غادرنا المهندس أبو أسامة عبد الملك علبي مهندس المشاريع كما قالوا في أشد الليالي قتامة, عواصف هوجاء ورياح الموت تزأر ، ووباء لا يبقي ولا يزر والمهجرين في سوريا تنتابهم المحن تلو المحن وما من شفيق ولا معتبر . فلا اقل ان نكتب عنه كلمات وهي اقل القليل في حقه.
لم نسمع صدى كبيرا لوفاته - رحمه الله – لأنه كان من المخلصين الذين لا يهمهم المديح ولا التفاخر بما يضحي ولأنه يعمل بإخلاص ولا يهمه ذكر البشر ومديحهم فكم من انسان لا يعمل إلا النذر اليسيروتدور حوله هالة من الكبر والتفاخر وينبري البعض في الثناء عليه ولكن أنا متأكدة أن الملأ الأعلى استقبله أيما استقبال فهنيئا له ثم هنيئا له وقد كتبت قائلة له كما قال له أحد إخوانه
تمهل :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــومضى سميطٌ : عبد الرحمن السميط رحمه الله وأجزل مثوبته.
ـــ الأنيس محمد : محمد الحسناوي –رحمه الله- وهو من الأنجم الوضاءة
مهلا أخيّ تريثن لا تعجلا= إني أرانـا مظفَّرين على العـدا
مهلا فإن الله ناصرُ جنــدَه= للظالمين القاهريـــن توعـــدا
مهلاً فإن الله منجزُ وعـــده= وسيفرح الأحباب بالنصرغـدا
مهلا تركت الخل في أحزانه=متلفعا بالليــل يـدعـو ساجــدا
يدعو إلهي فرجــنّ كروبَنـا= أحوالُنـا ساءت فثبتّنا غــــدا
فالشيخ والأطفال باتوا سلعة= فالكل يبكي حالَهم متوعـــدا
ويغض طرفاً عن حقائقَ جمة=وينام مرتاحَ الضميرِ مسهدا
مهلاً ،أخيْ ياروضَنا يامشعلاً= وخبت الشموس قد غاض الهدى
فغدا نشد العــزم نعلي راينـا= فنعــز، نغــدو،صفنــا قد وُحـِّدا
مهلا تُراه الموت يحصدُ جمعَنا= مستأسـدا والنائبـات تمردا !
هلا انتظرتَ لنفحـةٍ علويــــة= تنهي الغزاة تئــز حقــا أُوقـــدا
عاث الذئاب بروضنا واستأسدوا= وتلفعوا بالعار عافوا الســرمدا
لهفي على الأبطال نورِ عيوننـا= وسنىً يشع على تراث أُتــلــدا
في جنة الفردووس كان مقيلهم= في جوف طيــرٍسندسي ،امردا
حزت الفضائل والخصال حويتها= عزم وإصرار، وكنت مســددا
يامن حبيت الكَــل من أفضـالك= وكسيت عريانا وكنت المنجدا
وبنيت صرحا للعلوم "الشافعي= لتكون نبراساً على درب الهدى
أرخصت نفسك والمعالي حزتها= طوبى لمن ضحى وكان مـسددا
وسُميط ُصنوك عاف دنيا وارتقى= وبنى بعـدن قصره ولمن هـــدا*
بعـت الحياة وروضها ونعيمها= وبنيت قصرا كنت أنت الأسعدا
أهــلا أيـاالعلبي قــــال ملائــــك= جاء الحبيـب لربه قـــد مـجـَّــدا
رحـل الأنيس مصابرا ومضحيا= رحل الســخي ياطيبهُ، قد أسعدا
في الأمس غابت أنجم وضــاءة= وتلاها نجم في السما قد أُغمــِدا
ومضى الأنيس محمدٌ متلفعـــاً=بالطهر يزدانُ ، وكان المرشدا*
فالوجه بسامٌ ونور يستضاء به=والفعل محمـود ُ ولـبّك أرغـــدا
والحلم عزٌ والصـدوق مبارك= متواضعٌ متبتلٌ ، رأس الــنــدا
في ذكركم كل الهنـــاء نجلُّكم= حتى اليراعُ بشدوكم فلكم شــدا
ويراعتي قد فاخرت بصنيعكم= فالقلب منها سيــدي قـد غـــردا
ياسعدكم جنات عـــدن نلتــمُ= أهلاً بكم أبطال ، عيشا أرغدا
أرضَيتمُ الرحمنَ في عليائــهِ= في الجنـةِ الشماءِ موعدُكم غدا