الفيض في آلائه العبر
كأنها وهي في الأنداء مرسلة=خفق الملائك منه الحق يبتدر
كأنما الحق فيها وهو منفلق=دفق من النور قد أسرى به القدر
فيها من السحر أسحار منمقة=وذائع من عيون الفن مبتكر
فيها من الشعر أقمار مموسقة=ومن يقينك ما لا يدرك البصر
اقرأ قصيدك في حل وفي ظعن=إن القصيد لمن ثاروا ومن قدروا
الشعر شعرك آيات مجلجلة=الحق صانعها والصّارم الذكر
كيف الجحود بها والحق منبلج=ألم تكن لبني مزغنّة غرر
مزغنّة بعيون المجد عصبتها=قيس العروبة فيها والفتى مضر
عرب من العرب من أقدارهم طلعت=حمر الملاحم لا تبقي ولا تذر
أين الأحبة هل راحوا لذي ظلل=أم هل إلى وقدة الرمضاء قد بكروا
هم الأحبة والأوغال غيرهم=وللأحبة ما جادوا وما صبروا
السامقون الى العلياء من شرف=والسابقون الى الهيجا وقد نفروا
والحافظون ليوم النصر تذكرة=والقانتون بما قاموا وما ذكروا
والصادقون وفيهم ألف مكرمة=والآمرون بأمر الله مذ نصروا
والثائرون ومنهم ألف ملحمة=أسد من الأسد ما دانوا وما غدروا
والقادرون ألم تركع لصولتهم=شم الجبال وقد ساروا وقد جسروا
هم الفوارس ما هانت مواعدهم=نعم الفوارس لا وهي ولازور
سار الزمان على آثارهم حقبا=وللزمان من الأخبار ما وفروا
إن الزمان إذا رام الكرام ضحى=أمسى وفي يده رفد ومدخر
من كل مكرمة سمراء معلمة=عرباء مكرمة من كفها درر
تلك المكارم فيهم سيرة خلدت=أيامها همما تزهو بها السير
غرداية المجد ما هم بمنكشف=أليس فيك من الأروام ما وزروا
أيخرج الفحل منها وهو مقتدر=ويمكث الوغل فيها وهو مؤتجر
أيحرم الشاعر الترضى قصائده=ويكرم العلج فيها فهو يأتمر
تلك المصيبة في أرض يروّعها=جلف الأعاجم لا رأي ولا نظر
يا أيها الشاعر الموزون طائره=هذي مآثرنا تعلو وتنتصر
هي المآثر للإسلام وجهتها=الشاهدان لها الوحي والأثر
هي المآثر بالإسلام ثورتها=تهديك غرة زحف ليس ينكسر
سل الأمير وسل أيام فاطمة=تنبيك حر وطيس ظل يستعر
أتى الفرنسيس من أنبائها خبر=أن العروبة في أسيافها الخبر
جاؤوا وقد رفلت في زهوهم حبر=هل ينفع الوشي أم هل تنفع الحبر
حتى إذا علموا أن المَنى قدر=ودوا الفرار فهل فروا وهل قدروا
كيف الفرار وفي أدبارهم أسد=تمشي إليهم ومن قدامهم سقر
الخيل مرسلة تهوي إلى قمم=من الشهادة فيها الآي والسور
كأنها السيل في هوج وفي لجج=يجريه من ضرم الأرياح منحدر
كيف الفرار اذا أهوت بطلعتها=وما لهم دونها واق ولا وزر
حلت بهم حمما أثقال زلزلة=يوم الخروح بما عصوا وما فجروا
من كل ملحمة حمراء ملهمة=الرمل يذكرها والسهل والوعر
فأهلكوا بنذير الشؤم في درك=ألم يهونوا من البلوى وقد كفروا
قد ألقي الرعب في أحنائهم سحرا=وألقموا حجرا فليسلم الحجر
ظنوا الحصون تقيهم سوء منقلب=يا سوء ما علموا من بعد ما خسروا
يا أيها الشاعر الموزون طائره=هل ساءك الليل أم هل ساءك الغَرر
رتّل قصيدك في نظم ترنمه=وللعروبة منك الشعر والدّرر
وولّ وجهك في شعر تنغمه=لدوحة العرب فيها الظّل والثمر
العرب خير عباد الله في وطن=فيه الرباط رباط الفتح والغُرر
شربت بالكلم المعسول فانبجست =عين القصيد وفيها بالرؤى سكر
فقلت بالشعر والإلهام قافية=الشعر غنى لها والناي والوتر
نعم الذي كتبت يمناك من أثر=ونعم منسكب منها ومعتصر
من غير مُفد لصولات مضرّجة=الرمل يذكرها والسّهل والوعر
إذا توهّج من شعر يؤرّقه=دانت لكلمته الآصال والبكر
يا أيها الشّاعر الموزون طائره=أرح ركابك إن الغدر يندحر
سرّ الذين رضوا أن صرت في شرك=لا تعبأنّ بما قالوا وما سخروا
خذ من يقينك إيمانا تسر به=ومن يمينك ما يبقى ويدّخر
بيني وبينك في الأوطان قافية=هي الشهادة أن الحرّ ينتصر
هي القصيدة أجريها مقصّدة=في وجدة الوجد لا عيّ ولا حصر