وطّنتُ نفسي على صبرٍ يُنزِّهني = عن رِبْقةِ الذلِّ في بذلِ السّلاطينِ
فلا أميلُ إلى ذي سُلطة طمعاً = إنَّ الزَّهادة تاجُ العزِّ والدِّينِ
كَتبتُ جَمًّا ولكنْ لم أقف أبدا = لأشحذَ المالَ من أهل النَّياشينِ
شِعري جهادٌ لأجل الحقِّ أنظمُهُ = فالحقُّ يسطعُ في فحوى عناويني
إذا مَدحتُ فمدحي للألى سلكوا = دربَ الفضيلة لا دربَ الشياطينِ
وإنْ هجوتُ فهجْوِي سهمُ مُنتصرٍ = لله والحقِّ من ذي السُّوء والشِّينِ
الذلُّ أسهلُ من عزٍّ أهيم به = إنَّ الكرامة تأبى لوثة الطِّينِ
* * *=* * *
في عالمِ الشِّعرِ أبقارٌ مُدجَّنةٌ = تهفو إلى العلَفِ المسمومِ بالهُونِ
تُعلي خَساسة حُكَّامٍ ذنادقة ٍ= صاروا طلائعَ في أجناد صهيونِ
تباًّ لذي قلمٍ يرضى الهوان ولا = يعتزُّ بالعقلِ في عصر المجانينِ
ماذا يساوي أميرٌ خائنٌ نزِقٌ = يشري المديحَ بأرزاق المساكين؟ِ
ماذا يُحصِّلُ ذو شعرٍ يُسخِّرُهُ = لأقذرِ الخلقِ في التّاريخ والكون؟ِ
هل شأنُ مُتَّضعٍ يُعليه متَّضع ٌ= داس الفضيلة في سوق الملايين؟ِ
مدحُ الوضيعِ هجاءٌ يستهين به = لا يورثُ العزَّ أضراط المعافينِ
يا مادحَ الخُرْءِ في أرض الخليج أفقْ = أهدرتَ شعركَ في أدناسِ مفتونِ
عارُ الخيانة والإسفاف يلبسُه = وكيف يشرفُ ملعونٌ بملعونِ؟
من يخذل الحقَّ لا ينفعْه ما ملكوا = سيخلد الدَّهرَ في الإعنات والدُّونِ
وقفت َضدَّ مليك الكون مُجترئا = في مدحِ وغدٍ بِغَيِّ الكفرِ مسكونِ
وقفتَ تُضفي على أدناسه دنساً = حتَّى تفيضَ على كلِّ الميادينِ
* * *=* * *
إنَّ القناعة عزٌّ لا أخالفُهُ = الخبزُ والماء في الإسلام يُغنيني
ولا أبيعُ هدى الرّحمن في طمعٍ = والدَّهرُ من قدَرِ الأحياء يُدنيني
سألعنُ الخائن الغدَّارَ ما خَفقتْ = بالعزِّ والحقِّ والتَّقوى شراييني
واللهُ ينصرُ أهل الحقِّ إن صبروا = أمرُ الخلائقِ بين الكافِ والنُّونِ