جُلْ بالجهادِ فإنه العنوانُ = للعزِّ يحمي ركنَه الفرسانُ
قد عاث في الأرض الذين تجبَّروا = لمَّا خلا من أهله الميدانُ
مَن قالَ في الدنيا : السلامُ مُؤمَّلٌ =فهو الجهولُ الواهمُ الخَسرانُ
هذا النزالُ وليس تُطفَأُ نارُه = مادامَ فوقَ أديمها الإنسانُ
ولأنَّ أعداءَ الشعوبِ تنكَّروا = للوحيِ لمَّا أُنزلَ القرآنُ
دولُ التَّجبُرِ والتَّكبرِ أطبقتْ =فشكتْ بشاعةَ غيِّها البلدانُ
قالوا : هي الدولُ الكبيرُ نفيرُها = وسلاحُها الأقوى له السلطانُ
قد سيطروا فالأرضُ مُلكُ يمينِهم = ولهم عليها البغيُ والطغيانُ
فالمكرُ ديدنُهم ولمَّا يعبؤوا = فالناسُ في ميزانهم عُبدانُ
لكنَّها الأيامُ إنْ علموا وإنْ = لم يعلموا فلشأنها الدورانُ
ولها مداولةٌ وليس لمَن طغوا = فيها الخلودُ كأنهم ما كانوا
أسَمِعْتَ أنباءَ الذين استعصموا = باللهِ ما أثناهمُ العدوانُ
من ربع قرنٍ والجهادُ سبيلُهم = والصَّبرُ يعرفُ أهلَه الميدانُ
بذلوا الدماءَ زكيَّةً حبًّا وقد = وعدَ القبولَ لأهلها الرحمنُ
فإذا العدوُّ يهزُّه إيمانُهم = وتهدمتْ لعُتُوِّه الأركانُ
وعرا الهوانُ نفوسَ قوم أفلسوا = فكبيرُهم وصغيرُهم حيرانُ
جاء الرجالُ بصبرِهم وجهادِهم = يحدوهُمُ التوحيدُ والإيمانُ
فإذا جهلتَ ركابَهم وبلادَهم = فاعلمْ بأنَّ رجالها الأفغانُ
رفعوا رؤوس المسلمين بعالَمٍ = أخوى عليه اللهوُ لا التحنانُ
فاستيقظتْ في المسلمين مروءةٌ = جلَّى جميلَ صباحها الفرقانُ
العزُّ بالإسلام ليس بغيره = ولغيره قد جُهِّزَتْ أكفانُ
هو شدوُه التكبيرُ أومأَ أن أتى = بعدَ التبابِ الفتحُ لا الخذلانً
يا أمتي يكفي انكفاؤك فانهضي = وتقدمي فإلهك المعوانُ
وبك الخلاصُ لعالَم يشكو ولم = يخذلْهُ ركبُك سارَ والأعيانُ
مازالَ وجهُك مشرقا تاريخُه = هيهات يطفئُ وهْجَه النسيان