القدسُ إرثُ السُّنَّةِ الغراءِ = من فبلِ يومِ الفتحِ والإسراءِ
كانت وما زالت وتبقى موئلا = لمرابطين بعزةٍ وإباءِ
لـم تُثنهم هذي المذابحُ من يــدٍ = ملعونةٍ في الحقبةِ السوداءِ
هاهم على قمم الإباءِ استعصموا = باللــهِ لا بتفاهةِ الجبنــاءِ
ما أسلموا شممَ العقيدةِ للعــدا = بئسَ الخنوعُ لزمرةِ العملاءِ
والقدس ما كانت قضيةُ فاسدٍ = أو فاجرٍ ومهرجٍ ومرائي
وهو العدو يرى ويعلمُ أهلَهــا = أهـلَ الجهادِ الصيدِ في الهيجاءِ
وهو العدوُّ ولم يكن في واحدٍ = بل باتَ جمعُ الشَّرِّ في أعداءِ
لكنَّهم خسئوا ويأتي يومُهم = يومُ التبابِ لجحفلِ البغضاءِ
أقسمتُ : حيثُ تواترت أنباؤُه = أنًّ الفنـا للغارةِ الشعواءِ
سيزولُ هذا المسخُ من قدسي ولن = يبقى قطيعُ الملَّـةِ الخرقاءِ
وسيعلمُ الأعداءُ أنَّ جهادَنا = ماضٍ ليومِ النصرِ للأكفاءِ
يا أهلَ غزَّة فاصبروا هي جولة = لـم تعــدُ محقَ الجولةِ الرعناءِ
صبرا فلم يخذلْكُمُ الجبارُ يا = أهـتلَ الرباطِ بقدسِنا الفيحاءِ
لقنتُمُ الأعداءَ درسًا قاسيًا = وصفعتُمُ الخُذَّالَ يومَ لقــاءِ
شهداؤُكم قد ألجموا شدقَ الذي = قد فاهَ يوم ثباتكم بهُــراءِ
ذاك القبيحُ وفيه من سمةِ العمى = نمطٌ يسربله بكلِّ شقاءِ
ولْتخرس النخبُ الوضيعةُ إنها = نخبُ الليالي الحمر والأهواءِ
حــيِّ الصواريخَ التي قد أرعبتْ = بالقصف~ صهيونيةَ السفهاءِ
عصفتْ وتحملها البطولةُ إنها = صوتُ الفداءِ وصرخةُ النجباءِ
ما هان مَن حمل العقيدةَ صادقا = لمَّــا يُصبْ بهزيمةٍ و عياءِ
مـرَّتْ ليالٍ والشعوبُ تذوقُ من = لأوائها في الصبحِ والإمساءِ
لكنها انتفضتْ وهبَّت جحفلا = لاينثني ذوالهمَّةٍ القعساءِ
علم اليهودُ كفاحَها فيما مضى = من سالف الأيامِ في الغبراءِ
ملأتْ رحابَ الأرضِ بالقيمِ التي = قامت على وُدٍّ وصدقِ إخــاءِ
لامثلما فعلَ العدوُّ بقدسنا = من فبلُ يوم الغارةِ النكراءِ
أو مثلما فعل اليهودُ وقد أتوا = بالحقدِ والبغضاءِ والأسواءِ
تاريخهم قتلٌ ومكرٌ في الورى = بتجارة ربويَّةٍ و نساءِ
كرهت شعوبُ الأرضِ وجهَ فسادهم = وهو القبيحُ بوصمةِ الفحشاءِ
ولعلها الأيامُ دارت وانقضى = عهدُ لهم قد باءَ بالضَّرَّاءِ
وأتى زمانُ الخيرِ يحملُه الهدى = بين الورى بالشرعةِ السَّمحاءِ
قد هـلَّ بالإسلامِ موكبُ أمَّــةٍ = كانت تزاحـمُ منكبَ الجوزاءِ
نُصِرَتْ بإذن اللهِ حيثُ تسنَّمتْ = بين الشعوبِ منازلَ العلياءِ
لكنَّهـا ما استكبرتْ يوما ولا = حملت لواءَ الظلمِ والإيذاءِ
خسئَ اليهودُ فبغيُهم بادٍ ولـم = يُشْهَدْ لهم يوما بحُسن أداءِ
خدعوا الشعوبَ بمكرهم وفسادهم = ومحافل الإجرامِ والإغراءِ
وزوالُهـم يأتي بخيرٍ للورى = من غير مــا لـؤمٍ ولا غلواءِ
وهي الحقيقةُ ليس ينكرُها الذي = خَبَرَ اليهودَ وبيئةَ الخبثاءِ
وبدايةُ الفصلِ الأخيرِ لشأنهم = سردُ الفضائحِ جئنَ بالأنبــاءِ
القدسُ ما كانت لهم يوما ولـم = ترضَ المغاني الخضرُ باللؤماءِ
جمعتْهمُ الأحقادُ من أشتاتهم = برعاية أخرى من الأعداءِ
لكنَّ أمرَ اللهِ لايُبقي على = أممٍ تريدُ الكيدَ بالغرَّاءِ
ولعلها أيامُ فصلٍ شأنُهـا = يعلو به الإسلامُ في الأرجاءِ