"ما كنتُ أحسبني أحيا إلى زمَنٍ"=يُؤَزُّ فيهِ إلى الأعداءِ تمجيدُ
مِن كلِّ نذلٍ حقيرٍ خائنٍ وقِحٍ= خاوي الفؤادِ وعند الخطب رِعديد
لا يستحي من غباءٍ ظلَّ يَسكُنه= كأنَّه شرفٌ في المَرءِ محمود
كأن جِلْد القفا قد كان مَيَّزَه= فوْق الجبينِ وفوْق الوجهِ مَوْجود
تراه يَظهر في الشَّاشاتٍ مبتسمًا= ومفتيًا في أمورٍ دونها البيد
ويَدَّعي أنَّ وهْجَ الشَّمسِ مُبتذَل= وأنَّ فضلَ غمامِ السُّحبِ محدود
وأنَّ في عزمَةِ الأبطالِ مَفسدةً= ما كان يَنقصهمْ شجبٌ وتنديد
مَن علَّم العبدَ أنَّ الحرَّ مُمتهَنٌ= والدَّفعَ للظُّلم في الأكوانِ مَردود
مَن علَّمَ العبدَ أنَّ الأرضَ خانعةٌ= لغاصبٍ وبَغيٍّ؟ هل هو الجود؟
مَن علَّم العبدَ أنَّ الرِّبح مُرتهَنٌ= إنْ سالَمَ المعتدي والنَّصرُ مفقود
قد كان يشكو من التَّعنيفِ من زمَنٍ= وإنَّما هو للتَّعنيفِ مَرصود
لا يصلح العبدُ إلَّا والعصا معَه= تؤدِّبُ العبدَ إنْ أخنى به الدُّود
"فالعبْد ليْس لحرٍّ صالحٍ بأخٍ= لوْ أنَّه في ثياب الحرِّ مَوْلود"
أقصِر. فأنتَ ضئيلٌ في نواظِرنا= إنَّ الدَّعيَّ على الأيَّامِ مَنكودُ