إلى شعوب الأمة الإسلامية وعلمائها
***
*****
ان كنتموا غيرا حقا على ذمم الاسلام فاتحدوا كالراس والجسد
آلامُنا عظُمتْ قد أنهكت جسدي = والحزنُ أذكى لهيبَ الجمرِ في كبِدي
الكفرُ هدَّدني ، والظُّلم قيَّدني = أعيش مهزلةَ الإذلالِ في بلَدي
كرامتي ذُبِحت في ساحة الأممِ = باتتْ بمحفلِها منهوبة الجسدِ
صهيونُ وا أسفي قد بات مُنغرساً = في قلب أمَّتنا الغرَّاء كالوتدِ
والرَّايةُ انتكستْ قد غاب رافعُها = فالباسلُ المقدامُ في العُرْب لم يَعُدِ
ألبابُ قادتنا تاهت مثقَّلةً = بالجهل والذلِّ والأطماع والحسدِ
اللغوُ دَيدنُ من شلَّتْ عزائمهمْ = لو رحتَ تسالُ أين الفعل لا تجِدِ
إن نالهم في الورى ضدٌّ بقاصمةٍ = ضجُّوا كأرنبة في قبضة الأسدِ
أمريكا ربَّتهم في النَّوم ترصُدهمْ = فما لهم سَنَدٌ من هُوجِها اللُّدُدِ
القوم قد ركبوا أحقادهم وأتوْا = يُحيون معركة الصُّلبان والعُمُدِ
وقومُنا برعوا في قتل بعضهمُو = يرجون عزَّتهم بالنَّفث في العُقدِ
موت الفتى كمَدا من حال أمَّتنا = فعل أباركه في حقِّ مُعتقدي
أعراضنا انتهكتْ ، أرزاقنا استلبتْ = أرواحنا زُهقت هدْرا بلا عددِ
أفغان داميةٌ ، والقدس عانيةٌ = فالمسلمون أذيقوا الذلَّ في القيُدِ
ليبيا تعاني من الويلات دمَّرها = سمُّ النَّصارى وضرُّ الغلِّ في حَمَدِ
لهفي عليها على كلِّ الضِّعاف بها = على الصَّبايا وأهل الفضل والجُنُدِ
لهفي عليها على خيراتها نُهبتْ = قد عَبَّها الغربُ من شُرْهٍ ومن حَسَدِ
صنعاء طوَّقها الاذيال في صلَفٍ = فالغدرُ يكدمُها بالدَّاء والوَبَدِ
أطفالها صرخوا من ذا يُعلِّلهمْ = من ذا يمدُّ يدا للجائع الشَّرِدِ
من ذا يفكُّ قيودَ الأسْر عن أممٍ = ضُرَّتْ لرغبتها في حَضنِ مُعتقدِ
ضُرَّتْ لصرختها في وجه شانئها = الله أكبرُ نهجُ الحقِّ مُعتمدِي
ثوري لزعزعة الأعداء قاطبةً = أم صرت ناكلةً يا أمَّة الأسُدِ
يا أمَّةً وَلدتْ للنَّاس خيرهمو = ماذا دهاك ؟ فهل أحجمت أن تلدي ؟
أبناؤك اندحروا والجبنُ صغَّرهمْ = غاصوا برمَّتهم في عيشة النَّكَدِ
عودي لمركبة الإسلام ثانيةً = واقضي على شبح الأهوال بالجلَدِ
فالمجدُ ملحمةٌ بالكدحِ نصنعهُ = لا يرجعُ الشَّرفُ المسلوبُ بالنَّدَدِ
أسلافنا رفعوا رايات عزِّهمو = بالصبر والبذل والإقدام والزُّهُدِ
أجناد خالقهم للحقِّ ناصرةٌ = عاشوا وعزَّتهم خفاقةُ البنُدِ
وا أمَّتي اتفقي فالخطبُ طوَّقنا = وا أمّتي اتَّبعي الإسلام واتَّحدي
دُعاتَنا اتَّحدوا فالغلُّ مزَّقنا = ويحَ الدُّعاة غدا من حسرة الأبدِ
دُعاتنا انتبهوا فالكفرُ يرصدنا = والويلُ يدهمنا والنَّصرُ يبتعدِ
دُعاتنا اعتبروا ففي الورى عبَرٌ = قامت تحذِّرنا يوما على أُحُدِ
إنَّ الأخوَّة في الإسلام واجبةٌ = أين الأخوَّة ؟؟؟ بات الشَّملُ في بَدَدِ
أشكو لظى كمَدي لله خالقِنا = أشكو مؤجِّجه فالخُلفُ جذَّ يدي
أشكوه منتصرا، والدَّمع منهمرٌ = والقلبُ منفطرٌ، والجسم يرتعِدِ
الله أكبر بالإسلام عزَّتنا = عن شرعة الحقِّ لا ننأى ولا نحِدِ
الله أكبر مهما اربدَّ حاضرُنا = فالنُّور يُشرق والأغلال تنفصدِ
مهما تعاظم في الأنظار شانئُنا = فالسَّيلُ يقذفُ عند المور بالزبَدِ
الله أكبرُ أهل الصِّدق ما فُقِدوا = والنَّصرُ بالصِّدق ليس النَّصرُ بالعدَدِ
فحين نخلصُ للرَّحمن ينصرُنا = إن كلَّ عزمُنا جاء الرُّوحُ بالمدَدِ
الله أكبرُ إنَّ العيشَ منصرمٌ = والله يفصلُ بين الناس يوم غَدِ