تلك سوءاتِ مشيةِ الخُيلاءِ=وانحسارُ استدارةِ الكبرياءِ
والتَّمادي بالبغيِ هيهاتَ يبقى=فوقَ رأسِ الشعوبِ دونَ جزاءِ
كم أنالوها من أذىً ماتروَّى=بيديهم في صبحِها والمساءِ
حاربوا دينَها الحنيفَ وألقوْا=بمثاني الإسلامِ لاستهزاءِ
ونسوا ربَّـه الجليلَ ، وخاضوا =بالسَّفاهاتِ ــ بئسَ ــ والإزراءِ
ما دروا أنَّ في الرمادِ لهيبا=ذا استعارٍ بالجمرِ في الأحناءِ
إنها الأمةُ الكريمةُ هبَّتْ=لا تبالي بوطأةِ البأساءِ
فدعوها ترجعْ إلى ما تمنَّتْ=من علاها ، ومجدِها الوضَّاءِ
قبلَ أن تكسرَ القيودَ يداها=وتشقَّ الدروبَ رغمَ كلِّ عناءِ
ليس ترضى بزيفِ أيِّ شعارٍ=يتلوَّى بالمكرِ والإيذاءِ
وبجيشٍ من الرعاعِ رخيصٍ=ذي غباءٍ وغلظةٍ والتواءِ
بالسكاكين والعصيِّ تحدَّى=غيرَ واعٍ إرادةَ الحنفاءِ
بئسَ ديمقراطيَّـةٌ ما تعدَّتْ=(( بلطجاتِ )) الغوغاءِ والسفهاءِ
قد رعاها زعيمُهم باعتسافٍ=وسجونٍ تموجُ بالأبرياءِ
وحقوقٍ تُداسُ تحتَ نعالٍ=و بإعلامِ خِسَّةٍ و افتراءِ
يتغنَّونَ بالبطولةِ زورا=والبطولاتُ صنعةُ العظماءِ
أينَ منها الإحساسُ بالألمِ المُـرِّ = يُجافي الخنوعَ للأعداءِ ؟؟
أين منها التُّقى ؟ وأين التعالي=عن مهاوي الرذيلةِ الشَّنعاءِ !!
البطولاتُ مركبٌ للمعالي=لا لخمرٍ و قبنةٍ ونساءِ
والبطولاتُ : نخوةٌ إن تنادتْ=في دروبِ الجهادِ أُختُ الفداءِ
وهي الحبُّ للشعوبِ مع الخيرِ = يُزجَي مع الوفا و الرخاءِ
أين منها ماحلَّ بالناسِ من ضنكٍ = وظلمٍ وحيرةٍ وازدراءِ !!
وسجونٍ ضاقتْ سراديبُها اليومَ = بآلافٍ من خيرةِ الشُّرفاءِ
ومراراتِ أُمَّـةٍ ما تخلَّتْ=عن كتابِ الشريعةِ الغرَّاءِ
فدعوها تزحفْ لنيلِ مُناها=فوقَ شوكِ الأذى وجمرِ البلاءِ
قد كفاها ــ والله ــ بلطجةً ليثتْ = بديمقراطيةِ الأهواءِ
آنَ للمسلمين أن يتوخَّوا=دارَ عزٍّ بالدِّينِ تحتَ السماءِ
قد مللْنا مذاهبَ العارِ باءتْ=بالتَّجنِّي والخزيِ والبلواءِ
وكفرنا بغيرِ ما أنزلَ اللهُ = فبئستْ عقائدُ الخلطاءِ
قد أتاها فناؤُها فترقَّبْ=ظهرَ زلزالها بأيدي الفناءِ