نبادرها بالعزِّ في حضرةِ الصَّبرِ = فما وهنتْ فينا العزائمُ من ضرِّ
ولم نكُ والآلام باتت مريرةً = جموعَ ركونٍ للطغاةِ ولا ندري
لقد هزَّ سيفُ الحقدِ منهم شعوبَنا = فهبَّتْ ، وأهلُ الشَّامِ في أول السيرِ
وقد سكتوا عنهم لطيبِ قلوبهم = وللقيم المُثلى بأحنائهم تجري
ولم يعلموا أنَّ المجوسَ كما هُمُ = بلا شيمٍ تُرجَى ، ولا توبةٍ تغري
عداوتهم للحقِّ والخير والهدى = وللسُّنَّةِ الغرَّاءِ من سالفِ الدهرِ
يبيتون والأحقادُ ملءُ نفوسهم = وأقبحُ مافي النفسِ بادرةُ الغدرِ
نفاقٌ وتلبيسٌ وسوء خيانةٍ = وسودُ نوايا تطمسُ البِشرَ في الصَّدرِ
ولم ينْءَ حرفٌ عن مقاصدِ خبثِهم = وليس لريحِ اللؤمِ في القومِ من سِترِ
تراهم ويابؤسَ العمائم إن بدوا = صفيقَ جبينٍ أو قتورًا بلا فكرِ
مآثمُهم في الشَّامِ باتت كريهةً = وأنيابُهم فيها أحرُّ من الجمرِ
أقولُ لهم : خِبتُم وخابت ظنونُكم = وأرداكُمُ الدَّيَّانُ في الغيهبِ المزري
تفورُ الجراحُ الحمرُ ألهبَها الفدا = وأذكتْ لظاها اليومَ قاصمةُ الظهرِ
فليس لهم في حاضرِ الشامِ موطئٌ = ولا في الغدِ الفيَّاضِ بالمجدِ والنصرِ
وليس لهم من بعد ذا اللؤمِ راحةٌ = وهيهات ينجو مَن تعالى على الذكرِ
فرشنا نعيمَ الوُدِّ للناسِ كلِّهم = بأحلى مغانينا على العسرِ واليسرِ
وما قادنا للظلمِ عالي مكانةٍ = لنا في مدى الأيامِ أو هِزةُ الكِبرِ
وما كان للإفسادِ فينا صبابةٌ = ولسنا عبيد النفسِ في عمل النُّكرِ
كفرنا بطاغوتٍ لهم باع نفسَه = لأعدائنا ، وانحازَ للحقدِ والشَّرِّ
وألقى عهودا خانها خلفَ ظهرِه = وأدبرَ عن بيضِ السجايا بلا عذرِ
فعذَّبَه ربُّ الورى قبلَ موتِه = وألقاه للأوجاعِ والنَّكدِ المُرِّ
وعاش تعاني من ضرامٍ ضلوعُه = ومات شقيًّا بالقبائح والخُسرِ
عليه من اللعناتِ لم يُحصَ عدُّها = ومن ثِقلِ الأوزارِ في ظلمةِ القبرِ
فتبًّا له دنيا وأخرى بما جنتْ = أياديه من أسواء في البدو والحضرِ
توارى وهذا الجرو ينبح خلفه = وفي بغيه قد ناء في المسلك الوعرِ
لعلك ترجو أن تكونَ لشامنا = غدا ملكا يابنَ اللئيمِ مدى العصرِ؟!
خسئتَ فلا عشنا ، وعاش إباؤُنا = وقد خنتَ أنتَ الشَّامَ يابذرة الشَّرِّ
ألم تُلفِ ياذا الوغد منَّا شبابَنا = يدوسون فوق الهامِ في حومةِ الثأرِ
هي الحربُ ياسفَّاحُ ياجروَ كلبِهم = تدورُ ونيران الحروبِ مدى العمرِ
فهيهات ننسى مافعلتَ وما جنتْ = يداك بأرضِ المجدِ والعزِّ والطهرِ
إذا مات في دنيا الأنامِ ضميرهم = فإنَّ انتقام الله آتٍ على إثرِ
وفي دفتر التوثيقِ يانذلُ لؤمُكم = تسجله الأحداثُ سطرًا على سطرِ
أتينا أتينا ياذئابَ مجوسهم = أتينا على الطغيانِ والمكرِ والكفرِ
سنتقلع الشَّرَّ القبيحَ ولا نني = وبالعزمات اليوم في جيشنا الحرِّ
وندفن آمالَ المجوسِ وجروهم = فإنَّ بلاد الشامِ أعتى من الصَّخرِ
فأبشرْ أيا وحشا دعاه غرورُه = إلى القتلِ والتدمير بالناب والظُّفرِ
بيوم قريب لامردَّ لفجره = فقد لاحَ نورُ النصرِ في الغلسِ المُرِّ