رِجِعْ أيلول
"رِجِعْ أيلولُ " يا فيروز والأحزانُ في القلبِ
نعم ، في الجو بعض البرد ، بعض الريح والسحب
وبدر بين غيمات تعثر حائر الدرب
ووافتنا عصافيرُ قوادمُ من فضا الغرب
مهاجرة إلى الشرق ، فقلنا : " جئتِ للرحْب "
هنا حَب ، هنا ود ، هنا دفء بلا رعب
ولكنْ قلبُنا يأسى على حال لدى العرب
تعادوا ، سيفهم يسطو عليهم قاتلَ الغضب
خلافات وأحقاد ونأي عن عُرى النسب
فلا قربى توحدهم ، ولا حذرٌ من العَطَب
كأن الخُلْف فطرتهم ، كأن الوصل مِ الذنب
فكيف نروم في أيلولَ رجْع الحِب للحِب ؟!
وكيف نقول أشعارا خلت من أدمع القلب ؟!
وكيف نكلم الأطيار إذ تشدو على القُضْب ؟!
وكيف نقول للأرياح : " هبي نحونا ، هبي ! "
وكيف نقول للغيم الذي يأتي : " على الرحب ! "
ألوذ بصوتكِ الباكي حزينا ، دامع القلب
ففيه فيض تسلية تخففني من الكرب
وأمدح فنك الرقراق بالأشجان والعتب
وأثني مادحا كلمات روح الشعر من " حربِ " *
عظيمان قد التقيا فجاء الفن بالعجب
أتنجب أمةٌ هذين ، لا تهفو إلى الشهب ؟!
وتهوى السَفسَف الأردا ، ولا تمتاز في الرتب ؟!
فؤادٌ خامد بالٍ وأنف غاص في التُرَب
وما هذا لنا قدْر ، وما هذا مدى العربي
*كلمات الأغنية للشاعر جوزيف حرب .
وسوم: العدد 944