شتَّان بينَ الشِّرعـةِ البيضاءِ = تسمو ، وبين النحلةِ الخرقاءِ
شتان في سعيٍ لأبخسِ غايةٍ = والسعيِ فوق مدارجِ الجـوزاءِ
طالتْ جنايةُ مَن تصدُّوا للهدى = بالمكـرِ والشُّبهاتِ والبغضاءِ
لكنَّهم باؤوا بها في خيبةٍ = من قُبـحِ مافي النفسِ من أسواءِ
أنـا مسلمٌ أعني : أعيشُ لمصحفي = طولَ المدى ولِسُنَّتِي الغــرَّاءِ
محَّصْتُ في مِلل الشعوبِ فلم أجِـدْ = إلا غثـاءَ القولِ في الآراءِ
من مُرجِفين وقد تمادى غيُّهم = بالكفرِ في عبثٍ وفي إيـذاءِ
ومن الذين تمكنتْ شهواتُهم = منهم فعاشوا في هـوىً و عَمَـاءِ
هـم مَن مضوا أيامَ أطفأ نارَهـم = فاروقُ أمتنا فتى العظماءِ
والروم من بعدِ الوقائعِ أدبروا = فاقرأْ أخي ماجاءَ في الأنباءِ
أعني بأنَّ الحقَّ باقٍ لـم يزل = يُفـدَى من الآباءِ والأبناءِ
وبأنَّ يقظةَ أمتي مرهونة = ببزوغِ نـورِ الدعوة العصماءِ
ولأمَّتي عهدٌ إذا عادت إلى = قـرآنِهـا بالنَّصرِ في الهيجاءِ
أقدارُ ربِّ العرشِ مـاضيةٌ فلا = خوف على ديني من الأعـداءِ
الَّلهُ يحفظُـه ويحفظ أهلَه = وسيفرقُ الطاغوتُ في الدَّأماءِ
سيعودُ للدنيا هُدَىً ومودَّةً = إسلامُنـا في سائرِ الأرجـاءِ
وتزولُ أصنامٌ ويُهدمُ ركنُها = وتعودُ روحُ الصفوةِ الخلفاءِ
مَن ظنَّ أنَّ الغربَ يرعى حقَّنا = ويريدُ نهضتنا إلى العلياءِ
أو أنَّ للروسِ البغاةِ مودةً = لبلادنا تُرجَى مع الحلفاءِ
أو أنَّ أمْريكا ستنقذُ أمَّــةً = من قبضةِ البأساءِ والضَّرَّاءِ
أو غيرهم : هاهم من الدول التي = تسعى لحكمِ مرابعِ الغبراءِ
فَلْيَقْرَأ التاريخَ عن زمن مضى = وَلْتَنْظُرَنْ في العصرِ عينُ الرائي
حتى يرى أنَّ المصالح شأنُهم = والكـرهَ للإسلامِ والحنفـاءِ
ليرى سبيلَ العودةِ المثلى إلى = ربِّ العبادِ ومنقذِ الضعفاءِ
إنْ تنصروا الديَّانَ ينصرْكم فلم = يخذلْ إلهي أمَّـةَ النُّجباءِ
قُلْها أجلْ هي أمةُ الخيرِ الذي = يسعى إليه الناسُ في الأنحـاءِ
وبعهدِه تعشوشبُ الدنيا ولن = تجــدَ الشعوبَ تئـنُ في الجرداءِ
ستعيشُ في كنفِ الرحيمِ وفضلِه = بهناءةٍ وتكافُلٍ وإخـاءِ
فالأرضُ ملك اللهِ يورثهـا لِمَنْ = يرعى حقوقَ اللهِ في الآناءِ
ويقيمُ شرعَ اللهِ حكمًـا في الورى = ويـردُ حكمَ الرِّدَّةِ الشَّنعاءِ
أمـا طغاةُ الأرضِ موعدُهم غـدًا = في هذه الدنيا ، ويومِ جـزاءِ
لـن يفلتوا فَتَمَعَّنَنْ فيمَن قضوا = في الهالكين لزمرةِ السُّفهاءِ
لاتَفْتِنَنَّكُمُ البهارجُ إنَّهـا = مع أهلهـا لجهنَّم الحمراءِ
فاثْبتْ على الدين القويمِ ولا تخفْ = فإلهــُـكَ القهَّــارُ ذو الآلاءِ
سيردُّ كيدَ الظالمين فأيْقِنَنْ = لنحورِهـم بالطعنةِ النجـلاءِ
ناداهُـمُ القرآنُ في آياته = لكنَّهم صدُّوا بغيرِ حيــاءِ
فهُمُ استحقُّوا ما أتى لعذابهم = بعد انتفاشِ النفسِ بالخيلاءِ