للهِ كلُّ الأمرِ والسُّلطانِ = رغـم العُتُوِّ لجحفلِ الطغيانِ
رحمـاك بالمستضعفين إلهنا = قـد أُخـرجـوا قسرًا من الأوطانِ
هـم صابروا بغيَ العدوِّ وجاهدوا = واستبسلوا من غير مـا إذعـانِ
عانوا من الخطب الأليمِ وقدَّموا = ماكان من مـالٍ ومن ولدانِ
عاشوا لدعوتِهم رجالا صارعوا = عنفَ الطغاةِ وصولةَ البُطلانِ
بجهادِهـم بصَلاتهم بصيامِهم = وبكلِّ ما في الوُسْعِ من أثمـانِ
وتزوَّدوا ياربِّ بالتقوى ولـم = يتقاعسوا في حـومةِ الميدانِ
الثَّابتون على العقيدةِ دأبُهم = قيمُ الجهـادِ وما لهـا من ثانِ
وهـو العدوُّ عديدُه وعتاده = والكيدُ كلُّ الكيدِ للعدوانِ
لكنْ تُحَفِّزُ مَن يجاهدُ دعوةً = والتضحياتُ : المَهرُ للرضوانِ
ياربِّ نصرَك ياقويُّ ، وإننا = صُبُرٌ رصيدُ تجارةِ الإيمانِ
فالأمرُ ياربي إليك مردُّه = لـن تخذلَ الأبرارَ في الأزمانِ
كم كان من محنٍ ومن كُرَبٍ عرَتْ = ما أخـرتهم هَبَّةٌ لتفانِ
والظلمُ ياربَّاهُ يؤلمُ طعنُه = والسهمُ سهمُ الحقدِ في الأبدانِ
إنْ أبطأ الفَرَجُ القريبُ فرحمـةٌ = تُرجى ومنك نسائمُ الرحمنِ
والباطلُ الممقوتُ عـرَّاهُ الهدى = ورماهُ زيفُ البغيِ للديدانِ
إنَّ انتصارَ الحـقِّ عاقبةٌ لمَن = صبروا على الإيذاءِ والأشجانِ
فالنصرُ للوعدِ المتوجِ بالهدى = يُـزجَى لأهـلِ شريعةِ الدَّيَّانِ
طوبى لفتيانِ العقيدةِ إنَّهم = صبروا وما للصبرِ من خذلانِ
للهِ نجدتُـه بحكمته ولن = تحلـو بغير تألُّقِ الإيمـانِ
ولعلَ إحدى الحسنيين نصيبُهم = ولديهما الفصلُ الأخيرُ الهـاني
ماخافَ جندُ مُحَمَّــدٍ طولُ الأذى = وعُتُوُّ حشدِ الفرسِ والرومانِ
إسلامُنا قد هـلَّ في زمنٍ طغى = فيه الفسادُ وعاث في البلدانِ
فاستبشرتْ دنيا الورى بقدومِه = فالحكمُ بعد اليومِ للقرآنِ
للسُّنَّةِ الغرَّاءِ هديِ مُحَمَّــدٍ = شرعِ الحبيبِ المصطفى العدناني
قد آنَ للأيامِ أن تحظى بما = في الدينِ من فتحٍ ومن فرقانِ
ومن الإخـاءِ العَذْبِ يجمعُ عالَمًـا = ساموه بالإرهابِ والشَّنآنِ
أَوَغيـر دينِ اللهِ يجمعُ أهلَه = في العالمين لأُلفةٍ وحنانِ !
مَن ذاقَ طعمَ الخيرِ في بستانه = لـم يرضَ بالأشواكِ والقَطِرانِ
أو يرضَ بالممللِ الذميمةِ أفسدَتْ = مافي حياةِ الناسِ من تحنانِ
وَجَنَتْ عليهم بالمكائدِ فانحنوا = للإثـم والعصيانِ والخسرانِ
لكنَّ أقدارَ الإلـهِ مكينةٌ = والشَّرُّ وَهْـجُ الشَّرِّ مـا أضناني
نمضي وباسم الله خطوتُنـا سعت = وهي المنى تُزجَى إلى وجداني
سأعيشُ مغتربًا وإن طالَ النَّوى = واللهُ جــلَّ اللهُ لا ينساني