على البلقان

إلى الأخت البوسنية التي تساءلت وهي تبكي: أين المسلمون مما يحل بنا من دمار؟

على البلقان أهوال ضخامُ=وأشلاء ممزقة وهامُ

وآمال كسيرات يتامى=تعذبها المظالم والظلام

سراييفو رأيتك فاستهلت=دموعي والعدى نار ضرام

وجيش الصرب إعصار وعار=وأحقاد ظماء وانتقام

ومخلب غادر ألف الدنايا=وقلب قد تغشته السِّمام

وزحف من قراصنة لئام=عليهم من فظائعهم قتام

تحث خطاه أطماع وحقد=وقسيس عباءته أثام

هنالك مسجد يبكي وحيداً=ولا تالٍ يرتل أو إمام

وشيخ ذاهل مما يلاقي=وملء ربوعه موت زؤام

وأخت حرة تسبى لعار=تسائلنا وقد مات الكلام

تقول وقد أحاطتها علوج=لهم من نزوة تغلي عرام

توقعت الإساءة من عداة=صحائفها ودعواها حرام

ولكني بكيت اليوم أهلي=وقد أرداهم عجز وذام

أما سمعوا عن المثلات تترى=وأين الوعد منهم والذمام

أما سمعوا الغواشي والدواهي=تحيط بنا ويقتلنا الطغام

أمليار ولا سيف غضوب=وقرآن ولا جيش لهام

وإسلام ولا غوث وعون=أهم في هذه الدنيا رمام

أمات الثأر في قومي وجفت=دماء الفتح وانحطم الحسام

«أقول من التعجب ليت شعري=أأيقاظ حُماتي أم نيام»

سمعت نداءها وكتمت جرحي=وذو القربى إذا أغضى يلام

وقلت لها وللأهلين صبراً=فبعد كوارث الدنيا ابتسام

وإن الصرب غاشية وتمضي=ونحن لهم وللبلوى قيام

ونار الظلم تحرق موقديها=فهم فيها الأثافي والحطام

وتحرق عجزنا فنعود سيفاً=كما تهوى العظائم والعظام

سيمضي المسلمون غداً ليوثاً=كما مرت لغايتها السهام

وخيلاً زحفها يُغْني ويُفْني=تقول أنا الهلاك أنا السلام

بلالٌ في الصفوف له أذان=وخالدُ في الزحوف له اقتحام

وسوم: العدد 917