(1321- 1405هـ = 1903- 1985م)
--------------------
(*) بمناسبة ذكرى مرور 36 سنة على وفاته رحمه الله؛ إذ توفي ليلة 27/
جُدْ يا أُخَيَّ بِدَمعِكَ المِدْرَارِ= لِلشَّيخِ جُمْعَةَ زِينَةِ الأحْبَارِ
هُوَ فَخْرُ مَنبِجَ تَاجُ مَفْرِقِ عِزِّهَا = هو شَمسُهَا , هو بَدرُها المُتَوَاري
هو حَبْرُهَا و فَقِيهُها و خطيبُها = هو بدرُ إفتاءٍ بها لِلسَّاري
هو شَيخُ جامِعِها الكبيرِ و مُرشِدٌ = لقَضائِها , و لِريفِها الكُبَّارِ
نَجْلٌ لِحَبْرِ البَابِ ، بلْ عَلَّامِها = المُصطَفى لـِ "زِلَامِهَا" الأخيَارِ
* * *=* * *
قَدْ كُنْتَ فينا داعِيًا و مُبَلِّغًا = بِالصِّدْقِ و الإخْلاصِ , لِلغَفَّارِ
لَمْ تَأْلُ جُهْدًا فِي النَّصِيحَةِ لِلوَرَى = مَعَ حِكْمَةٍ , و تَحَمُّلِ الأشْرارِ
بَلَّغْتَ دِينَ اللهِ في صِدقٍ بَدا = و بِحِكمةٍ , و بِحُرقَةٍ , و بِدَارِ
لم تَخْشَ في دينِ الحنيفةِ لائمًا = و كذلكَ الرِّبِّيُّ ؛ مِن أحْبارِ
* * *=* * *
ذِكْراكَ بَينَ النَّاسِ عاطِرَةُ الشَّذَى= كالزَّيْزَفُونِ , كأعْطَرِ الأزْهارِ
ما زالَ ذِكرُكَ عابِقًا في مَنْبِجٍ = في أهلِها ؛ بِكِبارِهم و صِغَارِ
ما زلتَ حيًّا في الضمائر باقيا = يُثني عليكَ الناسُ بالإكبارِ
إن كُفِّنَ المُثْرُونَ في حُلَلٍ غَلَتْ = فَلَقدْ كُفِنْتَ بِأفْئِدِ الأبْرارِ
* * *=* * *
عَرَفَتْكَ مَنْبِجُ عالِمًا مُتَفانيًا = في الوَعظِ والإرشادِ بِاسْتِمْرارِ
عرفتك منبج مُفتِيًا مُسْتَمْسِكًا = بِالحَقِّ ؛ لا تَعْنُو لِغَيرِ البارِي
عرفتك قلبًا حانِيًا لِضِعَافِهم = بل مُحسِنًا لِصغارهم وكِبارِ
كنتَ المُحِبَّ لِطالبي عِلمِ الشَّرِيـ = ـعَةِ مُكرِمًا ومُشَجِّعًا لِلقارِي
لم نُلْفِ عِدْلَكَ مُنْذُ واراكَ الثَّرَى = لم نَلْقَ مِثلَكَ في تُقًى ومَسَارِ
فكأنَّ أرْحامَ النِّساءِ تَعَقَّمَت = مِن أنْ تَجِيءَ بِمِثلِكُمْ , و مُبَارِ
* * *=* * *
سُبحانَ مَن بَرَأ الخَلائقَ رافِعًا = دَرَجَاتِ بعضِ السادةِ الأخْيارِ
لا سِيَّمَا العُلَمَاءُ وُرَّاثُ الهُدَى = حُرَّاسُ دِينِ اللهِ في الأمْصارِ
ما ماتَ فينا الشيخُ جُمْعةُ بَلْ بَقِيْ = بِمُفِيدِ عِلْمٍ - بَثَّ - أوْ آثارِ
سَيَظَلُّ في سِفْرِ العُلَى مُتَألِّقًا = بِحُرُوفِ نُورٍ؛ طُرِّزَتْ بِنُضَارِ
سيظل في دُنيا الدُّعاةِ مُخَلَّدًا = ذِكرًا , وأجْرًا في حِمَى الغَفَّارِ
و تَظلُّ مَنْبِجُ بِالوَفَا و مَحَبَّةٍ = تُثنِي عليه الخَيرَ في الأعْصارِ
لا سِيَّمَا النُّجَبَاءُ مِن طُلابِه = أو عارفِي فَضْلٍ لهُ بِمَسارِ
* * *=* * *
فَجَزَاكَ رَبِّي عَن شَرِيعةِ أحْمَدٍ = خَيرًا , وأكرَمَكُمْ بِخَيرِ جِوَارِ
وحُشِرتَ مَعْ عُلمَاءِ صِدقٍ أتقِيَا = بِلِوَا مُعَاذٍ ؛ صاحِبِ المُختارِ
يا رَبِّ أكرِمْ نُزْلَهُ في قَبرِهِ = وارحَمْهُ في بُكَرٍ, وفي الأسْحَارِ
وارحَم مُحِبِّيهِ ؛ مُفِيدِي عِلمِه = و مُبَلِّغِيهِ , أثِبْهِمُو يا بارِي
رمضان/1406 = 14/6/1985م.