صابِروا واصبروا بأغلى المغاني = وبمسرى نبيِّنا العدناني
صابروا أنتمُ الرجالُ وأنتم = تاجُ أهل الوفاءِ للقرآنِ
مَن سِواكم يذود إن لم تذودوا = أويُرْجَى من خائن أو جبانِ
لاوربي أكادُ أكفرُ بالأمةِ . = . لولا تجاوبُ الفرسانِ
أمتي كلُّ أمتي قد تلظَّت = بلهيبٍ صدورُ أهل المثاني
العفيفاتُ والصبايا وأطفالٌ . = . بعمرِ الزهورِ في الميدانِ
هُـنَّ جابَهْنَ المجرمين فطوبى = لذواتِ الوفاءِ و الإيمـانِ
ثارَتِ القدسُ فاهْزجي وَتَغَنََّّْيْ = وَتَثَنيْ بمجدِها المزدانِ
غابَ أهلُ الفجورِ عن ساحةِ العزِّ . = . ولاذوا لابوركوا بالحـانِ
وبهذا الهراءِ يطفحُ عارًا = باتَ يجري أذىً بكلِّ لسانِ
فهي القدسُ شأنُهـا ليس يخفى = رغـمَ بغيِ اليهودِ في الأزمانِ
بارك اللهُ أرضَهـا فَعَلَيْهَـا = قــد خطـا الأنبياءُ في الأحيانِ
وَهْيَ مسرى نبيِّنـا ليس ترضى = بحثالاتِ هـذه القطعانِ
قد أتوها من كل فــجٍّ بعيد = ثـمَّ عاثوا بالبغي والعدوانِ
وهـمُ اليومَ أشعلوها جحيمًـا = حيثُ لم يبقَ في المدى من أمانِ
طائراتٌ وقاذفاتٌ تَلَظَّتْ = بلهيبِ البأساءِ والأضغانِ
والصَّواريخُ دمَّرتْ مابنى الناسُ ..= .. فأبياتهم بلا أركانِ !
ومئاتٌ بأرضها شهداءٌ = ومئاتُ جرحى من الفتيانِ
ذاك فعلُ اليهودِ لعنةُ مولايَ .. = .. عليهم جرتْ بكلِّ لسانِ
غَضَبُ اللهِ لم يفارقْ يهودًا = فَهُـمُ الوالغون في الطغيانِ
قتلوا أنبياءَه وأحلُّـوا = حرماتٍ فالشأنُ في خسرانِ
ذكرُهـم في التاريخِ ذكـرٌ قبيحٌ = لانحسارٍ عن زهـوِ حُلوِ المعاني
في فلسطيننا اليهودُ تمادوا = بِعُلُوٍّ وخِسَّــةٍ وامتهانِ
وأغاروا مثل الوحوشِ : فَقَتْلٌ = لم يزل للنساءِ والولدانِ
بعد هدمٍ للدورِ أضحت ركامًـا = وبحيِّ الجرَّاحِ فِعلُ جبــانِ
غير أنَّ االرجال هبُّوا أُباةً = لـم يبالوا بحدَّةِ العدوانِ
جرَّدوهـا سيوفَ حـقٍّ تصدَّت = لجمــوعِ اليهودِ كالقطعانِ
حيثُ عاثوا بالمسجدِ الطاهرِ اليومَ .. = .. ولكـنْ رُدُّوا من السكانِ
إنَّ عزمَ المرابطين بأقصانا .. = .. رجالا ونسوةً في تفـانِ
هــم فداءٌ لمسجدٍ فيه صلَّى = سيِّدُ الخَلقِ قبلَ هذا الأوانِ
لايردُ الطغيانَ إلا صمودٌ = فيه تحلو عـزائمُ الشُّبَّانِ
والصَّواريخُ مرَّغتْ أنفَ قومٍ = إذ رماهـم تَقَلُّبُ الحَدَثانِ
هكذا لايردُ بغيَ يهودٍ = غيرُ صـفعٍ بالنَّارِ والصَّـوَّانِ
والليالي مع اليهود سجالٌ = وغدا موعدٌ صـريحُ البيانِ
ليس يبقى في القدسِ إلا بنوها = والأعادي لاريبَ للخسرانِ
فاصْمُدِي ياقدسَ الملاحمِ هــذا = قَــدَرُ اللهِ آخــرَ الأزمانِ